أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة مصر عضو مكتب الإرشاد السابق بجماعة الإخوان المسلمين رفضه الشديد لإهانة المواطن المصري أو الاعتداء عليه، موضحا أن التظاهر والاعتصام السلمي أحد مكتسبات الثورة المصرية وحق مكفول للمواطنين طالما لم يتسبب في تعطيل العمل أو المرور أو يضر بمرافق ومنشآت الدولة. ورفض أبو الفتوح في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء القطرية بثتها اليوم السبت بشدة العودة لممارسات الأمن القمعية التي كانت سائدة في مصر طيلة 30 عاما خلال فترة حكم الرئيس السابق حسنى مبارك وقبل ثورة 25 يناير.
وحول الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة بورسعيد وعلى من تقع مسئوليتها ؟ ، اعتبر أبو الفتوح ما حدث "مؤامرة" ، مشيرا إلى أن قوات الأمن افتقدت دورها في تحمل المسئولية ، محذرا من أن هذا الأمر قد يدفع بالبلاد إلى عنف مسلح بين مختلف الأطراف التي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب مصلحة البلاد.
وفيما يتعلق برؤيته لأخطر التحديات التي تواجه البلاد خلال المستقبل المنظور ، قال المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة إن الوضع الاقتصادي يجب أن يتم تداركه بسرعة حتى لا تتفاقم الأمور ..وهذا لن يتم إلا من خلال نظام منتخب معبر عن الشعب حتى يستطيع أن يجذب الاستثمارات وهو ما تم في الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب.
وشدد أبو الفتوح على ضرورة عدم إطالة المرحلة الانتقالية وعودة الجيش إلى ثكناته حتى يقوم بمهمته الأساسية وهى الحفاظ على أمن مصر القومي ، ولهذا فإن أهم نقطة يجب التأكيد عليها هي إجراء الانتخابات الرئاسية وعدم تأجيلها بما يخالف الاستفتاء.
وقال إن المرحلة المقبلة تستلزم منا توحد جميع القوى السياسية والتيارات حول مشروع واحد لنهضة الوطن، وعلاقاتنا بالخارج يجب أن تحكمها مصلحة الوطن أولا وأخيرا، مجددا التأكيد على ضرورة التعاون بين كل التيارات الوطنية في مصر من أجل تحقيق مصالح الوطن دون إقصاء لأي تيار.
وأكد رفضه الشديد لأي تدخلات خارجية ترفض نتائج العملية الانتخابية الديمقراطية، وقال إنه بعد دماء الشهداء التي أريقت من أجل استقلال مصر ينبغي أن نحافظ على استقلال البلاد لأن الكثير من الشباب استشهد من أجل استقلال البلاد وانتقالها من حالة ارتهان للصهاينة والأمريكان في القرارات والتصرفات والمصالح إلى ارتهان لإرادة الشعب المصري.
وردا على سؤال حول الآراء التي تعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين قد قفزت على الثورة وحصدت مكاسبها .. قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة مصر "إننا يجب أن نستوعب الجميع وأن تنتهي لغة الإقصاء، فهذه الثورة قام بها الشعب بكل أطيافه، ولا يجوز أن يتم استئثار طرف بالقرار أو إقصاء طرف آخر".
وحول ما يراه البعض بأن ما تتعرض له المنطقة العربية هو مؤامرة للسيطرة عليها من خلال تفكيكها وإثارة المشكلات فيها وأن ما حدث في مصر تحديدا لم يكن ثورة بالمعنى الحقيقي ، أجاب أبو الفتوح "هذا كلام خاطئ..فهي ثورة قامت بإرادة الشعب المصري والشعوب العربية..وأية محاولة لتصويرها بأي شكل آخر هو الخطأ بعينه".
وشدد على أن مصر لها مكانتها الكبيرة في العالم العربي وكانت وستظل منارة فكرية بما تمتلكه من تاريخ وبالأزهر الشريف الذي ينظر له العالم على أنه ممثل للفكر الوسطى..قائلا "إن النظام السابق أهمل علاقتنا بالدول العربية والإسلامية وهو ما يحتم علينا أن نعمل على استعادة هذه العلاقات الوثيقة وأن نقويها لأننا لا يمكن أن ننهض بمفردنا والدول العربية والإسلامية كلتها تحتاج إلى بعضها".
ونفى أن تكون الخلافات بينه وبين الجماعة قد نشأت بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية ، وقال "إن الخلافات موجودة قبل ذلك بكثير وهو ما أدى إلى خروجه من مكتب الإرشاد لكنه قلل من تضخيم هذه الخلافات لأنه يعتبر الخلاف في الرأي ظاهرة إيجابية داخل جماعة الإخوان أو خارجها".