هجمات طالبان تعرقل سير الانتخابات الأفغانية اقبال ضعيف على الانتخابات الأفغانية كابول : بدأت صباح اليوم الخميس الانتخابات الرئاسية الأفغانية على أصوات صواريخ حركة طالبان التي هددت بعرقلة العملية الانتخابية ، وسط اقبال ضعيف . وشهدت أنحاء عدة في أفغانستان العديد من أعمال العنف التي ساهمت في قلة الاقبال على الانتخابات الثالثة منذ سقوط طالبان في نهاية 2001 بعد الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 2004 والاقتراع التشريعي وانتخابات الولايات في 2005 . ففي إقليم قندز شمالي البلاد، استهدف صاروخ أحد مراكز الاقتراع، بينما سقط صاروخ ثان خلف المدرسة التي تم تحويلها لمركز يدلي فيه الناخبون بأصواتهم. وفي شمال أفغانستان ، قتل قائد شرطة باقليم بغلان عندما هاجم مسلحون مركز شرطة في الاقليم ، فيما قال مرشحون أن مسلحين من الحزب الاسلامي استولوا على مدينة بغلان . واعتقلت الشرطة اثنين من المهاجمين الانتحاريين اللذين حاولا دخول مراكز اقتراع في منطقة فرخار بالاقليم. كما أصيب شخصان في إقليم هلمند جنوبي البلاد إثر هجوم بصاروخ ، فيما وقع هجوم صاروخي في قندهار الا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا. وانفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مركز الشرطة الرئيسي في اقليم تاخار ، مما أسفر عن سقوط أحد الجدران ولكن دون وقوع خسائر في الأرواح. وذكر مسئولون في اقليم تاخار المجاور لقندز أنه تم القبض على انتحاريين اثنين حاولا التسلل لأحد مراكز الاقتراع. واشتبكت الشرطة الأفغانية مع ثلاثة مسلحين يعتقد أنهم انتحاريون من طالبان حاولوا اقتحام مركزًا للشرطة في شرق العاصمة الافغانية كابول. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد : "ثلاثة من اعضاء طالبان مشاركون في الهجوم في اطار خطتهم لتعطيل انتخابات الرئاسة الافغانية التي بدأت يوم الخميس" ، فيما منعت الشرطة وسائل الاعلام من الاقتراب تنفيذًا للحظر على تغطية أحداث العنف يوم الانتخابات . ونقلت جريدة "الدستور" الأردنية عن حركة طالبان في بيانات عبر شبكة الإنترنت أن مقاتليها هاجموا 16 من مراكز الاقتراع في أفغانستان. ولم يرد تأكيد رسمي لتلك المعلومة بيد أنه من المعروف أن بيانات طالبان غالبا ما تحمل الكثير من المبالغات. إقبال ضعيف ورغم مرور عدة ساعات على بدء عملية التصويت ، الا ان الاقبال ضعيف جدا على التصويت في العاصمة الأفغانية كابول خاصة بين النساء ، فيما لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في ولاية قندهار، بينما تغيب الموظفين عن الحضور اصلا إلى مراكز الاقتراع . وأدلى الرئيس المنتهية ولايته حامد قرضاي بصوته بعد لحظات من فتح مراكز الاقتراع قرب مقر اقامته في كابول، داعيا الناخبين الى الحضور بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي. وحسبما ذكر موقع قناة "العالم" الإخباري ، يتوجه نحو 17 مليون ناخب افغاني للادلاء باصواتهم في ستة الاف مركز اقتراع يؤمن حمايتها 300 الف عنصر من القوات الافغانية والاجنبية وضعوا في حالة استنفار قصوى تجاه التهديدات بشن هجمات من قبل حركة طالبان التي كثفت خلال الايام الماضية هجماتها خصوصا في كابول نفسها. وسيختار الناخبون رئيسا من بين 41 مرشحا للرئاسة أبرزهم الرئيس حامد قرضاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، ووزير المالية السابق اشرف غني احمد زاي ، فضلا عن 420 ممثلا عنهم من اصل 3196 مرشحا في مجالس الولايات ال43 والبرلمانات المحلية التي تقوم بدور صلة الوصل بين الحكومة في كابول والشعب. تهديد وفساد وتقول وزارة الداخلية الأفغانية إن نحو ثلث البلد تحت تهديد التعرض لهجمات كما أن مراكز الانتخاب لن تُفتح في ثماني مقاطعات تخضع لسيطرة حركة طالبان. وهناك مخاوف بشأن استشراء الفساد إذ تداولت الأنباء أخبارا عن بيع بطاقات الانتخاب بشكل علني وتقديم مرشحين لرشى من أجل كسب أصوات الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي إلى الرئيس المنتهية ولايته، حامد قرضاي ، الذي ينافس 41 مرشحا سيفوز بنسبة 45 في المئة من الأصوات في حين سيحل منافسه المباشر ووزير خارجيته السابق، عبد الله عبد الله، في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 25 في المئة من أصوات الناخبين. وكان المسلحون أصدروا تهديدات متكررة حثت الناخبين على عدم التصويت علما بأن أكثر من 25 أفغانيا قتلوا جراء تفجيرات وهجمات خلال اليومين الأخيرين. وقالت طالبان في بيان لها إن 20 مسلحا انتحاريا اتجهوا إلى العاصمة كابول حيث يستعدون لشن هجمات.وحذر المسلحون في ولاية هلمند الناخبين من مغبة بتر أصابعهم في حال مشاركتهم في الانتخابات. وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من محاولات المسلحين تخويف الناخبين وبث الرعب في نفوسهم ، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، قال إن هناك "رغبة قوية جدا لأغلبية الشعب الأفغاني في تحمل مسؤولية مصيرهم". ودعت الأممالمتحدة إلى رفع الحظر على وسائل الإعلام، قائلة إن الدستور الأفغاني يضمن حرية الصحافة.