أبدى العالم المصري الدكتور أحمد زويل تفاؤله بمستقبل مصر رغم الظروف التي تمر بها ، وقال أن صندوق الإنتخابات يحقق ديمقراطية الحكم فقط ، ولكن المصريين لن يشعروا باحترامهم لأنفسهم إلا بالعلم والتعليم الجيد . وأضاف أن العالم لا يشهد منتجات عربية رائجة وهي أزمة لابد أن نتخطاها اليوم عبر العمل الجاد وصولا للدخول في عصر العلم ، وخاصة مصر التي تزداد حاجتها لمشروع قومي للنهضة . وأعلن الدكتور أحمد حمزة مدير الجامعة البريطانية عن جوائز لشباب المخترعين المصريين في عشر مجالات للعلوم تمنحها مؤسسة فريد خميس لتنمية المجتمع وتقدر الجوائز بمليون و750 ألف جنيه مصري سنويا ، ويشاركها في تقييم الجوائز أكاديمية البحث العلمي وجمعية عصر العلم ووزارة التكنولوجيا . جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي لجمعية عصر العلم والذي حضره رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عصام شرف ، رئيس الجمعية، ونخبة من وزراء مصر السابقين والحاليين وعلمائها، مساء أمس . وأوضح زويل في كلمته أن الأخلاق توجه العلم وتجعل الإنسان يحسن التصرف فيه ويتحمل مسئوليته ، وهو ما يسمى بالثقافة العلمية ، مؤكدا أن مدينة زويل ليست ملكا له ولكن لكل المصريين ، وأن كثيرا من البسطاء تبرعوا لها لإعتقادهم بأهميتها، وتعمل بشفافية مالية . وبسؤال وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أحمد جمال الدين أكد ل"محيط" أن المناهج والمنظومة التعليمية كلها بحاجة لتطوير، بما في ذلك الإدارة المدرسية والكثافة الطلابية داخل الفصول ، ومن هنا كانت فكرة إنشاء المدارس النموذجية ومدارس المتفوقين للتركيز على البحث العلمي بأساليب التدريس الحديثة . (فيديو) من جانبه صرح المخترع المصري الفائز بالمركز الأول بمسابقة نجوم العلوم هيثم دسوقي ل"محيط" أنه تلقى عرضا من جانب المجلس العسكري لدعم وصول ابتكاره للسوق المصري ، وأنه في خلال عام ينتظر أن تظهر منتجات تطبيقية من اللواصق الذكية التي صنعها، كما أكد أنه حصل على مساعدة من كثير من العلماء ومنهم الدكتور فاروق البارز والأساتذة بجامعة النيل .
وقال دسوقي أنه يجري حاليا التعاون مع شركات مهتمة باحتياجات السوق وأهمها اللواصق الرقيقة على الحوائط التي تتيح تشغيل الإضاءة بلا أزرار ، كاشفا عن عروض بالطلب من المستهلكين أنفسهم للواصق ذكية . ودعا المسئولين لرفع الميزانية المرصودة للبحث العلمي بدلا من نسبة ال5% التي انتهت من العالم ، كما دعا للإهتمام بدورة البحث العلمي والتي تنتهي بوصول المنتج للأسواق ليستفيد منه المواطنون .
خلال المؤتمر ، أشار الدكتور حسن أبو العينين رئيس مجلس إدارة الجمعية فأشار إلى أنها جمعية أهلية لا ربحية تأسست فى 2008، بغرض المساهمة فى نشر الثقافة والمعرفة والعلوم الحديثة، وأطلق عليها اسم "عصر العلم" اقتباساً من كتاب يحمل نفس الاسم للعالم الدكتور أحمد زويل الذى يرأس الجمعية شرفيا، وتضم فى عضويتها عدد من كبار علماء مصر من بينهم الدكتور فاروق الباز والدكتور مصطفى السيد". ودعا أبوالعينين لمد يد العون لتمويل الجمعية، مؤكدا أننا بحاجة لأن نحمي أنفسنا بسلاحنا ونلبس ما نصنع وأن نعلي من شعار "صنع في مصر". وقد أعلنت الجمعية عن مبادرتين جديدتين بالتعاون معها ؛ الأولى بالشراكة مع مركز الإبداع التكنولوجي وهي "المزارع الذكية" التي تعطي تطبيقات على الهواتف والأجهزة عن الأسواق والخدمات في كل مجتمع صغير سواء الموجودة بالفعل أو التي يحتاجها المكان اعتمادا على آراء ساكني المناطق وهي معلومة تفيد المستثمرين الصغار ، مع تقديم مساعدات تقنية وفنية للشركات . وهناك مبادرة مشروع "الهندسة للتغيير" بالشراكة مع الجامعة البريطانية، وقال الدكتور أحمد حمزة رئيس الجامعة أنها مبادرة مهندسين وعلميين مصريين يستهدفون تغيير واقع المناطق المهمشة والصحراوات والعشوائيات في مصر عبر حلول هندسية بسيطة ورخيصة ، ودعا لتوفير المياه والطاقة والصرف الصحي لتلك المناطق حتى ينجح المشروع ، داعيا شباب مصر للتطوع في المبادرة . وقد شهد المؤتمر توزيع اتفاقيات جديدة للشراكة بين جمعية عصر العلم وكل من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، شركة نانوتك، دار المستثمر العربي، جامعة فاروس بالإسكندرية، ساقية الصاوي، معهد التكنولوجيا العالي بالعاشر من رمضان، مدينة الأبحاث العلمية وأخيرا الجامعة البريطانية . كما سلم الدكتور عصام شرف جوائز لشباب الباحثين الذين حققوا تقدما علميا في مجالات مختلفة، وبينهم طفلان كانا أصغر من فاز بجائزة التفاحة الخضراء الدولية للعلوم، وهناك الطالب "رجب" الكفيف (فيديو) الذي تحدى إعاقته وفاز بجوائز علمية مصرية عن ابتكارات من بينها مولد كهرباء لحل مشكلة انقطاعها في المناطق النائية، والمولد يحتوي بطاريات 12 فولت ويمكن عبر المجال المغناطيسي إعادة شحنها وبالتالي تولد الكهرباء بنظام ذاتي ، ودعا الباحث لأن توفر الدولة المواد الخام لصغار الباحثين . ومن بين قصص النجاح تلك التي قدمها الباحث هيثم دسوقي (فيديو) الحاصل على المركز الأول بمسابقة نجوم العلوم القطرية ، وقد شرح قصة ابتكاره وهو اللواصق الذكية، التي يمكن عبرها إجراء مكالمة هاتفية بلا أزرار، وإذا ألصقت فوق الحوائط يمكنك تشغيل النور ، أو أن تختر طعامك المفضل بمجرد الضغط فوقها على منضدة المطعم ، وهناك تطبيقات لها بالملابس وغيرها . وقال المهندس وائل الفخراني المدير الإقليمي ل"جوجل مصر" أنه نجح مع الجمعية في رفع نسبة المحتوى العربي على الإنترنت ، وهناك شراكة أخرى باسم "ابدأ" وأكد أن ذلك استثمار ، فشركة جوجل بدأت من 13 سنة وهي تحقق ناتجا قوميا 40 مليار دولار، وتسعى المبادرة لتخريج مبادرات بهذا النوع تحقق لمصر الإكتفاء الذاتي ولأصحاب المبادرة، لأن التكنولوجيا بإمكانها تغيير الحياة الشخصية وحياة الأمم السياسية والاقتصادية . وبنهاية المؤتمر ، ألقى الدكتور عصام شرف محاضرة علمية (فيديو) في أساليب التفكير ومهاراته ، ومنها عدم الإنشغال بالقضايا الهامشية على حساب القضايا والمشكلات الأساسية، وألقى الضوء على عدد من الكتب الهامة ك"مستقبل الثقافة في مصر" للدكتور طه حسين، و"وحدة تاريخ مصر" لمحمد العزب موسى، وأكد أن العلم لابد أن يجتمع مع الأخلاق ، كما دعا للعمل في الحاضر بوتيرة مناسبة للأهداف المستقبلية وأن يقارن المصريون أنفسهم بالشعوب الناهضة للتعلم من تجاربهم ومنها التجربة الماليزية ، كما أكد أننا نعيش عصر فيه حتمية الشراكة مع الآخر ، داعيا للحلم كسبيل أي أمة للنهوض .