القدس المحتلة: دعا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت مبكر الاثنين الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مواصلة محادثات السلام بعد انتهاء سريان قرار تجميد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فيما قال مصدر في السلطة إن استمرار الاستيطان يعني وقف المفاوضات. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن بيان لنتنياهو بعد وقت قصير من انتهاء فترة تجميد الاستيطان: " إن إسرائيل مستعدة لإجراء اتصالات متواصلة في الأيام المقبلة لإيجاد وسيلة لكي تستمر محادثات السلام". وأضاف: "أدعو الرئيس عباس إلى مواصلة المحادثات الطيبة والصادقة التي بدأت للتو، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين شعبينا". وقال نتنياهو إنه جاد وصادق بشأن استمرار مفاوضات السلام. وأضاف: "أقول للرئيس عباس: لمصلحة شعبينا، دعنا نركز على ما يهم حقا. دعنا نستمر في محادثات سلام سريعة وجادة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام إطاري تاريخي خلال عام". وعباس أعلن مساء أمس الأحد في باريس عقب لقاء جمعه مع ممثلين عن الجالية اليهودية في فرنسا، إن عملية السلام ستكون "مضيعة للوقت" اذا لم تمدد إسرائيل قرار تجميد الاستيطان. وقال عباس في ختام اجتماعه مع عشرين شخصية يهودية فرنسية، انه اذا لم تستمر إسرائيل بتجميد الاستيطان تصبح عملية السلام مضيعة لوقت. وتابع: "أمضينا مفاوضات وساعات طويلة مع نتنياهو وكان الحديث في العمق عن القضايا النهائية، الأمن والحدود والمياه والاستيطان والقدس واللاجئين والأسرى". إلى ذلك ، اتهم مسئول فلسطيني الأحد إسرائيل بتنفيذ أعمال بناء استيطانية واسعة خلال الأشهر التي أعلنت يها تجميد البناء ، محذرا من أن استمرار الانتهاكات الاستيطانية يعني إيقاف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال وزير الدولة لشئون الجدار والاستيطان ماهر غنيم، في مؤتمر صحفي برام الله: " طوال فترة العشرة شهور الماضية (فترة التجميد التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية)، فإن الانتهاكات سواء في الاستيطان، أو مصادرة وتجريف الأراضي، أو هدم المنازل والاستيلاء عليها لم تتوقف، فيما يدل على توزيع للأدوار بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لإعاقة عملية السلام". وأكد أن السلطات الإسرائيلية دشنت حوالي 52 ألف وحدة استيطانية بين ما نفذ ويجري تنفيذه وما يخطط له، يتركز أكثرها في القدس، ومناطق الأغوار، والمناطق المصنفة "سي" في الضفة الغربية التي هي أكثر المناطق الفلسطينية تعرضا للانتهاكات الإسرائيلية. واعتبر ذلك دليل واضح على أهمية المطالب الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان كشرط لمتابعة المفاوضات من ناحية، وأهمية تدخل المجتمع الدولي لحماية الحقوق الفلسطينية من ناحية أخرى. وشدد على أن المطلوب فلسطينيا هو إجراء فعلي على الأرض يضمن الحقوق الفلسطينية، بغض النظر عن المسميات تجميد أو إيقاف أو غيره، ملوحا بذهاب الفلسطينيين للأمم المتحدة من أجل نيل حقوقهم إذا استرمت تلك الأعمال. من جهتها جددت الولاياتالمتحدة دعوتها لاسرائيل بمواصلة عملية تجميد بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي إن الموقف الأمريكي حيال الأمر لم يتغير. وأضاف كراولي أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحدثت مع رئيس وزراء اسرائيل مرتين يوم الاحد، وقال "نحن على اتصال وثيق مع الطرفين وسوف نلتقيهما مجددا خلال الأيام المقبلة". وقال إن واشنطن تركز على تحقيق تقدم في المفاوضات باتجاه حل قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية و تشجع "الأطراف على القيام بمبادرات بناءة في هذا الخصوص". وفي بريطانيا ، دعا وزير الخارجية وليم هيغ الحكومة الاسرائيلية الى تمديد قرار تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية الذي انتهت مفاعيله امس وسط مخاوف ان يؤدي استئناف عملية البناء الى عرقلة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائييلين. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ان هيغ سيبحث ملف المستوطنات خلال اجتماعه في وقت لاحق من اليوم مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان. وقال هيغ وفقا للبيان ان الحكومة البريطانية دعت نظيرتها الاسرائيلية الى الاستمرار في تجميد بناء المستوطنات "وانا اجدد الان هذه الدعوة". واشار الى وجود "قلق دولي" من اثر استئناف بناء المستوطنات على المحادثات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وبدوره، قال مدير مركز الأبحاث والأراضي جمال طلب إن الإحصاءات تشير إلى أن الأنشطة الاستيطانية طوال فترة التجميد لم تتوقف. وأكد أن عدد المستوطنات التي يجري التوسع فيها 120 مستوطنة، وأن عدد الوحدات المنفذة أو التي يجري العمل فيها 1520 وحدة، فيما بلغ عدد الوحدات التي يجهز لعقود العمل فيها 2066، وأن عدد الوحدات التي خططت لبنائها مستقبلا بلغت 37679 وحدة استيطانية. وأشار طلب إلى أن حجم ما صودر من أراض خلال فترة التجميد بلغ 5906 دونما، فيما جرف 920 دونما، وهدم 280 مسكنا ومنشأة، وبلغ عدد المساكن والمنشآت المهددة بالهدم 830، عدا عن الاستيلاء على 13 مسكنا آخر، فيما منعت قوات الاحتلال شق 10 طرق في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، بينما شق المستوطنون 28 طريقا لهم. وقال إن إسرائيل تسعى لخلق وقائع على الأرض خاصة في مناطق القدس والأغوار، لإيجاد دولة استيطان داخل الأرض الفلسطينية.