مع ظهور نتائج المرحلتين الأولي والثانية لإنتخابات البرلمان المصري والتي أكدت علي فوز حزب الحرية والعدالة يليه السلفين بأعلي نسبه في مقاعد البرلمان ..انتشرت مؤخراً دعوة بين النشطاء علي رأسهم الفتيات تحت شعار " أنا مصرية مسلمة، ولن أعطي صوتي لمن يعتبره عورة"، لم تكن هذه هي الدعوة الوحيدة التي أطلقتها نساء مصر بمختلف طباقاتهم الإجتماعيه.. خاصه بعد التصريحات "الترهيبيه" التي أطلقها شيوخ السلفين والأخوان وتؤدي في النهايه الي إعتقادهم بإن المرأه ما هي إلا "عوره" لها قدمان!! وعلي رأس من يري أن المرأة ككائن نفسه عورة هم مشايخ السلفية الذين يستندون دائما الي الحديث النبوي (لَنْ يفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً)، وجاء ذلك خلال تصريحاتهم، فمنهم من وضع المرأة في إطار لابد إلا تتخطاه كفرض الحجاب مثلا علي المسلمة وغير المسلمة وكأن الازمات التي تحيط بمصر ستنتهي عند فرض الحجاب. ومنع الاختلاط. فكان من دعاة هذا القول الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية، وجاء مؤكدا ذلك خلال تصريحاته في أحد البرامج التليفزيونية للحديث عن برنامجه الانتخابي، وكان الحوار كالتالي" سأقوم بتطبيق شرع الله، الحجاب فرض وسيفرض علي الجميع، اما غير المحجبة وعلي حد قوله فهي تريد إفساد "عفة الشباب"، وستعاقب! بوسائل كثيرة، يعني سيدنا عمر مثلاُ كان يستخدم المسطرة. اما المسيحيات فلا يصح أن تفسد مجتمعي، وعليها الإلتزام بتقاليد المجتمع، او "ممكن تبقي براحتها لو المسيحيين عملوا نوادي ليهم أو في نطاقهم"!.
من ناحية أخري جاءت ردود أفعال بعض النساء مؤيده تماماً لما يقال ويحدث بل ويوجهون إتهامات لكل إمرأه تعترض قائلين " خايفين من الإلتزام ليه؟!".. ما بين مؤيد ومعارض كان لكلاَ منهن رأيها الذي ننقله اليكم في السطور القادمة.
أنا لست عورة
لبني إسماعيل (مدرسه لغه إنجليزيه بأحد المدارس الخاصه) قالت: بالطبع لم ولن أوافق علي ما يتم ترديده من قبل بعض شيوخ السلفين والإخوان، ولم أنتخبهم في الإنتخابات الحاليه ومازلت رافضه قطعياً لهم، أولاً لإنهم لم يأتونا ببرنامج إنتخابي واضح يعمل علي تنميه مصر بكافه طوائفها ..بل إنشغلوا بشعر المراه وجسد المرأه وصوت المرأه وكإن مصر هي "المرأه فقط" ولا يوجد بها شيوخ أو شباب أو أطفال!
أتفقت معها في الرأي هدي أبوطالب (ربه منزل) قائله: كيف أنتخب من لا يعترف بوجوده اصلاً! هم يتاجرون بالدين ليس الا لذلك أنا ضدد أن يحكم الإخوان مصر..فديننا الحنيف إحترم المراه ورسولنا الكريم كرمها وأوصي بها خيراً.. فكيف يأتي جماعه ما الأن لتهيننا وتطلق علينا لقب عوره بل ويتسترون تحت شعار الدين!
ولاء طنطاوي (عاملة بإحدي المطاعم) قالت: ليس لدي أي مانع في أن يحكم الإخوان مصر فلن يأتي أسوأ مما كان ولكن أن يعتبرون إن اي إمرأه عوره فهنا يأتي رفضي التام..كيف يقصرون دورنا علي متعه الرجال و حمل الأطفال و خدمه البيوت فقط!! كيف والرسول صلي الله عليه وسلم أعطانا حقوقنا كامله وكانت زوجاته وبناته يشاركنه العمل ويحصل منهم علي المشورة.
من أنتم؟
من ناحية أخري وفي الوقت الي قام فيه الداعية محمد بن عبد الملك الزغبي، بالتصريح بإن المرأة التي لا تنتخب الإسلامين ..آثمة! محذرا النساء بعدم التأثر بحملات المقاطعة للتصويت للتيار الاسلامي، مطالبا منهن ان يكن واقفات مع الاسلاميين خلال الانتخابات القادمة وإلا ستكون آثمة!. علي الجانب الاخر نجد حملات جماعة الاخوان المسلمين والتي تبنت دعوة عدم الاختلاط داخل الجامعات، فأطلق طلاب أسرة الفجر الباسم التابعة لطلاب الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة حملة لمنع الاختلاط، واستعان الطلاب في اللوحات التي تم تعليقها أمام كليات الجامعة بالرسوم التوضيحية والآيات القرآنية، ورفعت هذه اللوحات شعارات كلها تحذر الفتاة من إلاختلاط "أختاه تحلي بأخلاق أمهات المسلمين"، ولوحة لصورة توضيحية لولد وبنت وكتب تحتها "هو وهي في علاقة غير شرعية".. وغيرها من اللوحات وكأن جلوس الشباب والفتيات معا انما فعل شيطاني لابد من محاربته وأصبحت وظيفة شباب الاخوان بالجامعة حمل الراية وإصلاح مجتمع الجامعة!!
وبناء عليه جاءت أراء النساء تحمل تساؤلاً هاماً جداً ..من أنتم وما هو برنامجكم وما هي أهدافكم لكي انتخبكم؟ حيث تقول أماني ربيع (طالبة بكليه العلوم): كل الدعاية التي يقومون بها تدور حول المرأة والحلال والحرام! إذاً مكانهم المسجد وليس البرلمان.
أما نسمة سعيد (موظفة حكومية) فتقول : لماذا لم يطلع علينا مسئول واحد منهم بتصريح حول أهدافهم وبرامجهم الإنتخابيه؟ لماذا لا يبث في نفوسنا الإطمئنان و الهدوء ويقنعنا بإسلوب الترغيب وليس الترهيب.. لماذا لم يقولوا لنا ستمشون في الشوارع أمنين بدلاً من تصريحاتهم بإن من ستخرج من منزلها اثمه وفاجره وسيقام عليها الحد!.. أنا وغيري كثيرات لا نعرفهم والنظام السابق كان دائماً يصورهم لنا كجماعات محظوره وهن أغبياء لم يحاولوا تغير هذه الصوره!! بل لعبوا علي احتياجات الفقراء الغذائيه فقط ونسوا أن هناك احتياجات أخري وأهداف أخري غير المرأه والشواطي والتماثيل الحجرية العارية!
لماذا الخوف؟
علي الجانب الأخر كان لبعض النساء بمختلف طبقاتهم الإجتماعيه و مظهرهم الديني رأي يؤيد تولي الإخوان رئاسه مصر وليس البرلمان فقط قائلين:
مريم محمد (ربه منزل): جاء الوقت الذي لابد وأن تعود فيه مصر إسلاميه وكل الدعوات المضاده لحكم الإسلامين ما هي الا خوف من الإلتزام ورغبه في متاع الحياة الدنيا.
اتفقت معها فاطمه السيد (خياطه) قائله: وليه لأ؟ اذا كنا نطبق شرع الله ورسوله لماذا نخشي من سيأتون ليحكموننا به.. فديننا أعطي للمسيحين حقوق مثل حقوق المسلمين..لذلك لم الخوف ومحاوله تشويه صوره ديننا بهذا الشكل! واخيراً تقول عبير عصام (مهندسه): أصحاب البكيني و حفلات العري و غيرهن من المتبرجات هن فقط من يريدن أن تظل مصر هكذا من السيئ للأسواء.. فأنا أعمل كمهندسه وفي نفس الوقت ملتزمة بتعاليم ديني ولا أخشي أن يحكم الإسلامين مصر طالما إنني أطبق شرع الله ورسوله حتي اذا منعوا الإختلاط في العمل لن يغضبني ذلك..فهم في النهايه يريدون صون كرامة المرأة وعفتها.