مصر نادتنا فلبينا نداها .. وتسابقنا صفوفاً فى هواها / فإذا باغ على أرض رماها .. ترخص الأرواح والدنيا فداها قراءة ترانيم الشاعر الرومانسى محمود حسن إسماعيل تبعث الأمل في غد الوطن ، وقد كتب الشاعر عن القدس والشرق والنهر الخالد . ولد الشاعر بصعيد مصر واستقى شعره من طمى أرض النيل وفأس الفلاح المصرى وعشق اللغة العربية من قراءة القرآن وتعلم اللغة فى دار العلوم الذى تخرج منها عام 1936 وعين فى المجمع اللغوى مساعداً فنياً للمستشرق الألمانى فيشر وساعده فى إتمام معجم فيشر عام 1937 ثم مراقبا للثقافة بوزارة المعارف ثم مديراً عاماً لمكتب وزارة الشئون الاجتماعية ثم عين بالإذاعة المصرية مديراً لإدارة الشئون الدينية وكان صاحب فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم ثم مديراً عام للبرامج الثقافية ثم مستشار ثقافى للإذاعة وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1936 وجائزة الدولة التشجيعية عام 1964 ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية 1965 وشارك فى الكثير من مؤتمرات الأدب فى العالم العربى ورحل إلى بارئه فى 25 أبريل 1977 وكانت قصيدته "دعاء الشرق" التي تغنى بها الموسيقار عبد الوهاب رسالة حضارية بليغة يقول فيها : يا سماء الشرق طوفى بالضياء وانشرى شمسكِ فى كل سماء ذكّريه واذكرى أيامه بهدى الحقّ ونور الأنبياء كانت الدنيا ظلاما حوله وهو يهدى بخطاه الحائرين أرضه لم تعرف القيد ولا خفضت الا لباريها الجبينا كيف يمشى فى ثراها غاصب يملأ الأفق جراحا وأنينا كيف من جناتها يجنى المنى ؟ ونُرَى فى ظلها كالغرباء أيها السائل عن راياتنا لم تزلْ خفّاقة فى الشهب تشعل الماضى وتسقى ناره عزة الشرق وبأس العرب سيرانا الدهر نمضى خلفها وحدةً مشبوبة باللهب أمما شتى ولكن للعلا جمعتنا أمة يوم النداء نحن شعب عربى واحد ضمّه فى حومة البعث طريق الهدى والحق من أعلامه وإباء الروح والعهد الوثيق أذّن الفجر على أيامنا وسرى فوق روابيها الشروق كل قيد حوله من دمنا جذوة تدعو قلوب الشهداء وخاطب القدس وبعث الأمل ببزوغ فجر الحرية فقال : يا قدس يا حبيبة السماء قومى إلى الصلاة وباركى الحياة ورددى التسبيح فى المآذن وأيقظى الأجراس فى الكنائس لا توقفى الدعاء للرحمن مهما لقيت من أذى الشيطان ردى عليه إثمه وقومى وواصلى الحديث للنجوم عن بأسك الصامد من قديم فى وجه كل غادر أثيم وفجرى من حالك الظلام نوراً يرد عزة الأيام فلم تزل فيك خطا الإسراء سابحة فى الطهر والضياء قومى ومهما اشتدت الجراح فكل ليل بعده صباح غداً يهل الفجر للأعقاب وترجع الطيور للقباب شادية بالحب والصفاء هاتفة بأقدس النداء قومى إلى الصلاة والدعاء يا قدس يا حبيبة السماء وعن النهر الخالد التي تغنى بها عبدالوهاب ، كتب يقول : يا واهب الخلد للزمان يا ساقى الشعر والأغانى هات اسقنى واسقنى ودعنى أهيم كالطير فى الجنان يا ليتنى موجة وأحكى إلى لياليك ما شجانى وأغتدى للرياح جارا وأحمل النور للحيارى فإن كوانى الهوى وطارا كانت رياح الدجى طبيبى أه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب يا نيل يا ساحر الغيوب سمعت فى شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل يسبح الطير أم يغنى ويشرح الحب للخميل وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة الأصيل وزورق بالحنين ثارا أم هذه فرحة العذارى؟ وفى قصيدته الثورية الذى كتبها عن عدوان 1956 وهى رد على كل الطغاة وحطين تدرى كيف بأسى وقوتى وكيف صلاح الدين هز شكيمتى وقادش للأجيال تروى حديثها وتسكب فى سمع الزمان بطولتى فقل للطغاة المعتدين على الحمى لمصر فداء العمر من كل مهجة سنسحق من مس الثرى بخياله ونسقيه ويل الموت من كل ذرة