أ ش أ : قال وزير الصناعة والتجارة الخارجية محمود عيسى "إن الحكومة المصرية حريصة على الارتقاء بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها العمود الفقرى للاقتصاد المصرى، خاصة وأنها توفر الآلاف من فرص العمل"، مؤكدا على أهمية الاستفادة من النموذج الأمريكى فى تنمية وتطوير المشروعات الصغيرة سواء من خلال برامج الدعم الفنى أو التمويل المباشر. وأوضح عيسى خلال زيارته لواشنطن حاليا - ومباحثاته مع رئيس الإدارة الأمريكية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة كارن ميلز - أنه بحث سبل الاستفادة من الخبرة الأمريكية فى إدارة المشروعات الصغيرة، خاصة وأن الولاياتالمتحدة تمتلك نظاما متكاملا فى إدارة هذا القطاع الحيوى.
ومن جانبها، أكدت ميلز ترحيبها بمساعدة مصر فى مجال تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لديها نظام متكامل لتنمية قطاع المشروعات الصغيرة، حيث تتيح التمويل اللازم لنمو هذه المشروعات من خلال التنسيق مع الجهاز المصرفى، وكذا توفير ضمانات فى حدود 300 مليار دولار سنويا للبنوك المقرضة.
وأشارت إلى أهمية ربط المشروعات الصغيرة بالجهات البحثية والجامعات للحفاظ على تنافسية هذه الشركات داخل السوق الأمريكى.
وفى ذات السياق، بحث وزير الصناعة مع العضو البارز فى الكونجرس الأمريكى دافيد دراير مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر وأهمية الدور الأمريكى لمساندة مصر فى عبور المرحلة الراهنة.
وأشار دافيد دراير إلى أنه تقدم بطلب رسمى للكونجرس للموافقة على بدء مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين مصر والولاياتالمتحدة فى أقرب فرصة ممكنة، منوها بأن هذا الاتفاق سيحدث نقلة كبيرة فى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأبدى دراير إعجابه بثورة 25 يناير، وإصرار المصريين على إحداث التغيير والتحول السريع نحو الديمقراطية، مشيدا بنجاح الانتخابات التشريعية المصرية. ومن ناحية أخرى، أكد وزير التجارة الخارجية والصناعة محمود عيسى - فى كلمته خلال لقاء المجلس التصديرى للملابس الجاهزة بالتعاون مع اتحاد مستوردى الملابس والمنسوجات الأمريكية في نيويورك - حرص الحكومة المصرية على توفير المناخ الأمن والجاذب للاستثمار لإعادة تدفق الاستثمارات إلى السوق المصرى من جديد. وقال "إنه على الرغم من وجود بعض التحديات والصعوبات خلال المرحلة الماضية، إلا أن المصانع المصرية تعمل بطاقات إنتاجية كبيرة وهو ما ساهم فى زيادة الصادرات المصرية خلال عام 2011 واستمرار البورصة المصرية فى العمل يوميا دون إغلاق كل هذه مؤشرات إيجابية لطمأنة المستثمرين الأجانب على الأوضاع الداخلية فى مصر".
وأضاف "أن قطاع الصناعات النسيجية والملابس الجاهزة حقق نجاحا كبيرا فى التعاون مع شركائه بالولاياتالمتحدة وحقيق صادرات فى إطار بروتوكول الكويز خلال الفترة من يناير - أكتوبر من عام 2011 بلغت 829 مليون دولار مقابل746 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2010 بزيادة قدرها حوالى 11%، وهو ما يؤكد أهمية الكويز فى المساهمة فى زيادة الصادرات المصرية ليس فقط فى مجال الملابس والمنسوجات ولكن فى مختلف القطاعات التصديرية الأخرى، لافتا إلى أنه يجرى حاليا التنسيق لضم مناطق جديدة لاتفاق المناطق الصناعية المؤهلة لتشمل محافظات الصعيد ومن المنتظر أن يتم الإعلان قريبا عن هذه المناطق.
وتابع عيسى " أننا نتطلع من خلال مباحثاتنا التى أجريناها خلال اليومين الماضيين مع المسئولين بالإدارة الأمريكية إلى تعزيز التعاون المشترك بين مصر والولاياتالمتحدة خلال المرحلة المقبلة وهو ما يسهم فى زيادة معدلات التجارة البينية وإتاحة الفرصة لتشجيع الاستثمار بين البلدين".
وعلى صعيد آخر، التقى عيسى برئيسة إحدى كبريات شركات الملابس الجاهزة الأمريكية العاملة فى مصر، وقامت بعرض فكرة جديدة لإنتاج منتجات ذات طابع مصرى يتم فيها استخدام خامات وإكسسوارات مصرية مائة فى المائة وهو ما يروج للصناعة المصرية فى الخارج، حيث تلقى هذه المنتجات رواجا كبيرا بين المستهلكين فى أوروبا وأمريكا وبما يسهم فى زيادة الصادرات المصرية إلى جانب توفير المزيد من فرص التشغيل أمام الشباب، ورحب الوزير بتنفيذ الفكرة، مؤكدا استعداد الوزارة لمواجهة أية معوقات قد تواجه عملية الاستثمار الصناعى فى مصر .