اهتمت الصحف المصرية الصادرة في القاهرة صباح اليوم السبت بصراع التحالفات من أجل الاستحواذ على هيئة مكتب مجلس الشعب ورئيسه، في حين أوضحت مؤشرات اقتصادية تحسن أداء اقتصاد الثورة بشكل غير متوقع. أشارت صحيفة أخبار اليوم إلى أنه قبيل إعلان النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب جرت خلال الأيام الماضية محاولات من بعض القوي الليبرالية داخل مجلس الشعب لعقد اتفاق مع حزب النور السلفي والحاصل على أعلى ثانى عدد من المقاعد لتشكيل تكتل فى مواجهة الاخوان ليكون حائلا دون سيطرتهم علي البرلمان.
وأوضحت صحيفة المصري اليوم إلى أن الأحزاب السياسية الفائزة فى انتخابات مجلس الشعب حالياً، تكثف مفاوضاتها من أجل تشكيل التحالفات التى تمكنها من تحقيق الأغلبية البرلمانية، وعقب الإعلان عن اتصالات الليبراليين و«الوسط» و«النور»، بدأت جماعة الإخوان المسلمين فى تكثيف اتصالاتها بأحزاب الوفد، والبناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، للعودة إلى التحالف الديمقراطى.
وكشفت مصادر داخل حزب الحرية والعدالة عن عقد لقاء، مساء أمس الأول، بين محمد مرسى، رئيس الحزب، والسيد البدوى، رئيس حزب الوفد، طلب خلاله «مرسى» انضمام الوفد إلى التحالف الديمقراطى، بما يؤدى لتشكيل الأغلبية، وأن «البدوى» وعد بعرض الأمر على مؤسسات حزبه وهيئته العليا لاتخاذ قرار حاسم.
ونقلت صحيفة "الأهرام" عن نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور (السلفي) أن الحزب لا يسعي لرئاسة البرلمان، وإنما يهتم أكثر بالائتلاف الوطني، مشيرا إلى أنهم يعيبون على بعض الأصوات الليبرالية التي تريد تعميق الخلاف ولا تنظر لمصلحة الوطن.
وأشار إلى أن الاتصال بالأحزاب والقوي السياسية ليس من أجل إنشاء تحالفات ولكن لمعرفة النقاط المشتركة والمختلف فيها وكيفية معالجتها والتعامل معها وأنهم يتحفظون على موضوع التحالفات ويقولون إنها تؤدى إلى مزيد من الاحتقان فى الشارع.
وفي المقابل أكدت قيادات من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، أن الأولوية الحقيقية للحزب ستكون الاصلاح الاقتصادي، وتقليص حجم الفقر.
وقال الكاتب ضياء رشوان في مقاله بصحيفة المصري اليوم: يبدو أن هناك رأيين داخل الحزب والجماعة فيما يخص رئيس المجلس، يرى أولهما، وهو الأرجح، ضرورة أن يكون من أعضاء الحزب والجماعة القياديين، لأنه سيكون المنصب الوحيد الذى سيمثلان به فى النظام السياسى الجديد فى ظل عدم وجود أحد أعضائهما مرشحاً لرئاسة الجمهورية، واحتمال أن يتولى رئاسة الحكومة إحدى الشخصيات المستقلة فى تشكيل ائتلافى واسع. أما الرأى الثانى فيميل إلى أن يكون منصب رئيس المجلس لإحدى الشخصيات المستقلة القريبة من الإخوان حتى تؤكد الجماعة عدم رغبتها فى الاستئثار بالمناصب الرئيسية فى الدولة، وتفتح الباب للتعاون والتنسيق مع القوى والأحزاب السياسية الأخرى.
وأضاف أن نتيجة التصويت على مناصب المجلس الجديد الرئيسية وهيئة مكتبه ستكون لها نتائجها ودلالاتها المهمة على مجمل التطور السياسى فى البلاد بعدها، فإذا أصر الإخوان على الهيمنة على أغلبيتها تاركين القليل أو الأقل أهمية منها للأحزاب الأخرى، فإن ذلك سيعطى مؤشراً سلبياً خطيراً لعمل البرلمان كله فى المستقبل بما فى ذلك تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور والحكومة الجديدة، بما يعنى هيمنة الإخوان عليهما وتحويل بقية الأحزاب والكتل إلى مجرد معارضة غير مشاركة فى صياغة النظام السياسى الجديد للثورة.
واستطرد قائلا: أما إذا تغلبت الروح التوافقية على الإخوان، حزباً وجماعة، وقبلوا توزيع المناصب الرئيسية لمجلس الشعب بصورة متوازنة بين جميع الأطياف السياسية والحزبية، فإن هذا سيفتح الباب أمام بناء النظام السياسى الجديد للثورة بكل أركانه الدستورية والمؤسسية على قاعدة المشاركة وليس المغالبة.
وأشارت صحيفة الجمهورية إلى أن حالة من الهدوء سادت ميدان التحرير، الذي لم يشهد سوي تواجد أعداد محدودة من الشباب والمتظاهرين الذين أدوا صلاة الجمعة بالميدان وطالبوا باستقلال القضاء ومحاكمة قتلة الشباب وإعدام مبارك والعادلى، ووقعت بعض المشاجرات بين الباعة الجائلين وعدد من أطفال الشوارع المتواجدين بالميدان بالطوب والحجارة أثناء خطبة الجمعة بالميدان.
وأكدت صحيفة الجمهورية في افتتاحيتها أن عاما واحدا لا يكفي لتقييم ثورة هائلة بحجم وتأثير ثورة 25 يناير المجيدة التي اعتبرها البعض من أعظم الثورات الشعبية في التاريخ، مشددة على أن طريق الثورة وعر وممتد به الكثير من العقبات والاشواك لنحتملها ونصبر ونضحي فالتضحيات العظيمة تحقق اهدافا اعظم ولنا في ثورتنا المجيدة بتضحياتها الغالية منارة درس وعبرة للمستقبل.
وأشارت صحيفة الجمهورية إلى أن المهندس محمد رضا اسماعيل وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أكد حماية الأرض الزراعية من التعديات والتصدي بحزم لمحاولات تحويل الأرض الصحراوية المستصلحة لغرض آخر غير الزراعة في مقدمة اهتمامات حكومة الانقاذ الوطني برئاسة د.كمال الجنزوري.
وأضاف اسماعيل أن هناك مليونا و120 ألف فدان في ولاية وزارة الوزارة موزعة على 24 مشروعا سيكون للشباب النصيب الأكبر منها، ويرتبط الاعلان عن توزيعها بتوصيل مياه الرى وستسلم شركات الاستصلاح 30% من المساحات المستصلحة للشباب بنظام حق الانتفاع لمدة 3 سنوات قبل تمليكها للشباب، مشيرا إلى تقديم منظمة الأغذية والزراعة 26ر5 مليون دولار منحة لتقوية قدرات الحجر البيطري وأنشطة المنظمة داخل البلاد للوصول لتجارة آمنة للحيوان والمنتجات الحيوية.
ولفتت الجمهورية إلى أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء يفتتح الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الأحد 22 يناير الحالي بحضور 2000 ناشر يمثلون 29 دولة، وقالت إن مصر وجهت الدعوة لوزراء الثقافة والإعلام العرب للمشاركة في الافتتاح وفي مقدمتهم وزيرة الثقافة بالجزائر والشيخ محمد جابر العلي الصباح وزير الإعلام الكويتي.
وحول أزمة البنزين الأخيرة، أرجع هاني ضاحي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للبترول للصحيفة التكدس أمام محطات الوقود للشائعات التى ترددت عن زيادة أسعار البنزين والسولار، نافيا حدوث هذه الزيادة.
وقال ضاحي في تصريح نقلته صحيفة الجمهورية إن الشائعات ليس لها هدف سوى بث عدم الاطمئنان في نفوس المواطنين وأكد أن كميات البنزين والسولار الموزعة يوميا أكبر من معدلات الاستهلاك المطلوبة. مطالبا المواطنين بعدم التكدس أو التزاحم على محطات الوقود وعدم الانسياق وراء الشائعات، مؤكدا أنه يتم حاليا تشديد الرقابة على محطات الوقود وسيتم اتخاذ اجراءات قانونية رادعة ضد من يثبت مخالفته من هذه المحطات.
وأشارت صحيفة الجمهورية إلى أن حركات الدفاع عن أصحاب المعاشات تستعد للقيام بمظاهرة حاشدة للمطالبة بكشف حساب عن مصير أموال صناديق التأمينات والتى تقدر بنحو 456 مليار جنيه إلى جانب تمسكهم بصرف زيادة 30% عن فروق العلاوات من 2008، وذلك بعد أن تبخرت آمالهم في صرف اي زيادة من يناير كما وعدتهم وزارة التأمينات، وهو ما ضاعف الشكوك لدى أصحاب المعاشات في ضياع أموال التأمينات منذ أن تم ضمها للمالية.
ونوهت صحيفة الأهرام بأن المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة يبدأ زيارة رسمية إلى ليبيا بعد غد، يلتقي خلالها رئيس المجلس الانتقالي الليبي المستشار مصطفي عبدالجليل، والدكتور عبدالرحيم الكيب رئيس الوزراء.
وذكرت مصادر ليبية رسمية ودبلوماسية مصرية بطرابلس للصحيفة، أن المباحثات تتركز على دعم العلاقات المتميزة بين مصر وليبيا، وبحث ملف مشاركة مصر في إعادة إعمار ليبيا، وأوضاع العمالة المصرية.
وأشارت "الأهرام" الى أنه قبل ساعات من وصول بعثة صندوق النقد الدولي إلى القاهرة، أكد وزراء المجموعة الاقتصادية ان مؤشرات أداء الاقتصاد المصري كشفت عن تحسن كبير في الأشهر الأخيرة في الصادرات والاستثمارات والدين العام.
وأضاف الوزراء ان بعثة صندوق النقد تستهدف التعرف على تطورات الاقتصاد المصري، ومدى تحسن الأوضاع، مما يزيد من ثقة العالم، مشيرين إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي لن يؤثر على المتطلبات الاجتماعية للمواطنين، وستتم مراعاة التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها: إن ما كشفت عنه المؤشرات الاقتصادية أخيرا, من تحسن أداء السياحة والاستثمارات والصادرات, يؤكد ثلاث حقائق أساسية ينبغي وضعها في الاعتبار, أولاها: أن مايتردد عن تدهور الاقتصاد المصري بصورة يستحيل معها الإصلاح, أو النهوض من جديد, هو كلام فارغ, وربما مغرض.. فها هو الاقتصاد ينهض من جديد بشكل أسرع مما تصور الكثيرون.
وأضافت "و الحقيقة الثانية: أن العالم مازال يثق بنا, ويعرف مقدار مصر الحقيقي, بدليل زيادة استثمارات قطاع البترول بنسبة تقارب9%, وارتفاع الصادرات في عام الثورة عام2011 بنسبة تقترب من20%, ومن ثم فلم يعد ثمة مجال للتشكيك أو المزايدة علي مكانة مصر, سواء بعد الثورة, أو قبلها.
مشيرة إلى أن الحقيقة الثالثة أن لدينا في مصر مانبني عليه, ولايصح السماح لأي احد أن يهدم هذا الذي لدينا.. ومعلوم ان هناك من يبذل الآن محاولات الهدم هذه, في الداخل والخارج, إما بحسن نية, أو بسوء نية, ومن الحماقة تمكين هؤلاء من أغراضهم الخبيثة.