نواكشوط: هاجم الحزب الحاكم في موريتانيا "الاتحاد من أجل الجمهورية" بشدة منسقية أحزاب المعارضة الموريتانية، مؤكداً أنها تجر البلاد إلى نفق مظلم. وتحدث الحزب عما سماه "موجة طاغية من الدعاية السياسية الفجة" في إشارة لمهرجانات المعارضة، التي اتهمها الحزب الحاكم "بالإمعان في السلبية والتغريد خارج السرب"، وبأنها أبانت عن الدرك الهابط الذي انحدرت إليه في خطابها المفعم بالغلو السياسي، والعنف اللفظي، والعزف على أوتار الفتنة، والدعوة الصريحة إلى الفوضى والشغب. وأضاف الحزب في بيان، أن منسقية المعارضة فقدت صوابها وتوازنها، فترنح خطابها السياسي بين السبّ والقذف والتجريح والاستهانة بالمؤسسات الدستورية، والتلويح بالتغيير غير الدستوري ، والفوضى والعنف.
وقال الحزب: "إن منسقية المعارضة باتت تعتمد الرهان على تفجير البلد بعد الهروب من صندوق الاقتراع، ورفض الحوار حول كلمة سواء"، ودعا جميع الأحزاب الموريتانية إلى "حلف فضول" لا مكان فيه للغلاة والمتطرفين ودعاة الفئوية الضيقة.
وجاء هذا البيان في وقت صعد فيه زعماء المعارضة بشكل غير مسبوق من لهجة خطابهم تجاه الرئيس محمد ولد العزيز، مؤكدين سعيهم لإطاحة "النظام العسكري".
وقال ولد داداه في مهرجان جماهيري حاشد شرق البلاد: "إن الله تبارك وتعالى أكرم من أن يجمع على موريتانيا الجفاف والرئيس ولد عبدالعزيز".
ودعا الجيش الموريتاني لرفض "الحرب بالوكالة" التي يخوضها الرئيس ولد عبدالعزيز ضد الفرع المغاربي للقاعدة.
وشدد على ضرورة تحرك الجماهير الموريتانية لفرض التغيير حتى يتاح للموريتانيين اختيار من يحكمهم بكل حرية وديمقراطية.
واختتم زعماء منسقية المعارضة جولتهم في المنطقة الوسطى والشرقية من البلاد وسيتوجهون هذا الأسبوع إلى المناطق الجنوبية والشمالية لمواصلة المهرجانات الداعية لفرض التغيير.
في سياق آخر، أوقفت الشرطة الموريتانية الإثنين، بدر ولد محمد ولد عبد العزيز، الابن البكر للرئيس الموريتاني للتحقيق معه في حادثة إطلاق النار على الفتاة "رجاء بنت أسيادي"، في حادثة هزت المجتمع الموريتاني ولا تزال ملابساتها غامضة. وقال مصدر مطلع لجريدة "الخليج": "إن الرئاسة سلمت المتهم بدر خلال الساعات الأولى من فجر الاثنين لمفوضية الشرطة ب "تفرغ زينة" غربي العاصمة نواكشوط.
وقامت السلطات بنقل الفتاة "رجاء" للعلاج في الخارج بعد تأجير طائرة طبية خاصة، ورافقها وفد من ضمنه مستشاران برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.