لندن: اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت بالوضع في سوريا متوقعة تمديد مهمة المراقبين العرب ، فيما تتزايد الضغوط على إيران من اجل منعها من امتلاك قنبلة نووية ، وتحدثت عن الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لاستعادة ريادته. وخرجت صحيفة "الاندبندنت" اليوم بعنوان يبرز مدى الازمة السورية يقول "مناشدة مراقبي الجامعة العربية البقاء في سوريا" . وتقول الصحيفة ان الجامعة ستمدد على الارجح مهمة مراقبيها في سوريا، على الرغم من شكاوى عدة من المعارضة السورية تقول انهم فشلوا في الحد من اراقة الدماء في البلاد. وتنقل الصحيفة عن مسئولين في الجامعة قولهما انها ستناقش مستقبل مهمة المراقبين، المحددة بشهر واحد، وتنتهي الخميس، خلال اجتماع بمقرها بالقاهرة غدا الاحد. هذا ومن المرجح ان يتم بحث استمرار بعثة المراقبين، وعددهم 150 مراقبا،خلال محادثات غدا لاعتبار الوقت غير مناسب لتصعيد الامر. وترى الصحيفة ايضا ان المجتمع الدولي غير مستعد للتدخل اكثر مما فعل، كما ان عددا من الدول الاعضاء في الجامعة التي ترفض تمديد مهمة البعثة غيرت مواقفها في الايام الاخيرة. وتقول الصحيفة ان الدول العربية والغرب فشلت حتى الآن في الوصول الى توافق حول كيفية مواجهة قمع النظام السوري للاحتجاجات التي ادت خلال عمر الانتفاضة السورية البالغ نحو عشرة اشهر الى سقوط نحو 5400 قتيل. وفيما يتعلق بالجانب السوري خرجت ايضا صحيفة "الفايناشنال تايمز" بعنوان: ناشطون يكشفون عن لعبة القط والفأر المميتة في شوارع سورية. وتقول الصحيفة ان حارات دمشق القديمة ودروبها الضيقة تحولت الى ميدان صراع لا يسمع عنه كثيرا بين المعارضين وقوات الامن السورية، وتنقل الصحيفة عن معارض سوري قوله ان "الكلاب تلاحقنا وهي وراءنا. قوات الامن تحاصرنا من كل اتجاه".
عقوبات وفي الشأن الإيراني ، نشرت صحيفة "الاندبندنت" تحت عنوان: "اقوى عقوبات يفرضها الاتحاد الاوروبي على ايران وضعت الاخيرة امام آخر تحذير حول برنامجها النووي". وتشير الصحيفة الى ان العقوبات التي تطال قطاعات النفط والمصارف ستؤثر على الدول الفقيرة في الاتحاد الاوروبي ممن تعتمد على التجارة مع ايران. وتقول الصحيفة ان تلك العقوبات التي سيعلن عنها الاثنين، قد تكون آخر فرصة لايجاد حل للمواجهة القائمة بين طهران والغرب او ان يكون البديل الدخول في البحث بخيار الضربات العسكرية. وتشير الصحيفة الى ان العقوبات تتضمن حظر استيراد النفط، والتوقف عن التعامل مع البنك المركزي الايراني وباقي المؤسسات المالية الايرانية، بهدف دفع النظام في طهران الى طاولة التفاوض لانه سيكون في مواجهة الاختناق لأن شريان الحياة وهو النفط، سيضيق. وتضيف الصحيفة ان الفشل في اقناع ايران بوقف برنامجها النووي عبر العقوبات الاوروبية والامريكية سيعني في النهاية تزايد الضغوط من اسرائيل بضرورة الاقدام على ضربة عسكرية جوية. وتنوه الصحيفة الى ان الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة كان في تل ابيب الجمعة لمناقشة سيناريوهات محتملة كهذه، وانه، حسب مصادر دبلوماسية، يحاول وتقول الصحيفة ان تفاصيل العقوبات الاقتصادية على ايران تظهر استعداد اوروبا والولايات المتحدة لوضع ايران تحت ضغوط تجارية خانقة، وفي نفس الوقت، تظهر الصعوبات المرافقة لتطبيق تلك الضغوط. وفى ذات السياق افادت تغطية واسعة لصحيفة "ديلي تلجراف" تقول: "اوروبا تدوس على الزر الاقتصادي لايران".
والملفت في تغطية الصحيفة انها نشرت صورة كبيرة لصواريخ ايرانية محمولة على مدرعة قاذفة وخلفها عاليا صورة المرشد الايراني علي خامنئي، واخرى اصغر لجندي ايراني يحمل بندقية، وثالثة للمنشأة النووية الايرانية في قم، والصورة الاخيرة للرئيس الايراني احمدي نجاد وهو يتفقد منشأة نووية ايرانية. دور الأزهر وعن مصر نقرأ تحقيقا في الفاينانشال تايمز بعنوان: "مركز دراسة الاسلام يضع ثقله في مصر الجديدة، والمقصود هنا مؤسسة الازهر". وتقول الصحيفة ان الازهر يصارع من اجل استعادة مكانته وصدارته السابقة، بعد ان ظل لعدة عقود صامتا، لكي يصبح قوة رئيسية فاعلة في مصر والمنطقة. وتقول الصحيفة ان الازهر، الذي يعود في الزمن الى ألف عام، تراجع الى الصفوف الخلفية بعد ان نزعت الانظمة السابقة منه مكانته وهمشت سلطته الدينية، لكنه لعب دورا بارزا في الثورة ضد نظام حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. لكنه، وبعد ان اصبح حرا من تلك القيود السابقة، شرع في التحرك لاستعادة مكانته مركزا ومنارا للمشهد السني المتفكك في العالم الاسلامي. "الدروع البشرية" وفي "الاندبندنت" كتب روبرت فيسك مقالا تحت عنوان: "توم هرندل، على خط النار"، يتحدث فيه عن هذا الناشط الشاب، الذي قتل وهو بعمر الحادية والعشرين برصاص قناص، وعن الصور التي التقطها وعن يومياته، التي يرى الكاتب انها ترسم صورة حقيقية مريرة عن الصراع في الشرق الاوسط. يقول فيسك: "لا اعلم ان كنت التقيت بتوم هرندل، لقد كان واحدا من "الدروع البشرية" التي ظهرت في بغداد قبيل الغزو الانغلوامريكي للعراق في عام 2003، وهو الشخص الذي نحب، نحن معشر المراسلين الصحفيين، ان نسخر منه ونضحك عليه". ويضيف فيسك انه تمنى لو انه قابل هرندل، لانه، وبعد النظر الى تاريخ تلك الحرب البغيضة، اظهرت يوميات هرندل انه كان رجلا استثنائيا وصاحب مبادئ استثنائية، اذ كتب مرة من فندق في العاصمة الاردنية عمان قائلا: "قد لا اكون درعا بشرية، ولست متفقا مع افكار من اسافر معهم، الا ان الطريقة التي خططت بها امريكا وبريطانيا لغزو العراق واحتلاله كانت غير ضرورية ووضعت حياة الجنود (الغربيين) فوق حياة المدنيين، ولهذا اتمنى ان يحاكم بوش وبلير بتهم جرائم حرب". ويرى فيسك ان هرندل كان محقا، اذ ان الامر ليس ببساطة معادلة حرب او لا حرب، او ابيض واسود، وقد كتب هرندل قائلا: "الاشياء التي سمتعها ورأيتها خلال السنوات القليلة الماضية تبرهن ما كنت اعرفه، وما اعرفه هو لا النظام العراقي، ولا الامريكيين ولا البريطانيين ابرياء او نظيفي اليد، ربما كان ضروريا رحيل صدام، لكن الحرب الجوية لم تكن ضرورية، كما انها لم تميز بين المدنيين والجنود المسلحين، عشرات الآلاف سيموتون، بل وربما مئات الآلاف، فقط من اجل حماية عدة آلاف من الجنود الامريكيين".