تجددت اليوم "الجمعة" في عمان وعدد من المحافظات الأردنية المسيرات المطالبة بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين ورفض رفع الأسعار وذلك بمشاركة فعاليات حزبية وشبابية وشعبية في الأردن. كما شهدت عدد من المحافظات الأردنية من بينها محافظتي "المفرق" و"الطفيلة" مسيرات تأييد حاشدة تأكيدا على المحافظة على أمن واستقرار الأردن واستمرارا للالتفاف حول القيادة الهاشمية وحماية الوطن من أية تهديدات خارجية وداخلية.
وقد شهدت إحداها والتي جرت في محافظة المفرق (75 كيلو مترا شمال شرق عمان) اشتباكات واحتكاكات بين مسيرة أخرى معارضة مطالبة بالإصلاح نظمتها الحركة الإسلامية بالمحافظة مما تسبب في وقوع إصابات أدت إلى تدخل قوات الدرك والأمن الأردنية لفض المسيرتين باستخدام الغازات المسيلة للدموع بحسب شهود عيان.
وانطلقت مسيرة بمشاركة عشرات الأردنيين من أمام المسجد الحسيني الكبير في وسط عمان عقب صلاة "الجمعة" اليوم باتجاه "ساحة النخيل" في منطقة رأس العين تحت شعار "تأميم المؤسسات الوطنية ورفض رفع الأسعار" وذلك للمطالبة بإسقاط سلطة رأس المال ومجانية التعليم ومراجعة مشروع قانون الموازنة العامة.
وردد المشاركون في المسيرة ، التي دعت لها الأحزاب القومية واليسارية، الهتافات المطالبة بإسقاط القوانين التي تقف ضد الفقراء والمساكين ، كما حذروا من رفع الأسعار لما ستجلبه من عواقب وخيمة على الأردن "على حد تعبيرهم".
كما رفعوا لافتات كتب عليها "لا لرفع الأسعار وزيادة معاناة المواطنين"، و"القطاع العام خط أحمر"، و"لا إصلاح مع بقاء الفساد"، و"الشعب يريد استعادة المؤسسات المباعة" ،و"ارفعوا أيديكم عن جيوب الفقراء".
وطالبت لجنة المتابعة للأحزاب اليسارية والقومية في بيان، تلاه أحد المشاركين في المسيرة، بوقف هدر المال العام واسترجاع أصول الدولة "المسلوبة" ومحاسبته الفاسدين ومحاكمتهم محاكمة شعبية علنية.
وطالب المشاركون في المسيرة بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وسحب سفيرها، مؤكدين مطالباتهم بإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي تم توقيعها عام 1994 والمعروفة بمعاهدة "وادي عربة".
ونظمت فاعليات شبابية وشعبية ونقابية وحزبية عقب صلاة "الجمعة" اليوم وقفة احتجاجية سلمية أمام المسجد العمري وسط الكرك بمحافظة الكرك (130 كيلو مترا جنوب عمان ) تطالب بمحاربة الفساد.
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية والذين رفعوا الأعلام الأردنية بضرورة استخراج الثروات المعدنية وحسن إدارتها وإعادة النظر في برنامج الخصخصة ومحاربة الفساد بشكل كامل من خلال القضاء.
كما نظمت الحركة الإسلامية في الكرك وقفة احتجاجية أمام دار المحافظة في ضاحية المرج تطالب بقانون انتخابي عصري واسترداد المال العام والمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وتأميم الشركات الوطنية وعدم رفع الأسعار.
وانطلقت مسيرة سلمية شعبية حاشدة عقب صلاة الجمعة اليوم من أمام مسجد مدينة الطفيلة الكبير بمحافظة الطفيلة ( 180 كيلو مترا جنوب عمان ) نظمتها فعاليات حزبية وشبابية تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد.
وطالب المشاركون في المسيرة التي انتهت أمام دار المحافظة ، بتطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد الإداري والمالي إضافة الى محاربة جادة للفساد وفتح كل ملفاته ومحاسبة ممارسيه.
وتوافق المشاركون في المسيرة على عدم تجاوز الأنظمة والقوانين والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
وانطلقت مسيرة شعبية حاشدة عقب صلاة "الجمعة" اليوم من أمام مسجد "بصيرا" الكبير في محافظة الطفيلة تحت شعار "فزعة وطن" نظمها أبناء عشائر "لواء بصيرا" و"القادسية" و"جرندل" بمشاركة فعاليات شعبية وشبابية.
وأكد المئات ممن شاركوا في المسيرة ، استمرار التفافهم حول القيادة الهاشمية والمحافظة على امن الأردن واستقراره وحمايته من أية تهديدات خارجية وداخلية، وعدم التعدي على مؤسساته الأمنية ومنجزاته وعدم المساس بهيبة الوطن، مجددين العهد بالمحافظة على مقدرات الوطن التي تعتبر ركيزة للتنمية الشاملة.
وجابت المسيرة التي تقدمتها سيارات مزينة بالأعلام الأردنية ، وصور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شوارع بلدة بصيرا ، ردد المشاركون فيها شعارات أكدت على التفاف الشعب الأردني في كافة المحافظات حول راية الهاشميين بقيادة الملك عبد الله الثاني ، والذي قاد مسيرة الإصلاح وطالب بها قبل الجميع ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.
ورفعت في المسيرة الأعلام الأردنية ويافطات عبرت عن معاني المحبة والولاء للوطن والقائد مثلما هتف المشاركون في المسيرة بهتافات حماسية وطنية عبرت عن حب الوطن والمضي للمحافظة على أمنه واستقراره.
وأكدوا على أهمية مسيرة الإصلاح التي يقودها جلالته في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودعم جلالته للبرامج التنموية في كافة المحافظات الأردنية من أجل رفعة ونهضة الوطن والمواطن ، مشددين على أن أمن الوطن واستقراره هو رأس مال كل الأردن والأردنيين ويشكل أهم وأكبر إنجاز ، إلى جانب كونه مصدر استقرار وطمأنينة.
ونفذ عشرات الأردنيين اعتصاما نظمه ائتلاف شباب الإصلاح والتغيير في محافظة معان ( 250 كيلو مترا جنوب عمان) أمام المسجد الكبير تحت شعار "نسمع جعجعة ولا نرى طحناً".
وأكد المعتصمون على استمرارية الحراك ومواصلته حتى تحقيق الاصلاح المنشود، مشيرين الى أن صوتهم سيبقى مرتفعا حتى تعود الاموال والمقدرات للشعب، معتبرين أن الاصلاح الدستوري الحقيقي يكون بتعديل المادتين"34" و"35 " من الدستور الأردني كي تصبح السلطة للشعب بدلا من أن تكون للأجهزة الامنية." على حد قولهم".
ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات تدعو إلى محاربة الفساد وسرعة محاكمة الفاسدين وأن يكون الشعب مصدر السلطات.
ونفذ العشرات من الحركة الإسلامية وقفة احتجاجية بعد صلاة "الجمعة" اليوم أمام مسجد العقبة الكبير بمحافظة العقبة (330 كيلو مترا جنوب عمان)، وطالب المشاركون في الوقفة التي شهدت حضورا أمنيا كثيفا بالإصلاح ومحاربة الفاسدين وإعادة أراضي العقبة التي تم بيعها لمستثمرين بأسعار بخسة.
وشهدت محافظة المفرق اشتباكات وتراشقا بالحجارة بين مسيرتين أحدهما مؤيدة نظمتها مجموعة تطلق على نفسها "نشامى بني حسن " والأخرى معارضة دعت إليها الحركة الإسلامية في المحافظة مما استدعى، بحسب مشاركين في المسيرة وشهود عيان، تدخل قوات الدرك والأمن العام الأردنية وفض المسيرتين بالغازات المسيلة للدموع.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات أدت إلى إصابة عدد من المشاركين في المسيرة التي دعت لها الحركة الاسلامية حيث تم نقلهم الى مستشفى "المفرق" الحكومي، مشيرين إلى أنه بعد فض المسيرتين فرضت قوات الدرك والاجهزة الامنية الأردنية طوقا امنيا مشدا حول محيط المسجد الكبير بالمفرق.
من جانبه، حمّل القيادي في الحركة الإسلامية النائب السابق عن محافظة المفرق عبد المجيد الخوالدة الأجهزة الأمنية ومحافظ المفرق المسئولية عن الاعتداء على المسيرة، معتبرا أن الوقوف أمام دعاة الإصلاح دليل للخروج على القانون ودعوة للانفلات الأمني في البلد على حد قوله.
ووصف الخوالدة مناهضي المسيرة ب"الأصوات الغوغائية"، مطالبا الحكومة الأردنية بمحاسبة الخارجين عن القانون.