نرجو أن يستفيد رجال الجيش والشرطة من تجارب التظاهرات والاعتصامات السابقة التي وقعت في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر، والتي تسببت في وقوع ضحايا من أبناء وطننا العظيم. ونعلم أن رجال أمن وطننا تعرضوا لاستفزازات وتطاولات لا يتحملها بشر دفعت ببعضهم للجوء للعنف في بعض الأحيان ضد شباب وطننا، مع تسجيلنا أن أغلب من سقطوا شهداء، فقتلهم بالفعل تم على يد عناصر اندست وسط الثوار، قد تنتمي للثورة المضادة، وقد تكون تابعة لدوائر خارجية.
إن دور أجهزة أمننا يفترض أن من أولوياته، ليس مواجهة تظاهرات سلمية، وهي حق تكفله القوانين، ولكن الإمساك بتلك العناصر المندسة، وتقديمها فوراً لمحاكمات عسكرية، شريطة أن تكون عناصر بالفعل جاءت للتخريب، ولدعم الثورة المضادة، والعمل لصالح من لا يريد الخير لمصر، وليس عناصر من المتظاهرين السلميين.
من قبل أعلنا رفضنا مراراً لإسالة دماء شبابنا، ورفضنا لأي ضرب في سويداء القلب أو اللعين، وقلنا من يفعل ذلك من رجال الأمن ضد متظاهرين سلميين، لا بد أن يقدم للمحاكمة، وهو منطق أعلناه، وقال قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنهم يؤيدونه، ولن يفتحوا أي رصاص في أي وقت على أبناء الشعب المصري العظيم.
إذن المطلوب من اللجان الشعبية التي بدأت تمارس عملها بفعالية، أن تتعاون مع رجال الأمن من أجل ضبط العناصر المندسة، وتسليمها لقوات الأمن؛ من أجل إخضاعها للقانون.
نحن نرجو ونلح في الرجاء على رجال الشرطة المدنية والعسكرية ألا يفتحوا أبداً الرصاص ضد متظاهرين سلميين، وأن يحرسوهم ليمارسوا حقهم، ويطرحوا مطالبهم، وإن لمسوا خروجا على القانون منهم وقلة أدب وتطاول، فالقانون هنا يأخذ مجراه.
وبإمكانهم إحالة أية أعداد للمحاكمة، متجاوزين تماما عن أية انتقادات خارجية، فمصر باتت دولة مستقلة، ومصر باتت تمتلك إرادتها، ومصر لا تخشى إلا الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا، يتوجب على أجهزتنا الأمنية أن تضع أمننا القومي في سلم أولوياتها، وتضع قبل ذلك القانون في حدقات عيونها.
لو اتبعت أجهزتنا تلك الاستراتيجية فإن يوم 25يناير المقبل سيمضي بسلام، والذي سيخسر كل شيء تلك الثلة من البشر التي ارتضت أن يمتطيها الأمريكان، وتصورت وهما أو حلما أنها هي التي صنعت الثورة لمجرد أن فضائيات المارينز الناطقة بشتى اللغات سوقتها للناس كذبا بهذا المفهوم.
سوف يخرج عشرات الآلاف من شباب مصر عشية 25يناير، يخرجون في كل المحافظات المصرية ليسيطروا على الأمور ويحموا مؤسسات الشعب، ويؤمنوا مداخل الميادين وينظفوها من كل البلطجية والفلول ودعاة العنف، ومن أصحاب الأجندات الخارجية.
فمن يريد أن يحتفل بأعظم ثورات العصر الحديث، ثورة 25يناير المصرية، فليحتفل ويضحك ويغني، ويسجد لله شكرا.
ومن يريد أن يحتج ويتظاهر بشكل سلمي، فليتظاهر ويعبر عن رأيه، ولكن دون افتعال عمليات تخريب، وجر شكل مع الأجهزة الأمنية، من أجل إيجاد مادة لإعلام المارينز يلطخ من خلالها وجه الاحتفالات بذكرى ثورتنا بالدماء.
إننا نقولها له بوضوح، لمن نزل من أجل التخريب، : لن يُسمح لك هذه المرة بهذا الإرهاب الذي تمارسه تلك الأقلية من أهل مصر.
لقد قال الشعب المصري كلمته، وانتخب ممثليه ببرلمان الثورة، وهذا الشعب الذي قال كلمته ندعوه أن يخرج مع ممثليه يوم 25يناير ليحمي ثورته ويحتفل بذكراها، ونعرف أن كلامنا لن يعجب دعاة التخريب والضالين والمضللين والطائفيين، ولن يعجب من يستقوون بالخارج ويتلقون دعما منه، لكننا لا نكتب لمراضاة تلك الكائنات شبه الحية، وإنما نكتب من أجل مرضاة الله الواحد الأحد.
نكتب من أجل أمن وطننا القومي. نكتب لكي يتذكر الجميع فضل أهل الفضل وذويه بيننا، وإن لم نكتب من أجل هذه القيم فلا قيمة للكتابة في وطن تحاول قلة من أبنائه أن تسيء لذوي الفضل وتسيء لمصر وتسيء لثورتها. * * * * * حوار مع القراء - تنتابنا موجات من مشاعر الشفقة، تجاه عناصر لا تعرف شيئا عمن تتطاول عليهم، أية فلول يا هذا، وأية مباحث أمن الدولة، ألا لعنة الله على الفلول وعلى المباحث، وعلى صغار يعيشون في بيئات مفعمة بالجهل والحماقة، ونسأل الله لكم الهداية.
- الحبيب.. أبو حذيفة، قلت لك يا عزيزي، وربك دعهم في غيهم يعمهون، وقل لهم سلاما، ووالله كل كلمة تكتبها يا صديقي، يفوح الصدق من حروفها، دمت لي إنسانا عزيزا، أراه دوما إلى جانب الحق، وأحس ببيعه نفسه لله.
- يا أنت: تجار الدين في السلطة الآن، وثق فيهم شعبنا وانتخبهم، أما تجار السياسة وأنت منهم ففي الزنازين والسجون وخلف القضبان ينتظرون عدالة الله فيهم.
تجار الدين هم الثوار الحقيقيون الذين سيحكمونك ويحكمون وطننا بالحق والعدل والسلام، ساعتها ستدرك أنهم ليسوا بتجار دين وإنما تجارتهم مع الله.
- نحن سنلجأ للنائب العام خلال أيام قليلة ضد من يتلقون تمويلا خارجيا، سألجأ للنائب العام بصفتي، ولن أترك الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان إلا عندما أثبت للمحكمة تهديده لأمن مصر القومي مع رفاقه وتلقيه تمويلا خارجيا باسم منظمته. [email protected]