غزة: اعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة في تقرير نشر الثلاثاء ان اسرائيل وحماس اخفقتا في اجراء تحقيقات مستقلة ملائمة حول ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة شتاء عام 2008، فيما استنكرت حماس عدم نشر التقرير الذي سلمته أسوة بالتقرير الإسرائيلي. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن لجنة الخبراء المكلفة بتقييم التحقيقات التي تجريها كل من حماس واسرائيل قالت ان التحقيقات التي اجراها الجانبان والتي طالب بها تقرير القاضي ريتشارد جولدستون المكلف من الاممالمتحدة "جاءت منقوصة وغير كافية حينا ولا تف بالمعايير الدولية احيانا". واعربت اللجنة عن اسفها لما وصفته ب "عدم تعاون السلطات الاسرائيلية وعدم بذل حركة حماس أي جهد جدي للرد على المزاعم والانتقادات التي طالتها" في تقرير جولدستون. وصدر هذا التقرير عن ثلاثة خبراء في اللجنة التي شكلها مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان في مارس/ آذار الماضي. وقالت اللجنة ان " اسرائيل عرقلت، من خلال عدم تعاونها، تقييم اللجنة حول التحقيقات المتعلقة بالانتهاكات الخطيرة التي جرت خلال هذه العملية العسكرية". وكشف الخبراء ان اسرائيل اجرت تحقيقاتها الخاصة ونشرت كثيرا من المعلومات حول عملية "الرصاص المصبوب" التي شنها جيشها على غزة لكن "اربعة منها فقط اسفرت عن توجيه اتهامات بارتكاب جرائم وادى واحد منها الى اصدار ادانة بسرقة بطاقة اعتماد". كما قالت اللجنة ان "رفض اسرائيل التعاون معها حال دون التمكن من اجراء تقييم لكيفية ادارتها تحقيقاتها بهدف معرفة مدى استقلاليتها وشقافيتها وحيادها". على الجانب الفلسطيني، اشار الخبراء الى تعاون افضل، الا انهم اعربوا "عن الاسف للنتائج التي توصلت اليها اللجنتان اللتان شكلتهما حماس في غزة". واعتبرت لجنة الاممالمتحدة ان "اولى اللجان التي شكلتها حماس اقتصرت على مسئولين ينتمون الى سلطة الامر الواقع غي غزة، ولم تبذل اي جهد للرد على ما جاء من انتقادات في تقرير الاممالمتحدة". اما اللجنة الثانية، فقال التقرير انها "تميزت بمزيد من الاستقلالية وقدمت معلومات، لكنها فشلت في تقديم ادلة حول المزاعم التي تفيد ان السجناء السياسيين قد افرج عنهم وان الملاحقات القضائية قد بدأت". من جهتها، استنكرت الحكومة الفلسطينة المقالة التي تديرها حركة حماس تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتقرير الذي سلمته لجان التحقيق في قطاع غزة حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة . ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن بيان للحكومة عقب اجتماعها الأسبوعي أمس الثلاثاء: " إن كي مون لم ينشر التقرير الفلسطيني أسوة بالتقرير الإسرائيلي ما يعني انحياز الأممالمتحدة ومون شخصيا لصالح الاحتلال على حساب الضحايا الذي سقطوا في الحرب". ودعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدث إلى التدخل ووقف ازدواجية المعايير التي تمارسها الأمانة العامة للأمم المتحدة لصالح الاحتلال على حساب الشعب المحتل، وحساب الضحايا وتمكين صوت الضحايا من الوصول إلى العالم ونشر التقرير أسوة بالتقارير الأخرى. ومن المتوقع ان يرفع الخبراء تقريرهم رسميا في 27 سبتمبر/ ايلول الى مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان في مقره في مدينة جنيف السويسرية. وتجدر الاشارة الى ان تقرير القاضي ريتشارد جولدستون الذي نشر قبل نحو عام اتهم اسرائيل وفصائل فلسطينية بارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم على قطاع غزة، موصيا برفع القضية الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اذا رفضت السلطات الاسرائيلية والجانب الفلسطينين اجراء تحقيقات شفافة حول "جرائم الحرب" بهدف معاقبة المذنبين. يذكر ان عملية الرصاص المصبوب كانت قد اسفرت حسب المحصلة الرسمية عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة آلاف أخرين فيما قتل 13 إسرائيلي.