أكد وزراء خارجية دول مجموعة (بريكس) دعمهم لأي تسوية سياسية أو دبلوماسية للنزاعات في المناطق الملتهبة في العالم مثل ليبيا وشبه الجزيرة الكورية وسوريا. وأعربوا عن إدانتهم الشديدة للهجمات الإرهابية التي يعاني منها دول العالم، مؤكدين رفضهم للإرهاب بجميع صوره وأشكاله وداعين المجتمع الدولي إلى إقامة ائتلاف دولي واسع النطاق ضد الإرهاب ودعم دور الأممالمتحدة في تنسيق التعاون الدولي في مكافحته. وشدد وزراء دول بريكس الخمس (الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا) خلال اجتماعهم فى بكين اليوم الاثنين على ضرورة تحمل جميع الدول لمسئولياتها إزاء منع تمويل الإرهاب ومكافحة الأعمال الإرهابية داخل أراضيها. وأشادوا في بيان رسمي أصدروه عقب لقائهم، بنتائج بالاجتماع الثاني لمجموعة العمل حول الإرهاب التي عقدت فى بكين أمس داعين إلى الإسراع في اعتماد الاتفاقية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب الدولي خلال الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. واستنكر وزراء الخارجية التدخلات العسكرية الانفرادية والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول علي دول أخرى في انتهاك للقانون الدولي وللقواعد التي ترتكز عليها العلاقات الدولية. وأكدوا أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دائم للأزمة السورية هو عن طريق التوصل إلى تسوية سياسية تنبع من السوريين انفسهم، داعين إلى الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، كما أعربوا عن مساندتهم لمحادثات جنيف للسلام وعملية أستانا. كما أكد وزراء الخارجية لدول البريكس من جديد على ضرورة إيجاد تسوية عادلة ودائمة وشاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق التفاوض على أساس قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، ومبادئ مؤتمر مدريد والمبادرة العربية والاتفاقات السابقة التي توصل إليها الطرفان. وطالبوا ببذل الجهد لتحقيق السيادة والاستقلال والاستقرار للدولة الفلسطينية وتحقيق التعايش السلمي والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ومجددا، أكد وزراء الخارجية علي دعمهم لعملية المصالحة الوطنية الأفغانية معربين عن دعمهم للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق نتائج ملموسة فى محاربة الإرهاب، والمخدرات، ودعم جهود التعمير الوطنية في أفغانستان. وأعرب الوزراء عن تقديرهم للجهود التي تبذلها البلدان الإفريقية والاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية والإقليمية لحل القضايا الإفريقية، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين. وشددوا على أهمية التعاون بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وفقا لميثاق الأممالمتحدة، كما أكدوا دعمهم لبرنامج الاتحاد الإفريقي لتنفيذ جدول أعماله حول السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأعرب وزراء الخارجية عن قلقهم إزاء التهديد والتحدي الذي يشكله استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجريمة والأنشطة الإرهابية وعسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح في الفضاء الخارجي، مشددين على أهمية التعاون في التصدي لهذه التحديات. وأبدوا مساندتهم لجهود فريق العمل لمكافحة الفساد التابع لمجموعة بريكس. وعبر الوزراء عن تقديرهم للتعاون المثمر بين بلدان البريكس، وأعربوا عن تطلعهم إلى مواصلة تعاونهم النشط وأشادوا باداء الصين لعملها كرئيس للمجموعة في عام 2017، معربين عن ثقتهم فى نجاح قمة بريكس المقبلة فى مدينة شيامن الصينية. وأكد وزراء الخارجية من جديد التزامهم بدعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والنظام الدولي العادل، مع التمسك بالمعايير الأساسية للقانون الدولي مثل المساواة في السيادة وعدم تدخل أي بلد في الشئون الداخلية للبلاد الأخرى، وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في العلاقات الدولية، وتعزيز التعاون الدولي من خلال المنفعة المتبادلة والفوز المشترك للمجتمع الدولى لخلق مستقبل أكثر إشراقا. وأعرب الوزراء عن معارضتهم الشديدة لمحاولة مواصلة تشويه نتائج الحرب العالمية الثانية. وشددوا من جديد على ضرورة إجراء إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للمنظمة، لجعله أكثر تمثيلا وفعالية وكفاءة، مطالبين بتعزيز تمثيل البلدان النامية بالمجلس استجابة للتحديات العالمية. وأكدت الصين وروسيا مجددا التزامهما بتعزيز مكانة ودور البرازيل والهند وجنوب إفريقيا في الشئون الدولية وتأييدهما لرغبتهم في القيام بدور أممي أكبر. وأكد وزراء دول بريكس من جديد دعمهم الثابت للتعددية الدولية والموقف المركزي للأمم المتحدة في الشئون الدولية، وشددو على أهمية التنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 في إطار تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية العالمية وحثوا البلدان المتقدمة على تنفيذ التزاماتها في مجال المساعدة الإنمائية الدولية. وأكد وزراء الخارجية مجددا دعمهم لخلق عولمة اقتصادية أكثر توازنا، ومعارضتهم للحمائية، مؤكدين من جديد على التزامهم بتعزيز التجارة والاستثمار العالميين وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالتكافؤ والشمولية والابتكار والديناميكية والترابط. ورحب وزراء الخارجية ببدء نفاذ اتفاق باريس للتغير المناخي، ودعوا جميع الدول إلى اعتماد مبادئ اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ، كما حثوا الدول المتقدمة علي الوفاء بالتزامها بتوفير الاموال اللازمة للدول النامية لنقل التكنولوجيا ودعم بناء القدرات في هذا الصدد. والتقي الوزراء عقب اجتماعهم بالرئيس الصيني شي جين بينغ الذي أعرب عن ثقته في أن التعاون بين بلدان بريكس سيمهد الطريق إلى خلق "عقد ذهبي" جديد تعم فائدته علي الجميع. وقال شي إن آلية تعاون بريكس قائمة منذ عشرة أعوام، منوها بحرص الدول الأعضاء بالمجموعة طوال تلك الفترة على تعزيز التنمية التي لا تعود بالنفع فقط على شعوبهم ولكن أيضا على العالم كله. ومجموعة بريكس هي آلية مهمة لبناء نظام عالمي جديد، حيث أن مواقف الدول الأعضاء بها متطابقة حيال معظم القضايا الدولية التي من أهمها رفض النظام العالمي الحالي ذو القطب الواحد والعمل على الاستعداد لدخول العالم إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. وتأخذ دول المجموعة على عاتقها مسألة تغيير هيكل الاقتصاد العالمي، وقد عقدت أول قمة لها عام 2009. وتحتل مساحة دول البريكس 30% من مساحة العالم ويشكل عدد سكانها 42% من عدد سكان العالم ويفوق إجمالي اقتصادها اقتصاد الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر اقتصاد في العالم وتعتبر هذه الدول من أكبر الاقتصادات الناشئة.