أقام مركز (ابن خلدون للدراسات الديمقراطية) مساء الثلاثاء 10 يناير الماضي بمقر المركز بالقاهرة .. احتفالية بمناسبة عيد رأس السنة الأمازيغية (أسكاس أماينو) 2962 .. وذلك فى سابقة تعد الأولى من نوعها في مصر .. جاءت الاحتفالية عقب الندوة التى نظمها المركز حول (الأمازيغ وصعود الإسلاميين فى شمال أفريقيا) .. والتى ألقتها الباحثة والناشطة الأمازيغية المصرية (أماني الوشاحى) عضو المكتب الدولي لمنظمة (الكونجرس العالمي الأمازيغى) وسكرتير عام منظمة (إتحاد شعوب شمال أفريقيا) ومنسق (الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ) .. تضمنت الاحتفالية كلمة قصيرة ألقاها عالم الإجتماع السياسي (د. سعد الدين إبراهيم) رئيس المركز .. هنأ فيها الشعب الأمازيغى بمناسبة عيد رأس السنة الأمازيغية الذي يوافق 13 يناير .. كما هنأ الأقباط بعيد الميلاد المجيد الذى يوافق 7 يناير .. ثم قام د. سعد الدين إبراهيم وأمانى الوشاحى بتقطيع التورتة .. مع التقاط الصور التذكارية . حضر الإحفالية عدد من نشطاء المجتمع المدني المصري على رأسهم : (د.جهاد عودة) أستاذ ورئيس قسم العلاقات الدولية بكلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان .. الأستاذ (شادي طلعت) رئيس جمعية المحاميين الليبراليين .. الأستاذ (على أيوب) منسق الجبهة الوطنية للدفاع عن مؤسسات مصر .. الناشط النوبي (سمير العربي) .. والناشط (رأفت عمر) رئيس جمعية البقاء لحقوق الإنسان .. كما حضر الاحتفالية أيضا الناشط السوري (مؤمن كويفاتية) المرشح المحتمل للرئاسة السورية .
هذا وقد صرح عالم الاجتماع السياسي (د. سعد الدين إبراهيم) رئيس المركز : (أن الأحادية الثقافية هي الأداة الرئيسية لتدمير الحضارات .. بينما التعددية الثقافية تعد أساس الإثراء الحضاري .. ونحن فى ابن خلدون نساند جميع الثقافات خاصة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) .. وأكد إبراهيم : (أن أبناء الثقافات المحلية في مصر يجب أن ينالوا كامل حقوقهم المدنية والسياسية وفقا للمعاهدات والمواثيق الدولية .. كما يجب أن ينص الدستور القادم على التعددية الثقافية والتنوع العرقي كأساس لدولة مدنية تقوم على المواطنة والعدالة والمساواة) .. وأضاف إبراهيم : (أردنا بهذه الاحتفالية الصغيرة أن نقول لأبناء الثقافة العربية الأحادية : لستم وحدكم بالمنزل .. هناك أخوة آخرون معكم.
كما صرح أيضا (م. حسن الشامى) مدير رواق ابن خلدون بقوله : (كنا قد إتفقنا مع الأستاذة أمانى على إلقاء محاضرة بالمركز حول الأمازيغ وصعود الإسلاميين في شمال أفريقيا .. كان ذلك الثلاثاء قبل الماضي .. إلا أن د. سعد الدين أقترح تأجيل المحاضرة إلى موعد آخر يتقارب مع عيد رأس السنة الأمازيغية والذى يوافق 13 يناير .. وذلك حتى يتسنى للمركز إقامة إحتفالية بهذه المناسبة .. وطلب منا د. سعد الدين إخبار أستاذة أمانى بتأجيل موعد المحاضرة إلى الثلاثاء 10 يناير دون إبداء أسباب .. لأن الإحتفالية ستكون مفاجأة لها.
ومن جانبها صرحت الباحثة والناشطة الأمازيغية المصرية (أمانى الوشاحى) بقولها : (كان المركز قد أتصل بى من حوالي 3 أسابيع للاتفاق معي على إلقاء محاضرة عن الأمازيغ وصعود الإسلاميين في شمال أفريقيا .. وقبل موعد المحاضرة بيومين أخبروني بتأجيل المحاضرة لمدة أسبوعين قادمين .. دون توضيح أسباب التأجيل .. الحقيقة تضايقت جدا .. خاصة وأن مركز ابن خلدون معروف بدقته وانضباطه .. ولم أكن أعرف بالطبع أن هناك مفاجأة جميلة بانتظاري) .. وأضافت الوشاحى : (كنت أتمنى أن تكون الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ هي أول من ينظم احتفال عيد رأس السنة الأمازيغية في مصر .. إلا أن مركز ابن خلدون فعلها وحصل على السبق .. وهذا ليس جديدا على ابن خلدون .
واختتمت الوشاحى تصريحاتها بتوجيه الشكر لمنظمي الاحتفالية بقولها : (بالنيابة عن 40 مليون أمازيغى أوجه جزيل الشكر وعظيم الإمتنان لأستاذنا الجليل د. سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون ولجميع العاملين بالمركز .. على هذه أللفتة الإنسانية الرقيقة.
جدير بالذكر أن الأمازيغ هم سكان شمال أفريقيا الأصليين .. ويبلغ تعدادهم الحالي 40 مليون نسمة .. ويوجد فى مصر عدد قليل جدا من الأمازيغ لا يزيد عن 25 ألف أمازيغى مصري .. موزعين فى محافظات مطروح وبنى سويف وقنا والقاهرة الكبرى .. ويحتفلون في 25 يناير من كل عام بعيد رأس السنة الأمازيغية .. حيث يطلقون عليه (أسكاس أماينو) بمعنى السنة الجديدة .. وذلك وفقا لتقويمهم الخاص الذى تعود بدايته لعام 950 ق.م تخليدا لذكرى جلوس الضابط الأمازيغى (شيشينق) على عرش مصر مؤسسا الأسرة ال22 .. والسنة الأمازيغية شمسية مكونة من 12 شهر : (يناي - خبراير - ماغريس - ماقو - يونيو - يوليوز - غشت - توبر - شتنبر - نونبر - دجنبر) .. ويستقبل الأمازيغ عام 2962 حيث أن يوم 13 يناير 2012 ميلادية يوافق يوم 1 يناي 2962 أمازيغية .