أكدت الصين أن التعاون بين دول مجموعة "بريكس" للاقتصادات الأسرع نموا في العالم سوف يعزز من جهود إقامة نظام دولي أكثر عدلا ورشدا، معربة عن ثقتها بأن هذا التعاون سيدفع بالعلاقات بين أعضاء المجموعة إلى مستوى جديد ويحول بريكس إلى منصة عالمية مؤثرة للتعاون فيما بين دول الجنوب. وقال عضو مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) يانغ جيه تشى، في تصريحات أدلى بها خلال الاجتماع التحضيري الأول لقمة بريكس 2017، الذي افتتح اليوم في مدينة نانجينغ عاصمة مقاطعة جيانغسو بشرق الصين، إن الصين لديها عدة أهداف تعتقد أنه يمكن تحقيقها خلال القمة التي ستعقد في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر المقبل في مدينة شيامن في مقاطعة فوجيان بشرق الصين، وهي تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء بالمجموعة وتحسين الحوكمة العالمية، وتعميق التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة وزيادة التواصل وتعزيز الدعم المشترك بين الشعوب وتقوية الآليات المؤسسية وتطوير منصات التعاون. وأكد يانغ أن البريكس أصبحت قوة دافعة تعزز النمو الاقتصادي العالمي وتحسن الحوكمة العالمية وتدفع الديمقراطية في العلاقات الدولية قدما، وقال إنه وفي ظل التقلبات والتعقيدات التي تتسم بها الأوضاع الدولية حاليًا فإنه يتعين أن تعمل بريكس سويا لمواجهة التحديات واغتنام الفرص لتحقيق التنمية المشتركة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ قال في تصريح أدلى به أمس إن الاجتماع التحضيري لقمة بريكس يعد أول حدث رسمي تقوم الصين باستضافته بوصفها رئيس مجموعة بريكس للعام الحالي وهو المنصب الذي تقلدته في مطلع 2017. وقال: إن محور الاجتماع سيكون "شراكة أقوى لمستقبل أكثر إشراقا"، مشيرًا إلى أنه بالنظر إلى الوضع الدولي الراهن، فإنه سيتم مناقشة التعاون بين بلدان بريكس خلال عام 2017 على جميع الأصعدة، خاصة السياسية والاقتصادية والثقافية. وأعرب عن اعتقاده أن هذا اللقاء الذي سيجمع أكثر من 100 ضيف، بما في ذلك المبعوثين الدبلوماسيين للدول الأعضاء بالمجموعة في الصين وممثلي بنك التنمية الجديد الخاص ببريكس، سيساعد في رسم مسار للتعاون بين دول بريكس طوال العام وضمان بداية جيدة لبريكس تحت رئاسة الصين. وأشاد المتحدث بآلية تلك الاجتماعات التحضيرية لقمة بريكس والتي تعقد عدة مرات على مدار السنة في الدولة التي تتقلد رئاسة المجموعة، باعتبارها الوسيلة الرئيسية للتنسيق وتعزيز التعاون بين بلدان بريكس: الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا. ومجموعة بريكس هي آلية مهمة لبناء نظام عالمي جديد، حيث أن مواقف الدول الأعضاء بها متطابقة حيال معظم القضايا الدولية التي من أهمها رفض النظام العالمي الحالي ذو القطب الواحد والعمل على الاستعداد لدخول العالم إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. وتأخذ دول المجموعة على عاتقها مسألة تغيير هيكل الاقتصاد العالمي، وقد عقدت أول قمة لها عام 2009. وتحتل مساحة دول البريكس 30% من مساحة العالم ويشكل عدد سكانها 42% من عدد سكان العالم ويفوق إجمالي اقتصادها اقتصاد الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر اقتصاد في العالم وتعتبر هذه الدول من أكبر الاقتصادات الناشئة.
