قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إن التوقعات الكبيرة التي كانت لدى الناس من المصالحة الفلسطينية والتي لم يتحقق منها الكثير أصابت الناس بالفتور تجاه المحطات التالية من لقاءات المصالحة في القاهرة. وأوضح في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الإخبارية أن أجواء المصالحة التي بدأت في مايو كانت غير ناضجة نظرا للشكوك المتبادلة ولكن بدءا من شهر سبتمبر كانت الثقة المتبادلة كبيرة والأجواء مواتية للمصالحة، وانه نشأت بينه وبنين الرئيس أبو مازن تفاهمات مشتركة من خلال لقاءات القاهرة.
وأكد أن هناك مساحات اتفاق بين جميع الفصائل الفلسطينية في الميدان السياسي والنضالي ويمكن أن يتم ذلك التوافق في منظمة التحرير، بحيث تكون المنظمة مرجعية للداخل والخارج، مضيفا أن تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة يساعد على التوافق.
وأشار إلى أن المقاومة لم تكن حائلا بينها وبين المصالحة، وأن هامش المقاومة أصبح قليلا نظرا لقلة الاحتكاك مع العدو الصهيوني في غزة، مشددا على أهمية المصالحة الوطنية والشراكة السياسية بين الفصائل.
وعبر عن تفهمه بعد لقاءاته بالرئيس محمود عباس لمسألة التريث في تشكيل الحكومة الفلسطينية، موضحا أن الظروف العامة ساعدت على المصالحة مثل انجاز تبادل الأسرى وخطر تهويد القدس والخطر الذي يهدد الأقصى والتعنت الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن التجربة المريرة علمتهم انه مهما كان من اختلاف فلابد من الاتفاق، موضحا انه منذ الانشقاق الذي فرض في يونيو/ حزيران فإنه دعا الزعماء العرب لانجاز مصالحة بين الطرفين.
أكد أن قرار المصالحة نابع من الحركة وليست اجتهادات أشخاص، وأن المقاومة جاءت تطورا طبيعيا للانتفاضة.
وعبر عن ثقته الكبيرة في قوة الشعوب بعدما شهده الربيع العربي من ثورات، مؤكدا أن حماس ليست محسوبة على التيار الإسلامي فقط ولكنها محسوبة على جميع تيارات الأمة، وأن الأمة الحرة المتعافية في سياستها اقدر على مساعدة فلسطين ومواجهة العدو الصهويني.
وبالنسبة للوضع في سوريا أكد مشعل أنه تمنى حلا سياسيا لسوريا يلبي طموحات الشعب وتبقى سوريا على سياستها، مشيرا إلى أن الوضع الآن أصبح في أيدي الإخوة السوريين، وان من حق الأمة العربية الآن أن تحصل على الحرية والديمقراطية والعدالة.
وأكد أن حماس لديها وفاء للنظام وللشعب السوري، رافضا أي حل أمني للازمة في سوريا أو استخدام العنف أو سفك دماء الشعب السوري، وان من حق الشعب السوري الحصول على الحرية والديمقراطية والعدالة.
وأوضح أن قيادة حماس لا تزال في دمشق، مشيرا إلى أن محور المقاومة والذي يضم إيران وحزب الله وقطر وسوريا وحركات المقاومة الفلسطينية متفق على نهج المقاومة ولكن حدث هناك فرز في الألوان أدى إلى تباين في الشئون الداخلية بسبب المواقف من الربيع العربي.