بث تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية " داعش" ولاية سيناء، فيديو حمل اسم "صاعقات القلوب" وذلك فى اخر اصداراته المرئية ، والفيديو مدته (17 دقيقة)، ويُظهر الفيديو عمليات قنص جبانة كان قد نفذها مسلحو التنظيم في سيناء ضد جنود الجيش، بعد أيام قليلة من حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن "إنجازات" الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب على أرض الفيروز. ويأتي نشر إرهابي التنظيم للفيديو في إطار حرب نفسية منظمة ينشنها إعضاؤه للتأكيد علي تواجدهم في المنطقة، وعدم تأثرهم بالضربات المؤلمة التي يشنها عليهم الجيش المصري لتجفيف منابعهم والتي آتت أكلها بعد التضييق الامني الكبير الذي شل أركانهم وهز معنوياتهم وأوقف إمداداتهم لدرجة كبيرة فضلا عن نجاح صقور الجش المصري في تصفية قيادات عديدة من عناصر التنظيم . وبخصوص ما جاء في إصدار ولاية سيناء صاعقات القلوب الاخير، عن كيفية لجوء عناصر التنظيم الي سلاح القناصة يقول الباحث "هشام النجار" إن الإصدار جاء بالتزامن مع تفجيرات الكنائس، في محاولة لإثبات أن التنظيم يحظى بقوة وحضور، وحاضنة شعبية لافتًا إلى أن هذه رسالة لاستقطاب وتجنيد عناصر جديدة راغبة فى تبنى الصدام مع الدولة، في ظل تسرب أعضاء من داعش لتنظيمات أخرى، فضلاً عن الرسائل المرسلة للممولين والداعمين بألا يتوقفوا عن الدعم بل يضاعفوه. وأكد النجار أن التنظيم يعيش في مأزق كبير متعلق بوضعه في سيناء، والمستجدات في سوريا والعراق، وفقدانه مراكز قواه ومعاقله الرئيسية، وهو يحاول جاهدًا توفير بدائل ومراكز جديدة لنشاطه، للحفاظ على مصادر تمويله التي تأتيه غالبا من قوى وأطراف إقليمية مستفيدة من نشاطه التدميري. وقد بدا في الاصدار عناصر التنظيم المتشدد وهم يتفاخرون بحمل "سلاح القنص "ايرانى الصنع صياد 50 – AM " وهو سلاح جُلب خصيصا من إيران الى كتائب القسام الذراع العسكرى لحماس ثم بطريقة أو بأخرى وصل إلى يد عناصر تنظيم داعش في سيناء ، وهي بندقية القنص النمساوية شتاير اتش اس 50 وهي من اقوي اسلحة القنص في العالم .وبالإضافة للبندقية الإيرانية ظهرت البندقية الرومانية PSL-54C و البندقية الأمريكية M24 و اشتمل الإصدار على لقطات مجمعة لعمليات قنص بعضها يعود الى عامين مضيا، كما يتحدث الإصدار عمن سماهم بمجاميع القناصة الانغماسيين، الذين يتم تكليفهم بالتسلل لمسافات قريبة من كمائن وثكنات الجيش المصري، لإيقاع أكبر الخسائر بجنوده من خلال القنص القريب ثم الاشتباك المباشر معهم. وقد ظهر في الفيديو أكثر من مشهد لقناصة تابعين لتنظيم الدولة، يتمركزون عبر نقاط بعيدة عن أهدافهم، بينما تظهر مشاهد أخرى مسلحين يتسللون لمسافات قريبة من نقاط تمركز الجيش المصري. وعلى الرغم من محاولة استخدام التقنيات العالية في التصوير والإخراج، والمؤثرات الصوتية وغيره مما اعتادت عليه داعش لإظهار قوة تنظيمها وسيطرته، إلا أن عدة ملاحظات يمكن أن تقود إلى نتيجة معاكسة،بأن التنظيم يمر بأسوأ مراحله علي الإطلاق . ويري بعض المتابعين ان كثيرا من المشاهد في الفيديو مكررة، فمن خلال المشاهدة الدقيقة للقطات المصورة، يتضح أن غالبية المجندين يتعرضون لإصابات في أنحاء مختلفة من الجسم ربما أكثر من مرة، لكن لا تفضي في أغلبها إلى الموت. وهذا يرجع - بحسب محللين- لسببين أولهما أن قناصي التنظيم مبتدئين ومنخفضي الكفاءة، وهو ما دافع الفيديو عنه بالإشارة إلى تلقيهم دورات تدريبية متخصصة، أما الثاني فلأن قناصته يستخدمون أقصى مدى ممكن لبندقية القنص خارج مداها الفعال، وبالتالي تنخفض دقة وقوة الإصابة. يعزز من الاحتمال الثاني أنه في أكثر من مشهد يبدو الجنود مرتبكين ولا يدرون ماذا يحدث، وذلك بسبب بعد المسافة وعدم سماعهم صوت إطلاق الرصاص. على جانب آخر، يشير خبراء في الشأن السياسي الى إن المدى الزمني لتلك اللقطات المصورة غير واضح بالمرة، لكن الزي الذي يرتديه المجندين الصيفي في غالبية المشاهد، يشير إلى توقيت تصويرها، الذي ربما يرجع إلى الصيف الماضي وانها مشاهد مجمعة عبر عدة اشهر وليست من وقت قريب . كما أن لجوء التنظيم إلي عمليات القنص في سيناء، قد يُفهم بطريقين مختلفين، أولهما هو ما حاول الإصدار الترويج له بأن ذلك يشكل تكورًا نوعيًا وسلاحًا جديدًا يدخل المواجهة بعد العبوات الناسفة والكمائن والاقتحامات. أما الثاني، فيتلخص في تراجع قوة التنظيم وعدم قدرته على شن هجمات قوية كالسابق، مثل الاقتحامات المباشرة للكمائن ككرم القواديس، وغيره. وتبقى بعض الملاحظات الأخرى كأدلة على تطور ما في أداء التنظيم، مثل التصوير والتصويب من أماكن قريبة للغاية، وتنوع الأسلحة المستخدمة في القنص ووسائل التخفي والزي المموه، وكذلك تنوع الأهداف بين أبراج المراقبة، والأماكن المفتوحة، وعلى ظهر الدبابات والمركبات وداخلها. وجدير بالذكر أنه تتنوع قناصات داعش بين "الدراغانوف" و"الروماك"، و"الموسن ناغنت"، و"السيمينوف"، و"ال إس إس جي 96"، و"البي كي س ي"، المزود بمنظار، و"الكلاكوف"، ويتراوح مداها بين 300 م و ال1000م، وقناصة الدوشكا التي يصل مداها إلى 2000م ، وهذه الأسلحة متوفرة في الأسواق في دول الصراعات ولدى جميع الفصائل في سوريا والعراق والسؤال كيف يصل لها عناصر داعش في سيناء ؟ .ز ربما هذا ما تجيب عليه الايام القادمة .