اختُتمت اليوم السبت، فعاليات القافلة السياحية المصرية في الهند، برئاسة مدير هيئة تنشيط السياحة هشام الدميري، والتي أقيمت بالتعاون مع مكتب مومباي وبمشاركة 10 شركات سياحية، في أربع مدن هندية هي: مومباي وبانجلور وأحمد أباد ونيودلهي. وشهدت فعاليات القافلة حضورا مكثفا على مدار الأسبوع، حيث التقى الوفد المصرى مع أكثر من 450 شركة سياحة عاملة بالسوق الهندي؛ بهدف تعزيز الحركة السياحية من السوق، وذلك في إطار توجيهات وزير السياحة يحيى راشد بفتح أسواق جديدة واستهداف شرائح سوقية غير تقليدية. وقد انطلقت الفعاليات يوم الاثنين الماضي، من مومباي -العاصمة الاقتصادية وأكبر المراكز التجارية في الهند- وافتُتحت بكلمة ألقاها قنصل عام مصر لدى مومباي أحمد خليل تناولت عمق العلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وضرورة انعكاس ذلك على تطوير حركة السياحة بين الجانبين. من جانبه، تناول الدميري- في كلمته الافتتاحية- أهمية السوق الهندي بالنسبة لمصر، والخطط الطموحة للوزارة بمضاعفة الأعداد القادمة منه خلال العامين المقبلين بما يتناسب مع القدرات التنافسية لمصر في السوق، وتلى ذلك عرض تقديمي من المستشار السياحي المصري في مومباي والمدير الإقليمي لدول شرق آسيا إسماعيل عامر حول أهم عوامل الجذب السياحي لمصر، مع التركيز على أهمية إعادة النظر في أنماط السياحة المعروضة على السياح الهنود وضرورة ألا تقتصر فقط على منتج السياحة الثقافية، وإنما تتسع لتشمل منتج السياحة الشاطئية وغيره من الأنماط السياحية الجديدة بالنسبة للسوق الهندي. وقد عقدت الشركات من الجانبين مجموعة من اللقاءات المهنية؛ بهدف الاتفاق على إجراء المزيد من التعاقدات خلال الفترة المقبلة، وأعربت الشركات المصرية المشاركة عن تفاؤلها بحجم الفرص المتاحة في السوق وتطلعها لتوسيع قاعدة الشركات الهندية المتعاملة مع المقصد المصري مما يضع الشركات المصرية في موقف تفاوضي أقوى، ويقلل بدوره من المضاربات السعرية الضارة بالسوق. وعلى هامش فعاليات اليوم الأول من القافلة، أجرى الدميري عددا من اللقاءات الصحفية مع عدد من كبريات المجلات السياحية المهنية بالسوق الهندي للتعريف بأهداف القافلة والإعلان عن خطط الهيئة لتنشيط الحركة من السوق الهندي خلال الفترة المقبلة، وقد حرصت هذه الشركات- من جانبها- على المشاركة في القافلة، كما تم ترتيب لقاءات صحفية مع وكالة أنباء IANS، إحدى أكبر وكالات الأنباء الهندية، وعدد من المجلات السياسية الكبرى. وشهد اليوم الأول من القافلة، ولأول مرة، تنظيم ورشة عمل متخصصة لعدد من أكبر منتجي الأفلام السينمائية؛ بهدف تسليط الضوء على مصر مقصدا مناسبا لتصوير الأعمال الفنية الهندية، كما تم عرض التسهيلات المقدمة من جانب الدولة المصرية لاجتذاب هذا النمط الهام من السياحة، حيث تنتج السينما الهندية "بوليوود" نحو ألف فيلم سنويا يتم تصوير العديد منها في دول أجنبية، مما يمثل فرصة كبيرة لتعزيز حركة السياحة عبر تسليط الضوء على المواقع السياحية في مصر لتصوير الأعمال السينمائية بها. وتم تنفيذ ورشة عمل أخرى خلال نفس اليوم لعدد من أهم منظمي حفلات الزفاف الهنود، بهدف الترويج لنمط سياحة الزفاف وشهر العسل، حيث تشهد الهند سنويا نحو عشرة ملايين زيجة، وتقوم الآلاف من الأسر الغنية بالهند بإقامة حفلاتها في مقاصد سياحية خارج الهند. وفي اليوم الثاني من الفعاليات، والتي أقيمت بالعاصمة الهنديةنيودلهي، واصلت الشركات المصرية لقاءاتها المهنية بحضور القائم بالأعمال بالسفارة المصرية في نيودلهي المستشار خالد الشاذلي، والذي أعرب خلال كلمته الافتتاحية عن ترحيبه بالوفد المصري وعن تقديره لأهمية قطاعي السياحة والتجارة باعتبارهما محركا رئيسيا للعلاقات المصرية الهندية. وقد حرصت كبريات الشركات الهندية على المشاركة في القافلة، ونظم المكتب السياحي المصري ليلة سياحية مصرية حضرها رئيس اتحاد منظمي الرحلات الهندية، ونائبة رئيس اتحاد شركات السياحة الهندية، ورئيس لجنة السياحة لشمال الهند بالاتحاد العام لشركات السياحة الهندية، كما حضر لفيف من أهم الشخصيات السياحية وعدد من المستثمرين ورجال الأعمال الهنود. وتضمنت فعاليات الليلة السياحية كلمات ترحيب وتقديم لبعض الدروع لممثلي الاتحادات السياحية، كما تم تقديم عرض فرعوني وآخر للفلكلور المصري. وعلى مدار اليومين الأخيرين من القافلة، التقى ممثلو الشركات المصرية مع نظرائهم من الشركات الهندية في كل من أحمد آباد وبانجلور، وشهدت الاجتماعات إقبالا من جانب الشركات الكبرى في تلك المدن، والتي أعربت عن رغبتها في توسيع نشاطها مع المقصد المصري. يُذكر أن السوق السياحي الهندي شهد زيادة كبيرة خلال الربع الأول من العام الجاري، ما يجعله أحد أسرع الأسواق السياحية نموا خلال الفترة الماضية.