بغداد: تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المضي قدما في صفقة بيع أسلحة إلى العراق بقيمة 11 مليار دولار بالرغم من القلق الذي يساور البعض إزاء سعي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إحكام سلطته والتخلي عن حكومة الشراكة التي يدعمها الأمريكيون. وتري صحيفة "نيويورك تايمز" أن المساعدة العسكرية الأمريكية الغرض منها مساعدة الحكومة العراقية على حماية حدودها وبناء جيشها، إلا أن مبيعات هذه الأسلحة تسير قدما على الرغم من فشل المالكي في تنفيذ اتفاقية للحد من قدرته على تحييد السنة وتحويل الجيش إلى قوة طائفية. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تتطلع الولاياتالمتحدة نحو تعزيز القوة العسكرية العراقية كجزء على الأقل للوقوف ضد النفوذ الإيراني، فإن المخاوف من فشل هذه الخطوة في حال تأييد حكومة بغداد لنظام الحكم الشيعي في إيران بدلا من واشنطن. وعبر دبلوماسيون أمريكيون ومن بينهم السفير الأمريكي لدي بغداد جيمس جيفري عن القلق من العلاقة العسكرية مع العراق. فمن جانبه، قال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن الغرض من هذه الترتيبات هو مساعدة القدرات العراقية على الدفاع عن سيادة البلاد ضد تهديدات أمنية خارجية. ورأي محللون عراقيون أن هناك أسبابا عديدة تبعث على القلق بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من الإعلان عن أن الجيش العراقي هو قوة "غير طائفية"، إلا أنه تحول إلى خليط من الميليشيات الشيعية التي تسعى أكثر من أي شئ آخر غلى تحييد السنة بدلا من حماية سيادة البلاد. لفتت إلي أن الأعلام الشيعية وليست الأعلام العراقية ترفرف على الدبابات والعربات العسكرية مما يثبت أن هذه القوات طائفية. من جانبه، قال رافع العيسوي وزير المالية العراقي الذي يعد أحد الزعماء السياسيين السنة البارزين، إنه لأمر "خطير جدا" بعد جميع التضحيات التي قدمناها والأموال التي صرفت وبعد الدعم الأمريكي تكون النتيجة في آخر المطاف جيش رسمي من الميليشيات. ويأتي ذلك في الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ميلاد فجر جديد يوم السبت مع احتفال العراق برحيل القوات الأمريكية في حفل جرى وسط اجراءات أمنية مشددة ودون حضور منافسي المالكي الرئيسيين.