أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان على أن الفترة القادمة ستشهد نقلة غير مسبوقة في العلاقات التجارية بين مصر والسودان من ناحية أسوان بتنفيذ خطط تطوير البنى التحتية من رفع خدمات النقل النهرى والسكك الحديدية والطرق، وتخفيف القيود الجمركية والروتينية بين البلدين. جاء ذلك في لقاءه مع عثمان الشريف وزير التجارة السوداني والسفير بلال قسم الله القنصل العام لجمهورية السودان في أسوان ومسئولي هيئتي وادي النيل للملاحة النهرية و الرقابة علي الصادرات والواردات ومديري ميناء السد العالي والجمارك والحجوزات والمحاجر البيطرية والاستثمار.
أشار محافظ أسوان الى استكمال رصف طريق أرقين/ دنقلة بطول 450 كم بجانب رصف 29 كم في الجانب السوداني من طريق قسطل/ وادي حلفا ليصبح هناك طريقان دوليان بين الدولتين يمتدان من الإسكندرية وحتى الخرطوم من أجل مد جسور التواصل والتبادل التجاري والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي أو الشعبي.
بجانب البعثات والقوافل الثقافية أو الصحية ، علاوة علي برتوكولات التعاون بين جامعتي دنقلة وجنوب الوادي ومتحفي النوبة ووادي حلفا وجاء ذلك بعد التغيرات الجوهرية التي حدثت بفضل الثورة المجيدة أصبح الآن المناخ مهيئاً لإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تقوم علي المصالح المتبادلة بين البلدين بجانب فتح الباب أمام الاستثمارات انطلاقاً من الاتفاقيات الموقعة مؤخراً
وأكد علي أن التضافر بين البلدين ساهم في تيسير استقبال أكثر من 18 ألف من الأشقاء السودانيين النازحين من ليبيا عقب ثورة 28 فبراير هناك وتوفير كافة سبل الراحة أثناء توديعهم عبر مينائي السد العالي شرق وأبو سمبل مما يؤكد علي روح الأخوة والمحبة بين الشعبيين الشقيقين والذي توج بهدية الشعب السوداني لشقيقه المصري ب 5 ألاف من الماشية.
ومن جانبه أشار عثمان الشريف إلي أنه عقد سلسلة من الاجتماعات مع وزراء التجارة والزراعة والتعاون الدولي علاوة علي رؤساء البنوك الرئيسية بالقاهرة من أجل رفع سقف التبادل التجاري والوقوف علي أي عوائق روتينية أو إجرائية في الجانبين أمام هذا الهدف الرئيسي وخاصة الإجراءات الجمركية وخفض رسوم الخدمات اللوجيستية.
وأضاف وزير التجارة السوداني بأن المباحثات مع وزيرة التعاون الدولي المصرية شملت كيفية تعظيم الاستفادة من اللحوم الحية الواردة لمصر في صورة شحنات من الماشية والجمال من خلال إعداد مرابي جاهزة بالإضافة إلي المجازر الآلية المدعمة بثلاجات متنقلة لضمان وصول اللحوم الطازجة وتوزيعها علي مختلف أنحاء مصر
وفي أثناء الاجتماع عرض اللواء كمال المغربي مدير عام ميناء السد العالي بأن حركة نقل الركاب تضاعفت بين مينائي أسوان ووادي حلفا في عام 2011 وصلت إلي 55 ألف و 200 راكب بزيادة قدرها 75 % عن حركة نقل الركاب في عام 2010 .
أوضح أن حركة البضائع شهدت انخفاضاً وصل إلي 154% بسبب تعدد الاحتجاجات والمطالب الفئوية مما تسبب في قطع الطرق الرئيسية والسكك الحديدية أمام البضائع المصدرة من مصر إلي السودان فبعد أن كان ميناء السد العالي في عام 2010 يصدر بضائع بحوالي 92.5 ألف طن انخفضت في عام 2011 إلي حوالي 60 ألف طن .
وأكد بلال قسم الله على أن الفترة القادمة ستشهد خروج المقترحات والدراسات لحيز التنفيذ وخاصة مشروع خط السكك الحديدية بين أسوان ووادي حلفا, وأيضاً تجاوز أهم المعوقات أمام التبادل التجاري وكيفية استثمار الطرق البرية وميناءي السد العالي ووادي حلفا من خلال رفع مستوي النقل النهري بين الميناءين من خلال تحديث العبارات ومعدات النقل التجارية ، بجانب تخفيف القيود الجمركية والإجراءات الروتينية في الرقابة علي الصادرات والواردات
والجدير بالذكر بأن زيارة وزير التجارة السوداني لأسوان جاءت علي مدار يومين شملت لقاءات موسعة مع المسئولين التنفيذين والقيادات السياسية والاجتماعية بالمحافظة وأفراد الجالية السودانية ،بجانب المسئولين عن هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، علاوة علي القيام بزيارات ميدانية لسوق الجمال بمدينة دراو وميناء السد العالي والمتحف النوبي.