السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجة ولي أبناء ولكنني خائنة وزانية ولا استحق أن أعيش في ظل زوجي وأبنائي أنا أستحق الموت لأنني خنت زوجي بعبث وخنته مرات عديدة ومع أشخاص عديدة أنا نادمة وأعاقب نفسي وألومها الأسباب كثيرة التي دفعتني للخيانة وللارتماء في أحضان أي شخص يقول لي كلاماً حلواً ، ولكن مهما كانت الأسباب لا يمكن للزوجة أن تخون أنا مجرمة ولا أستحق المغفرة أرجوكم ساعدوني ولكم جزيل الشكر. ردينة - تونس استغفر الله العظيم ، وهل قسمت رحمة ربك ، جميل أن تشعري بجريمتك وتستقبحي فعلتك ، لكن غير الجميل هو القنوط من رحمة الله فكما انك ارتكبت خطيئة فادحة لمرات عديدة وكما أن ذنبك عظيم إلا أن يأسك وقنوطك من رحمة الله وعدم استحقاقك لمغفرته جريمة كبري "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيما" واليأس من رحمة الله هو عين الشرك به ، فإن كنت تبت إلي الله ونيت عدم العودة إلي خطاياك مرة أخري ، فممن تطلبين الصفح والغفران هل لك أحد غير الله تلجئين له ، هل تعرفين غير الله عفو غفور ، يعفو عن الذنوب ويمحوها ويغفر السيء والقبيح ويستره ويتجاوز عن عقوبتها في الآخرة فهو سبحانه وتعالي عفو يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي. لن ألومك كثيراً علي ما فرطت في حق نفسك وحق ربك وما جنيته علي نفسك وزوجك ، يكفيكُ ما أنت فيه ولعل قصتك تكون عبرة لنساء كثيرات يدفعهن الهوس والهوى لابتاع خطوات الشيطان وغالباً ما تكون النتيجة خسارة ،" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" . وأنت اتبعت خطوات الشيطان فلم تبتعدي كثيراً عما حذرنا منه الخالق من فوق سموات سبع ، لكن يكفيك الآن أنك عرفت أن طريق الشيطان لا تؤدي إلي خير ، وحسبك ما أنت فيه فلا تسرفي علي نفسك في التعذيب والتأنيب لأن عليك واجب تكفير الذنب والإقلاع عنه والتوبة عنه ثم الثبات علي الحق وأني يتسنى لك كل ذلك إلا بالتعلق بالله عز وجل ، والتشبث برحمته وطلب مغفرته والتذلل والتضرع إليه في هزيع الليل الأخير والناس نيام ، والدعاء إليه بصدق وقوة أن يغفر لك جُل ذنوبك وأن يعينك علي نفسك وعلي طاعته ، لكن لا تقولي إنك عاصية لا تستحقين المغفرة ، فمن يستحقها إذن ، ولمن يغفر الله إن لم يغفر للعصاة المذنبين ، هل يغفر للتائبين العابدين المخلصين ؟ وتذكري حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُم" . أكثري من صحبة الصالحين ، وصادقي المخلصات واستعيني بصحبتهن علي تقوية نوازع الخير في نفسك وعلي أداء الأعمال الصالحة واجعلي لسان حالك ينشد قول الإمام الشافعي : أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أجد بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سوياً في البضاعة
نسأل الله العظيم بمنِّه وكرمه أن يثبتك على الاستقامة , وأن يصرف عنك الفتن ، ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتك علي التوبة ويعينك علي الطاعة ، ويعينك علي نفسك الأمارة بالسوء
عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الرابط التالي