تحل هذه الأيام وتحديدا في السابع والعشرين من ديسمبر ذكرى العدوان الصهيوني الغاشم على غزة والذي بدا عام 2008 واستمر إلى أوائل عام 2009 وخلف الدمار واستشهاد الآلاف من أبناء غزة . بعد الضوء الأخضر الذي تلقته من المجتمع الدولي ودول الاعتدال العربي وبعد زيارة ليفني الى القاهرة حيث اعلنت ليفني بشرم الشيخ بعد لقائها الرئيس المصري حسني مبارك : " إن إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ما سمته استهداف المدنيين الإسرائيليين، مضيفة أن هذا الوضع سيتغير. " وبدأت إسرائيل حربها العدوانية على قطاع غزة قبيل ثلاثة اعوام يوم السبت الموافق 27 ديسمبر وشنت اكثر من عشرين غارة استهدفت مقار الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة ومنازل لقادة في المقاومة ومحطات للكهرباء . ووقتها تحدثت مصادر عن سقوط أكثر من مئة واربعين شهيدأ بينهم قائد الشرطة في القطاع اللواء توفيق جبر ، وسقوط نحو 200 جريح في سلسة الغارات التي شنها طيران الاحتلال على مقار لحماس في غزة وخان يونس وجباليا . وأضافت المصادر أن عشرات الفلسطينيين عالقون تحت الأنقاض ، بحيث لم تعد سيارات الإسعاف قادرة على نقلهم إلى المشافي بسبب نفاد الوقود . صمت عربي مريب وفيما هددت إسرائيل بتوسيع نطاق عدوانها ، دعت حركة حماس جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" إلى الرد على العدوان الإسرائيلي بكافة أشكال المقاومة، مؤكدة أن الرد سيكون مزلزلاً بحجم المجزرة التي ارتكبت اليوم وانه سيطال كل صهيوني. وواصلت اعمدة الدخان وقتها التصاعد من المناطق التي استهدفها القصف الذي يعد الأعنف من نوعه وأدى إلى تدمير معظم مقار الأمن في قطاع غزة.وقد وجهت قيادات الشرطة نداءات لإخلاء جميع مقار الشرطة والأجهزة الأمنية تحسبا لقصفها.وكانت المشاهد التي تبثها شاشات التلفزيون تقشعر لها الأبدان ورائحة الموت تفوح في كل مكان ... وعشرات الجرحى والشهداء عالقين تحت الأنقاض مئة وخمس وخمسون شهيداً حتى اللحظة و العدد يزداد في كل دقيقة ،الي جانب صمت مخزي من العواصم العربية وتواطؤ مذل لحكومات الإعتدال العربية. وحيث اهدت اسرائيل غزة عشية اعياد الميلاد وامام العالم الاوروبي الامريكي الذي يدعي التحضر وابلاً من الصواريخ ومحرقة لاتبقى و لا تذر .. و جيش الاحتلال يصرح أن عدوان اليوم مجرد بداية . ليفني نفذت وعودها للإسرائيلين ،بعد أن حملت الحكومة المصرية مسؤولية تهريب الأسلحة إلى غزة قبل المجزرة بساعات لتكتم أي تصريح أو اعتراض يصدر عن الحكومة المصرية (هذا إن صدر). معركة الفرقان مجزرة غزة أو معركة الفرقان كما تطلق عليها المقاومة الفلسطينية، أو عملية الرصاص المسكوب (بالعبرية) كما يطلق عليها الجيش الصهيوني، هي عملية عسكرية ممتدة شنتها إسرائيل على قطاع غزة من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009. وجاءت تلك العملية الصهيونية القذرة بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008 وخرقت التهدئة من قبل الجانب الإسرائيلي نظرا لعدم التزامه باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس لتمديد التهدئة. وقبل انتهاء التهدئة في 4 نوفمبر 2008 قامت إسرائيل ، بخرق جديد لاتفاقية التهدئة، وذلك بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد ستة أعضاء من حركة حماس . وقد استخدمت إسرائيل في العدوان : * طائرات الاباتشي* طائرات F16 وطائرات F15* الأسلحة الفسفورية* دبابة الميركافا وناقلات الجند* البوارج الحربية* البرمائيات* طائرات الاستطلاع. بداية العدوان بدأ العدوان القذر على غزة يوم السبت 27 ديسمبر عام 2008 في الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، ، وأسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 48 جندي إسرائيليين وإصابة 228 آخرين حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي لكن المقاومة اكدت انها قتلت قرابة 100 جندي خلال المعارك بغزة. وقد زاد عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 1328 شهيداً والجرحى إلى 5450بعد أن تم انتشال 114 جثة لشهداء منذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار. كان اليوم الأول من الهجوم اليوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ إذ تسبب القصف الجوي الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 200 فلسطينياً وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث هذا اليوم الدامية بمجزرة السبت الأسود في وسائل الإعلام. استهداف المقار الأمنية استهدفت العملية العسكرية كل المقار الأمنية في قطاع غزة والمقار التابعة لحركة حماس وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مائة من قوات الشرطة والأمن الفلسطينية وعلى رأسهم اللواء توفيق جبر مدير شرطة غزة والعقيد إسماعيل الجعبري مسئول الأمن والحماية في قطاع غزة ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور ، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 420 وأكثر من 2000 جريح كثير منهم من أفراد الشرطة الفلسطينية. كما استهدفت الغارات الجوية العديد من المقار والأهداف المدنية الشهداء من الاهالي المدنيين: كانت حصيلة شهداء هذه العملية ما لا يقل عن 1200 شهيد توزعوا كالتالي : 437 طفل أعمارهم أقل من 16 عاماً، و 110 من النساء، و 123 من كبار السن، و 14 من الطواقم الطبية، و4 صحفيين. الأطفال: ذهب ضحية استهداف مسجد عماد عقل خمسة شقيقات فلسطينيات تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسابعة عشر، كما وأسفرت غارات يوم 29 ديسمبر 2008 فقط عن وقوع ثمانية شهداء أطفال كما تم انتشال جثة لأحد الأطفال كان يحمل على ظهره حقيبته المدرسية غطتها كتلة إسمنتية ضخمة على مدخل مقر مجمع الإيرادات العامة التابعة لوزارة المالية. ثم استشهد 32 طفلاً فلسطينياً في خلال الساعات الثمانية والأربعون الأولى من هذا الهجوم أما محصلة الأطفال الذين تم استشهادهم في هذه العملية فكانوا 437 تحت سن السادسة عشر. المنازل: استهدفت الكثير من المنازل في القطاع خلال عمليات القصف الجوية مما تسبب بإصابات وقتلى وأضرار جسيمة بالمنازل وتشتيت قاطنيها . تدمير المنشات المدنية المساجد: تم استهداف الكثير من المساجد مما أدى إلى انهيار عدة منازل ملاصقة لهذه المساجد ومنها مسجد أبوبكر ومسجد عماد عقل في جبايا ومسجد العباس في الرمال ومسجد السرايا على شارع عمر المختار في مدينة غزة ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقرب من الكتيبة ومسجد الخلفاء الراشدين شمال غزة ومسجد النور المحمدي ومسجد النور والهداية ومسجد التقوى ومسجد الشفاء بجوار مجمع الشفاء الطبي أكبر مجمع للمستشفيات بالقطاع والكثير من المساجد. المدارس وتلك التابعة للأونروا : ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في 6 يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق ويذكر ان المدارس استخدمت كملاجئ للهاربين بحياتهم من القصف وتدمير بيوتهم رغم أن الاونروا كانت قد سلمت للجيش الإسرائيلي احداثيات المدارس في القطاع لتجنب قصفها إلا أن الجيش الإسرائيلي برر ذلك بوجود مسلحين فيها الامر الذي نفته الاونروا بشكل قاطع.