ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أنه مع انسحاب وتراجع دور الولاياتالمتحدة تسعى الصين لتوسيع تواجدها في دول أمريكا اللاتينية. وقالت الصحيفة فى تقريرلها (نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء) أن الصين التي تجاوز حجم استثماراتها في أمريكا اللاتينية 100 مليار دولار وتُعتبر شريكا استراتيجيا رئيسيا ومصدرا لجلب الأموال في عواصمأمريكا اللاتينية بدءا من المكسيك وحتى الارجنتين تمكنت بفضل البراجماتية التجارية التي تتبعها ورؤيتها طويلة الأمد من تحصين نفسها بشكل كبير ضد التقلبات التى تشهدها المنطقة. مشيرة الى أن فنزويلا ربما تمضى نحو الانهيار والبرازيل اهلكتها فضائح الفساد والارجنتين تخرج لتوها من حالة ركود.. وقالت أنه بينما لاتزال دول المنطقة تحاول التكيف مع السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقع محللون أن تتجه المنطقة نحو الشرق أكثر من الشمال لتمويل البُنى التحتية الأكثر حيوية. ونقلت الصحيفة عن إنريك دوسل بيترز، وهو خبير اقتصادي في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، قوله:"إن الصين أظهرت رغبة شديدة في لعب دور نشط فيما يُسمى بالفناء الخلفي للولايات المتحدة، وفي مواجهة تعاملات ادارة ترامب التي اتصفت احيانا بالحادة مع جيران أمريكا المقربين تسعى الصين إلى اثبات أنها الحليف الأكثر استحقاقا للثقة على المدى الطويل". وأضافت الصحيفة أن ترامب ومساعديه يصرون على أن اجندة الرئيس المستندة إلى سياسة "أمريكا أولا" ليست بالإنعزالية، ولكنها مجرد وسيلة لإعادة تنظيم التحالفات الفردية والمتعددة الأطراف للولايات المتحدة من أجل أن تصب في صالح أمريكا واقتصادها وعمالها.. ولكن يرى الكثيرون أن الصين تندفع بسرعة لتملأ الفراغ الخاص بقضايا مثل التغيير المناخي والتجارة الحرة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن شغف الصين في طلب المواد الخام اللازمة للتصنيع على مدار الثلاثة عقود الأخيرة قد غذى الازدهار الذي تهيمن عليه السلع الأساسية عبر دول امريكا الجنوبية والوسطى.. وحتى على الرغم من تردي معدلات نمو الصين في السنوات الأخيرة شهدت معدلات الاستثمار هناك زيادة ملحوظة. وتقود الصين أكثر من 100 مشروع عملاق في مجال البنية التحتية عبر أمريكا اللاتينية، بينها مشاريع الطاقة الشمسية في ولاية باها كاليفورنيا بالمكسيك ورصد الأقمار الصناعية في باتاجونيا.. كما أصبحت الصين ثاني أكبر مقرض للمنطقة ومصدرا مهما لجلب الاستثمارات الأجنبية بل وتخطت الولاياتالمتحدة في كونها أكبر شريك تجاري فردي للبرازيل وشيلي وبيرو. وفي هذا يقول دوسل بيترز: "إن التعقيدات المتزايدة تنطوي على أهمية قصوى؛ فالصين ليست مجرد شريك تجاري..فالأمر بشكل عام يعكس الجدية والاستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل التي ترى الصين من خلالها دول أمريكا اللاتينية. لذا تواصل الصين زيادة حجم تمويلها واستثماراتها ومشاريعها في البنى التحتية".