شهدت احتفالات عيد العمال بأجواء توتر واشتباكات في إسطنبول، وفي برلين أحداث شغب نغصت الأجواء السلمية بينما طبعت شعارات مناوئة لليمين المتطرف احتفالات فرنسا. في الولاياتالمتحدة انتقادات لسياسة ترامب في مجال الهجرة. استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أمس الإثنين لتفريق متظاهرين أرادوا السير إلى ساحة تقسيم بوسط إسطنبول بمناسبة عيد العمال متحدين حظرا رسميا. وأعلنت الشرطة المحلية توقيف 165 شخصا بينهم 139 للمشاركة في "تظاهرات بلا ترخيص" في إسطنبول. وحاولت الشرطة صد نحو 200 متظاهر في حي غايريتيبين في الشطر الأوروبي من إسطنبول، حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم رغم حظر التظاهر فيها، بحسب صحافي في وكالة "فرانس برس". ونفذت التظاهرات مجموعات يسارية مختلفة، رفعت لافتات تحمل شعارات معادية للحكومة مثل "يحيا الأول من أيار/مايو، لا للديكتاتور!" واحتجت على نتيجة استفتاء 16 أبريل الذي عزز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. وحظرت السلطات التظاهرة في ساحة تقسيم فيما قطعت الشرطة الطرقات المؤدية إليها بالحواجز. بين الموقوفين امرأتان حاولتا اختراق الطوق الأمني لرفع لافتات في الساحة، على ما نقلت وكالة دوغان الإخبارية الخاصة. وقال مكتب محافظ إسطنبول في بيان: إن مجموعات مخالفة للقانون حاولت التجمع في محيط ساحة تقسيم ومناطق أخرى في المدينة مستخدمة احتفالات عيد العمال "كغطاء" معلنا توقيف 207 أشخاص بالإجمال. كما صادرت الشرطة 40 زجاجة حارقة و17 قنبلة يدوية و176 قطعة مفرقعات وسبعة أقنعة. وأضافت الشرطة أن مواطنا قتل في حادث وقع مع شاحنة مصفحة مزودة بخرطوم مياه. وأفادت وكالة الأناضول عن نشر أكثر من 30 ألف شرطي في إسطنبول وحدها الإثنين. احتفالات تطبعها شعارات مناوئة لليمين المتطرف وفي فرنسا، قبل ستة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية شهدت باريس الإثنين مواجهات مع الشرطة خلال التظاهرات بمناسبة عيد العمال التي اتفق المشاركون فيها على رفض مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، من دون الاتفاق على التصويت لمنافسها إيمانويل ماكرون. ووقعت المواجهات بين شبان ملثمين وقوات الأمن وأدت إلى إصابة أربعة شرطيين بجروح حسب ما أفادت الشرطة. ويظهر في صورة لوكالة فرانس برس شرطي وقد اشتعل القسم العلوي من جسده بسبب تعرضه لزجاجة مولوتوف. وجرت المسيرة بدعوة من أربع نقابات وسارت تحت لافتة كتب عليها "لا للتراجع الاجتماعي الذي يشكل تربة خصبة لليمين المتطرف". وأجبرت على التوقف مرات عدة بسبب رشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف. ووقعت هذه الأحداث في إطار يوم تعبئة شمل كافة الأراضي الفرنسية. وفي حين دعا البعض إلى "صد" زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن، طالب البعض الآخر بالتصويت للمرشح الوسطي ايمانويل ماكرون، كما دعا آخرون إلى "الوقوف بوجه المرشحين معا". وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيير هنري برانديه في تغريدة على موقع تويتر بأن قرابة ثلاثين ألف شخص خرجوا اليوم الإثنين في مسيرة ضخمة بمناسبة عيد العمال في شوارع العاصمة باريس. واتسمت المسيرة الضخمة بطابع احتفالي وغلبت عليها اللافتات والهتافات المعارضة لمارين لوبان مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في انتخابات الرئاسة الفرنسية. وردد المتظاهرون هتافات مثل "لوبان لا" و"الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث.. نحن جميعا أبناء المهاجرين". وذكرت وزارة الداخلية أن بعض الأفراد هاجموا رجال الشرطة بالقنابل الحارقة على هامش المسيرة، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص. وقال برانديه إن نحو 142 ألف شخص شاركوا في 311 مظاهرة بمناسبة عيد العمال في مختلف أنحاء فرنسا. أحداث شغب نغَّصت الأجواء السلمية لاحتفالات برلين وفي ألمانيا شهدت العاصمة برلين ومدن ألمانية أخرى، اليوم الإثنين، مظاهرات لمتطرفين يساريين ويمينيين ومتظاهرين آخرين بمناسبة عيد العمال، وصاحب بعض هذه المظاهرات أعمال شغب عنيفة. ورغم أن مظاهرات عيد العمال التقليدية مرت في عموما بسلام، إلا أفراد من الشرطة تعرضوا للرشق بزجاجات من قبل مشاركين فيما يعرف بمظاهرة ثوار الأول من مايو في منطقة كرويتسبرغ في العاصمة برلين. وكان عدة آلاف من المتظاهرين ومجموعات يسارية متشددة بدءوا المسيرة الاحتجاجية في إحدى الساحات مساء اليوم الإثنين. وتم إشعال قنابل دخان ومواد ملتهبة (شماريخ) وألعاب نارية وإلقاؤها على جمع كان يضم عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا يقيمون الاحتفالات التقليدية بمناسبة عيد العمال. وألقت الشرطة القبض على بعض الأشخاص، حيث ساد مناخ عدواني وتصدر المظاهرة أشخاص ملثمون يرتدون زيا أسود. وجاء تنظيم المظاهرة دون الإخطار عنها في بداية الأمر، وقال كلاوس كانط رئيس الشرطة: إن "المسيرة يمكن أن تنطوي على عنف"، وشارك في المسيرة نحو 8000 متظاهر وصنفت الشرطة نحو 300 منهم كأشخاص لديهم استعداد للعنف، و800 شخص بوصفهم داعمين لهؤلاء. ونشرت الشرطة ما يصل إلى 5400 فرد لتأمين المظاهرات، وتلقت شرطة العاصمة برلين دعما من الشرطة في العديد من الولايات الألمانية. مظاهرات عيد العمال تستهدف سياسات ترامب للهجرة وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية، نظمت نقابات عمالية وجماعات مدافعة عن المهاجرين مسيرات بمناسبة عيد العمال في مدن أمريكية اليوم ويتوقع المنظمون وصول المظاهرات لذروتها في وقت متأخر من النهار مع استهداف المنظمين سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال نشطاء إنهم يستهدفون أن تكون الاحتجاجات الأكبر ضد سياسة الهجرة منذ تنصيب ترامب في 20 يناير كانون الثاني. وشارك 500 محتج في وقت سابق اليوم في مسيرة بوسط مانهاتن في نيويورك وأمام مكاتب بنكي ويلز فارجو وجيه.بي مورجان وألقي القبض على 12 منهم وفقا للمتحدث باسم جماعة "ميك ذا رود تو نيويورك". المدافعة عن المهاجرين والتي تزعم وصول عدد أعضائها إلى 20 ألفا. وقال خوسيه لوبيز المدير المشارك بالجماعة: "الرسالة اليوم هي وقف تمويل منشآت احتجاز المهاجرين". وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في سياتل تحسبًا لأي محتجين يحملون أسلحة بعد واقعة إطلاق رصاص في يناير أمام موقع إحدى الفعاليات السياسية وحادث وقع خلال عيد العمال العام الماضي عندما ألقى محتج زجاجة حارقة دون أن يشعلها على الشرطة. وقال بعض مؤيدي ترامب أيضا: إنهم سيخرجون في مسيرات في عيد العمال. وقال النشط جوي جيبسون إنه ومحافظين آخرين سيسافرون إلى سياتل للتصدي لمن وصفهم بجماعات شيوعية ومناهضة للفاشية. وقال جيبسون "سنذهب إلى هناك لتشجيع الآخرين خاصة المحافظين".