صدرت عن دار "الآداب" ببيروت رواية "ملكوت هذه الأرض" التي تعد الخامسة للكاتبة اللبنانية هدى بركات، كما صدرت طبعة جديدة من روياة "اهل الهوى" لبركات نفسها، والتي تعمل حاليا على كتابة مسرحية جديدة. وبحسب هدى إبراهيم بجريدة "العرب اللندنية" ترصد بركات في روايتها الجديدة ايقاع الحياة في بلدة تأهلها مجموعة من طائفة الموارنة المنتمين إلى منطقة محددة من شمال لبنان، وذلك خلال فترة زمنية تنطلق من الحرب العالمية الثانية وصولا الى بدايات الحرب الأهلية اللبنانية. وتطل الرواية على التاريخ الجماعي من خلال سيرة عائلة تترجم كل ما يخترق تلك المنطقة من نزاعات وحروب ومعتقدات وشيم وحب وكراهية وعنف وخيانة وتعصب وايمان... وتوحي الرواية التي تتحدث تحديدا عن منطقة بشري مسقط رأس الروائية، بان احداثها واقعية لشدة ما هي مستقاة من صلب وقائع حدثت او بقدر ما هي تستند إلى ملامح من تلك الوقائع لتوهم القارئ بواقعيتها عند انتقالها الى الفضاء الروائي. لكن الروائية توضح لوكالة فرانس برس ان "المكان المعروف هو مجرد حجة للانطلاق الى مكان ابعد بكثير. ففي الرواية نجد اخطاء مقصودة نابعة من طبيعة تفكير المجموعة وما تؤمن به". وتحرص الروائية على التوضيح بداية في روايتها ان "اسماء وشخصيات واحداث وامكنة واردة في هذه الرواية تتقاطع أو تتشابه بشدة مع الواقع او الحقائق التاريخية لكنها تبقى في عدم دقتها المقصودة من نسج الخيال...". بموازاة عالم الواقع القروي المنغلق على ذاته والذي تلقي هدى بركات الضوء عليه حين تستنسخ منه معادلا له قائما على مستوى القصة، تنسج الكاتبة خيوط روايتها فيصبح الواقع نوعا من رصيد مستقى من حكايات تعادل في مسارها وتقاطعاتها البيئة الجغرافية المعروفة والمحددة او المفترضة للشخصيات. ويبدو، بحسب المصدر، الانفتاح على الآخر في الرواية بمثابة جرم او سر يتوجب التكتم عليه. وتنجح الروائية في نقل التاريخ وخلائق هذه الفئة من الناس الى اللغة الغنية بمحكي تلك المنطقة، من تمجيدهم للرب ولمريم العذراء وصولا الى الشتائم المتنوعة التي لا تغيب عن كلام ذلك النطاق الجغرافي العالي.