موعد صرف الضمان الاجتماعي المطور لشهر نوفمبر 2024    النفط يخسر 7% في أسبوع بسبب الصين وتوترات الشرق الأوسط    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل    عاجل- وفاة يحيى السنوار تفتح باب التساؤلات: من هو الخليفة الذي سيقود حماس في المعركة القادمة؟    فلسطين.. طائرات الاحتلال تقصف منزلًا لعائلة "شناعة" في مخيم المغازي وسط قطاع غزة    عاجل - مباراة النصر ضد الشباب: فوز صعب وتعزيز للموقع في دوري روشن السعودي    مواجهات الجولة الثالثة بدوري المحترفين.. الموعد والقنوات الناقلة    ترتيب مجموعتي القاهرة بعد انتهاء مواجهات الجولة الثانية.. النصر والإنتاج يتصدران    «الأهلي مش بيدلع ويطبطب».. تعليق مثير من إبراهيم سعيد على جلسة محمد رمضان مع بيرسي تاو    موعد مباراة أرسنال ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    إجراء تحليل مخدرات للسائق المتسبب في دهس شخصين بكورنيش حلوان    لم يُبعد عينه عنها.. نظرات حب ورومانسية تامر عاشور مع زوجته نانسي في حفل الأوبرا    خلي بالك من النظافة.. 10 صفات فى النساء ينفر منها الرجال    8 نصائح لتغيير شخصية طفلك الخجول    عمرو أديب عن واقعة الكلب على قمة الهرم: نازل كإنه بيتحرك في حقل برسيم    رهاب الطيران..6 طرق للتغلب عليها    نور الدين يتحدث عن التعديلات الجديدة.. محاضرة أندية السوبر.. وإسناد النهائي لأمين عمر    قفزة خيالية في أسعار الذهب اليوم السبت في مصر.. عيار 21 يسجل أرقاما غير مسبوقة    تطابق ال«DNA» لجثة مجهول مع شقيقه بعد 30 يومًا من العثور عليها بالتبين    أكتوبر يرفع الراية الحمراء.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «توخوا الحذر»    أشرف عبد الغني: الرؤية العبقرية للرئيس السيسي حاضرة وقوية وتدرك المتغيرات    ارتفاع سعر الحديد وتراجع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    أسعار السمك والكابوريا بالأسواق اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    جميل عفيفي: تطابق بين وجهات النظر المصرية والسعودية في كل قضايا المنطقة    انتصار وظهور أول.. عمر فايد يشارك في فوز بيرتشوت على أندرلخت بالدوري البلجيكي    فرانكفورت يحسم الجدل حول بيع عمر مرموش في الشتاء    وزير الخارجية: مصر ليست ضد حق دول حوض النيل في التنمية    31 أكتوبر.. انطلاق مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز    رئيسة وزراء إيطاليا تعتزم إجراء محادثات مع «نتنياهو» بعد زيارتها للبنان والأردن    نقابة الصحفيين تنعى يحيى السنوار: اغتيال قادة المقاومة لن يُوقف النضال ضد الاحتلال    منها الإغماء المفاجئ.. حسام موافي يكشف علامات التهاب البنكرياس (فيديو)    إصابة شرطي سقط من قطار بمحطة البدرشين    5 مصابين في حادث سيارة ملاكي أعلى "بنها الحر"    حبس عاطلين لسرقتهم المنازل بالزيتون    التعليم التبادلى    مئات الزوار يتوافدون على ضريح إبراهيم الدسوقي للاحتفال بذكرى مولده -صور وفيديو    إجازات الجنود خدعت العدو.. ومازلت أشم رائحة النصر    وزير الخارجية: مصر حذرت في وقت مبكر من خطورة اتساع رقعة الصراع في المنطقة    أحمد الطاهري: كلمة مصر تعني الحكمة والعقل والقوة.. والزمن لاطالما يثبت صحتها وصدقها    وزير السياحة يبحث التعاون مع رئيس شركة صينية كبرى في شغيل وإدارة البواخر    حميد الشاعري ينعى الشاعر أحمد علي موسى    وزير الخارجية: مصر ليس لديها مشكلة مع دول حوض النيل باستثناء إثيوبيا    زيادة المرتبات وساعات حضور أقل| مفاجآت بمشروع قانون العمل الجديد يناقشها البرلمان    بهذه الكلمات.. رامي صبري ينعى وفاة الشاعر أحمد علي موسى    جامعة دمياط تحتل المركز الرابع محليا في تصنيف تايمز    باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.. جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة    الصحة: جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد    ضبط 239 سلاحًا ناريًا ومئات المخالفات.. الداخلية تشن حملة أمنية بالمحافظات    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    الأمين العام لحلف الناتو يعلن أن الناتو سيعزز تواجده على الحدود الروسية    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    دعاء الشهداء.. «اللهم ارحمهم وجميع المسلمين واجعل الجنة دارهم»    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    تحرير 21 محضرًا ضد مخابز مخالفة في 3 مراكز بكفر الشيخ    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    ارتفاع أسعار مواد البناء: زيادة ملحوظة في الأسمنت والحديد    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    أسعار الذهب اليوم 18-10-2024 في مصر.. كم يسجل عيار 21؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعون عاما على رحيل العندليب ولاتزال أغانيه تداعب قلوب العاشقين
نشر في محيط يوم 30 - 03 - 2017

تحل اليوم الذكرى الأربعين على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي توفي في عام 1977، ومازال يعيش في وجدان الشعب المصري، بل والوطن العربي كاملاً، حتى الشباب اللذين لم يعاصروه تغنوا بأعماله التي وجدوا أنها تعبر عنهم رغم انطلاقها منذ عشرات السنين.
قال المؤرخ الموسيقي د. زين نصار أستاذ الموسيقى في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون ل"محيط": "عبدالحليم حافظ شخصية موسيقية موهوبة جدا، لكن الناس عندما يتحدثون عنه في أغلب الأحيان، يتحدثون عن المطرب جميل الصوت، الشديد التعبير عن الكلام الذي يغنيه، لكنهم ينسوا أنه كان موسيقيا محترفاً ويعزف على آلة "الأبوا" في أوركسترا الإذاعة المصرية بعد أن تخرج من المعهد العالي للموسيقى المسرحية، والتي استفاد منها في الغناء لأن طبيعة هذه الآلة تجعل العازف يحبس كمية كبيرة من الهواء بداخل صدره ثم يضخها بشكل مركز في الأنبوب الرفيع الموضوع في فم الآلة، وهذه العملية أفادت عبدالحليم جدا عندما تحولت إلى غناء، فيستطيع أن يقول جملة طويلة دون أن يقطعها ليأخذ نفسه.
كل زملاءه شجعوه للاتجاه للغناء لأنهم كانوا يعلمون أن صوته جميل عندما كان يغني في المعهد، والغناء هو الذي جعله نجماً وعوضه عن ما آساه في حياته؛ فعبدالحليم كان يتيم الأم والأب في أول حياته، وعائلته كانوا يتشاءمون منه ويقولون له "أنت شؤم موت أمك".
وبعد اتجاهه إلى الغناء كان من أهم ما ميزه هو أنه أتى بأسلوب جديد في الغناء؛ حيث صادفه النجاح بسبب لقاءه مع الملحنين كمال الطويل ومحمد الموجي اللذان قدما له أعمالا في مطلع حياته الفنية في اتجاه جديد في التلحين استطاع من خلاله أن يخرج من عباءة ما هو سائد قبل ذلك، ولقي هذا الاتجاه نجاحا من قبل الجمهور، ثم انتقلوا من نجاح إلى نجاح.
كان شخصية شديد الموهبة، وشديد الذكاء، وشديد الجرأة.. جرأته وشجاعته وموهبته العالية جداً هي التي قادته إلى إجراء تجارب جديدة في الغناء المصري، وساعده على ذلك أن الموسيقي العبقري علي إسماعيل كان أحد زملاءه في المعهد العالي للموسيقى المسرحية؛ ولذلك وزع له أعمالاً كثيرة وخصوصا الأغاني الوطنية التي شاهدناها في العروض "الأبيض والأسود" بالاحتفالات القومية لثورة 23 يوليو وغيرها وعرضت في التليفزيون المصري، وكان عبدالحليم حافظ يغني ووراءه جيش من الموسيقيين والكورال بقيادة علي إسماعيل.
ومع ظهور عبدالحليم حافظ بأسلوبه الجديد في الغناء توارت أسماء كبيرة إلى الظل؛ فعبدالحليم أقداره وضعته في أن يكون مطرب الثورة، وقتما غنى "صافيني مرة" في الاحتفال الذي كان يعقد في حديقة "الأندلس" عند كبري "قصر النيل" في يوم 18 يونيو عام 1953؛ حيث أنه كان سيصعد ليغني دوره في الحفلة، فقالوا له انتظر، وصعد يوسف وهبي على المسرح وأعلن أن مجلس قيادة الثورة يعلن إلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية في مصر، فالناس فرحت وصفقت بشدة، ثم قدموا لعبدالحليم "الآن نقدم لكم المطرب الجديد عبدالحليم حافظ"؛ ولذلك فهو نزل على موجة عالية جدا. كما أنه واكب بجانب أغاية العاطفية والوصفية، للأحداث الوطنية في مصر.
في عام 1956 قدم عمل "الله يا بلادنا.. الله على جيشك والشعب معاه" بعد الانتصار السياسي، ثم غنى "في أيدي الزمام"، وكان أول لقاء له مع الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي عشق أعماله في مجال الأغنية الوطنية، ثم غنى "بلدي يا بلدي ولا أحلويتي يا بلدي"، و"صورة"، وسار في هذا الاتجاه. وعندما دشن السد العالي في 9 يناير عام 1960 غنى "حكاية شعب"، من كلمات أحمد شفيق وألحان كمال الطويل، وكانت تجربة جديدة نجحت وقامت بعمل تصوير حقيقي لحكاية الشعب المصري مع السد العالي، واستمر عبد الحليم في ذلك.
أغاني النكسة
وفي هزيمة 1967 لم ينكسر عبدالحليم حافظ، بل كان داعماً للكفاح الوطني المصري، وغنى "أحلف بسماها وبترابها"، "خلي السلاح صاحي"، "يا صبية"، "قومي يا مصر"، "المسيح"، و"الفدائي"، بعد ذلك غنى "أبنك يقولك يا بطل"، "موال النهار"، "البندقية أتكلمت"، "عاش اللي قال"، "صباح الخير يا سينا"، كل هذا غناه في حرب الاستنزاف ثم مع انتصارات أكتوبر. وعندما افتتح الرئيس السادات قناة السويس للمرة الثانية في 5 يونيو عام 1975 غنى عبدالحليم أغنية "المركبة عدت". أما أغنية "صورة" فجمعت كل فئات الشعب في تلك الأغنية العبقرية.
مع التمثيل
أثبت عبدالحليم أنه ممثل قدير، وقدم نحو 16 فيلما أولهم "لحن الوفاء"، وآخرهم "أبي فوق الشجرة" عام 1969، وشاركه التمثيل كبار الفنانات في ذلك الوقت، وكان ممثلا متميزاً جداً حيث أقنع الناس أنه ممثل حقيقي جدير بالتقدير، كما كان صادقاً بشكل كبير جداً وهو يغني أغانيه بكل أشكالها العاطفية، الوطنية، الدينية، الوصفية، وكان دائماً الصدق في تعبيره الفني هو سر نجاحه سواء في التمثيل أو الغناء، فكما يقال "كان بيغني ويمثل من قبله".
اتجاهه الجديد في الغناء
نفع عبدالحليم ذكاءه الحاد لأنه كان يخطط لنفسه أن يكون له أسلوب متميز على الرغم من أنه خرج وسط عمالقة الغناء، إلا أنه سحب منهم الجمهور بعد أن غنى "صافيني مرة" و"على قد الشوق"؛ حيث ألتف حوله الشباب وعشقوا أغانيه، إلا أنه تم مهاجمته في ذلك الوقت، وعندما أدى اختبار الإذاعة كانوا لا يريدوا نجاحه باعتبار أنه يغني غربي، لكنه قدم تجربة ناجحة ولوناً جديداً في الغناء لم يخرج كثيرا عن الموسيقى العربية، وذلك في أسلوب غناءه نفسه، فمن لحن له أفضل أغانيه هم الموجي والطويل، والموجي كان يتعلم في قصائد عبدالوهاب وأم كلثوم ومتمرس في الموسيقى العربية. كما كانت موهبة عبدالحليم عالية جداً من الناحية الموسيقية، لكنه كان مريضاً من الناحية الصحية قبل وفاته بفترة طويلة، وكان ذلك يعوقه عن الانطلاق، لكنه عوض ذلك في التفكير باختيار كلمات جيدة، وارتباطه بالجانب الوطني حيث أن أغانية الوطنية غطت على أغلب أعماله، وهذا على الرغم من تعلق الجمهور بأغانيه الرومانسية.
مرحلة التدريس
بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى المسرحية، عمل بالتدريس في وزارة التعليم، وكان يسافر إلى طنطا كل يوم لأنه يعمل مدرس في الصباح وعازف في الليل، فصحته أرهقت جداً؛ لذلك ساعده كمال الطويل في العمل بأوركسترا الإذاعة لأنه كان مساعد لمدير الموسيقى في الإذاعة وقتها، وتوسط له أحد الأشخاص كي يقوم وزير التربية والتعليم أحمد نجيب هاشم برفده من الوزارة لأنه كان ممنوع رفد من يعمل بالتدريس وقتها، وعندما قابل هاشم بعد ذلك عبدالحليم في إحدى الفيلات بروما مازحه وقال له "شوفت بأة أما رفدتك نفعتك أزاي". وساعده التحاق عبدالحليم بالأوركسترا على تحسن حالته المادية والصحية والتفكير في اقتحام عالم الغناء".
قالوا عنه
واصل د. زين: "تمسك عبدالحليم حافظ بفرقته لدرجة أنه كان يرفض أن يغني من دونها، وكانت فرقته تتكون من زملاءه في المعهد العالي للموسيقى المسرحية. حكا لي "أحمد فؤاد حسن" في حديث مسجل، أن أحد شركات الأسطوانات في بداية حياة عبدالحليم الفنية عرضت عليه أن تسجل له أسطوانة، وكانت فرصة لا تعوض، لكنهم طلبوا منه أن يغني مع فرقة موسيقية كبيرة ضمن الشركة، فرفض، وكاد العقد أن يفسخ، ثم تركوه يسجل على مسئوليته، ونجحوا وسميت الفرقة بعد ذلك بالفرقة "الماسية" وكانوا متمسكين جدا كأصدقاء مع الشعراء. وعندما وجد الموجي عبدالحليم قال أنه وجد نفسه في صوته؛ لأنه كان يرغب في أن يكون مثل محمد عبدالوهاب يغني ويلحن، لكنه عندما ظهر عبد الحليم صرف نظر عن الغناء كمحترف لكنه كان يغني قليلا.
كما حكى لي أحمد شفيق كامل – صاحب كلمات أغنية ذكريات - على الهواء في برنامج "صوت العرب" منذ عده سنوات، أنه كان بطل أغنية "ذكريات" التي قام بتلحينها محمد عبدالوهاب؛ حيث أنه الشاب الذي مر بواقعة "طيرتهم وطيرتنا" وكان أحد أفراد العراك الذي ذهب إلى القسم.
أتذكر في تسجيل لي مع محمد رشدي حكا أنه كان ذات مرة مع عبدالحليم في معهد "فؤاد" وذهبوا لأحد الأكشاك أمام المعهد ليشربوا "حاجة ساقعة"، وكانت تذاع إحدى الأغاني في الراديو فقال رشدي لعبد الحليم "تعرف أن الأغنية دي تشبة أغنية لك"، فتعصب عبدالحليم قائلا: "لا يا أستاذ أنا أسلوب ولا أقلد أحد"، وهذه الواقعة توضح أن عبدالحليم كان ينفذ خط رسمه له كموسيقي محترف ويعرف ما يقوم به، فعبدالحليم لم يكن مجرد مطرب، بل موسيقي على أعلى مستوى، اختار بدقه كلمات أغانيه ومن يلحنون ويوزعون له، لكن الفنانين حاليا يريدوا الكسب السريع بأقل جهد ممكن، أما عبدالحليم فكان يعيش في عمله ليل ونهار.
شخصيته وكرمه
في اللقاء الذي أجريته مع الفنان محمد رشدي قال عنه أنه كان إنسان ومحترم وأخ وصديق، وكان يأخذه معه دائما إلى المغرب لأنه لديه أطفال ويشتري لأولاده الهدايا، فكانت إنسانيته عالية جدا ومراعاته لزملائه.
هذا الجيل من نجوم الغناء والتمثيل لم يتكرر لسبب بسيط، هو أنهم وهبوا حياتهم للفن، وعبد الحليم حافظ كان صادقا في كل أعماله معبرا من أعماقه عن كل كلمة يغنيها؛ ولذلك يعيش اليوم بيننا على الرغم من أنه توفي في 30 مارس عام 1977، ومازال مع أم كلثوم أكثر المطربين الموجودين على الساحة، وفي ثورة 25 يناير لم يجد الشباب سوى أغاني "صورة" و"يا حبيبتي يا مصر"... لتعبر عنهم، أي الأعمال الفنية التي أنتجت بإخلاص في عصر كانوا كل الفنانين فيه مخلصين، سواء في الغناء، أو السينما، أو الفنون التشكيلية وفي كل الاتجاهات".
أعماله
16 شخصية لعبها العندليب في الأفلام التي قدمها على مدار تاريخه الفني في التمثيل وأمتعت جمهوره، ظهر في جميعها كشاب اختلفت أدواره وتنوعت من شخصية إلى أخرى، إلى جانب ظهوره كضيف شرف في الفيلمين "إسماعيل يس بوليس حربي"، و"قاضي الغرام".
"يحيى": الشاب الصالح الذي يحب سامية في فيلم "أيام وليالي" (1955)، وينافسه في هذا الحب "فتحي" ابن زوج والدته المستهتر الذي تربى معه في نفس المنزل. تتصاعد الأحداث ويقتل "فتحي" أحد الأشخاص عن طريق الخطأ في حادث سير حينما كان يستقل سيارته، ويتهم فيه صديق "يحيى" الذي رأى الحادث بعينيه، ويضطر "يحيى" التضحية والإبلاغ عن نفسه بأنه مرتكب الحادث حتى لا يغضب زوج والدته، ويرضي ضميره فلا يدخل صديقه السجن ظلما.
"علي": شاب فقير يسكن مع اثنين من أصدقاءه في فيلم "أيامنا الحلوة" (1955)، ويحبون جميعاً فتاة فقيرة ويكتشفوا أنها مريضة ولابد من إجراء عملية لها تتكلف الكثير من المال، فيساعدونها جميعا، ويضحي علي بحبه من أجل حب الفتاة لصديقه.
"جلال": شاب يتبناه الموسيقار الكبير "جلال" ويتعلم على يده الغناء في فيلم "لحن الوفاء" (1955)، يحب "سهير" المطربة الصغيرة التي يحبها جلال ويظن أنها ستعوضه عن خيانة زوجته له، ثم يكتشف حبها لجلال.
"أحمد ممتاز": موظف بسيط في شركة بفيلم "ليالي الحب" (1955)، اخترع نوعا من القماش لا يحترق عرضه على رئيسه المباشر في العمل، الذي عرضه بدوره على من هو أعلى منه حتى وصل إلى رئيس الشركة، وينسبه كل منهم إلى نفسه، ويذهب أحمد للقاء رئيس الشركة في بيته مع زميله، ويصادف وجود حفل تنكري، يتعرف على ابنة رئيس الشركة معتقداً أنها الخادمة، يتحابان، وتتصور أنه المليونير لتشابه اسمه مع مليونير بنفس الاسم "أحمد ممتاز"، ويظهر المليونير الحقيقي الذي يتقدم لخطبة الفتاة، ويكتشف والدها الحقيقة، ويحاول أحمد أن يثبت له أنه صاحب الاختراع، وعندما يعلم الحقيقة يوافق على زواجه من ابنته.
"سمير": شاب مستهتر يتعرف على صحفية يحاول الاقتراب منها في فيلم "موعد غرام" (1956)، فتلقنه درس، ويحبها بصدق، وبعد أن تبادله نفس المشاعر تبتعد عنه بعد أن تصاب بالشلل، وتثير غيرته بشاب آخر كان يريد خطبتها حتى يبتعد عنها، لكن هذا الشاب يحكي لسمير عن إصابتها ويعود لها.
"محمود فتحي": شاب فقير يعمل كهربائيًّا ويهوى الموسيقى والتلحين في فيلم "دليلة" (1956)، تسكن معه في نفس المنزل فتاة يتيمة تحبه ويبادلها الحب، ويتجه في تلحينه نحو التجديد والذي لا يقابل بالاستجابة ، يكتشف أن حبيبته مريضة بالسل وأن علاجها يحتاج إلى مبلغ كبير لذلك يوافق أن يغني بأسلوب لا يرضى عنه لتدبير المبلغ ، وتقرر الفتاة أن تضحي بنفسها فتنتحر لتحرره من هذا الوضع ولكي يعيش فنه الراقي . ويستولي عليه اليأس، ثم تلح عليه سيدة ثرية تشبه حبيبته بشدة كي يستأنف مشواره الفني الراقي.
"خالد": شاب يتعرف على شقيقتين مختلفة كل منهما عن الأخرى في فيلم "بنات اليوم" (1956)، يحب في البداية "ليلى" التي تحلم بالحرية والانطلاق دون حدود هي وصديقتها، على عكس أختها مثال الأدب والأخلاق والتي كانت معجبة ب"خالد" منذ البداية، وعندما يتقرب "خالد" من "سلوى" شقيقتها يشعر أنه يحبها، في الوقت الذي يحكي له صديقه أنه يحبها، لكن "خالد" و"سلوى" ينتصرا في النهاية لحبهما.
"صلاح": طالب في كلية التجارة، يعيش أحلى أيام حياته مع حبه الأول "سميحة" في فيلم "الوسادة الخالية" (1957)، ويتقدم شاب آخر للزواج من "سميحة" ويضغط عليها أهلها حتى توافق، ويظل "صلاح" أثيرا لهذا الحب ويرى وجه سميحة على "الوسادة"، ثم يتزوج، ويبقى في صراع مع نفسه بين حياته مع زوجته وحبه القديم، وخصوصا أنه يصادق زوجها ويخرج الأسرتان مع بعضهما البعض، لكن "صلاح" ينتصر في النهاية على نفسه ويتقبل مشيئة الله ويحب زوجته ويراها على "الوسادة".
"عادل": شاب مستهتر في فيلم "فتى أحلامي" (1957) ترك له والده عمارة كبيرة يصرف إيجارها شهريا في "البار"، وصديقه "نوفل السرياقوسى" وكيل دائرة "رضوان بك" الثري، والذي يصرف أمواله هو الآخر في "البار"، ويزور "عادل" عمه الثري الذي يغضب منه، ويرى لأول مرة ابنته "سهام"، التي تزور "عادل" في منزله وتتعرف على "نوفل" الذي يحبها، وتظن أن صوته جميل والذي سمعته يشدو به دون ان تراه، ويخاف "نوفل" من أن يقول لها الحقيقة فتتركه، ويساعده "عادل" في ذلك، ويحب ابنه صاحب العزبة، وفي النهاية ترضى كل فتاة بالواقع وتتزوج من حبيبها.
"عبدالمنعم صبري": موسيقي مغمور من شارع محمد على في فيلم "شارع الحب" (1958)، يكتشفه صديق والده الموسيقار الغامض الذي يعلمه أصول الموسيقى، ويعمل عبدالمنعم كمدرس موسيقى بأحد النوادي، ويضطر إلى وضع ذقن وشارب صناعيين حتى يبدو كرجل كبير لأن هذا أحد شروط النادي، وتتراهن الفتاتين "كريمة" و"ميرفت" على أن يعلقا المدرس بهما ويقنعوه بقص لحيته، وبعد أن يحب "عبدالمنعم"، "كريمة"، يكتشف الرهان بعد أن تحبه هي الأخرى، وتحاول زميلتها أن تفسد أهم يوم بحياة "عبدالمنعم" وهو غناءه أمام الجمهور وتقوم بتخضير "المايسترو" الذي يتولى قيادة الأوركسترا حتى يفشل في الغناء، لكن صديق والده يلحق به ويكتشف الجميع أنه موسيقار كبير قتل زوجته الخائنة وهرب منذ أكثر من عشرين عاما، وتموت القضية، ويعود "عبدالمنعم" لحبيبته.
"أحمد سامي": مدرس موسيقي بأحد المدارس الصغيرة في فيلم "حكاية حب" (1959)، يتكفل بعائلته المكونة من أمه الكفيفة وأخيه الصغير، وله صديق يؤمن بموهبته كمطرب، ويحاول أن يوجهه تجاه الفن، ويشاهد "أحمد" امرأة جميلة طيبة في أول حفلة خاصة يغني بها؛ حيث تتعاطف معه بعدما يسخر منه الناس ويمنعوه من الغناء، فتذهب خلفه لتستمع للأغنية التي كان سيغنيها، وتبادله نفس مشاعره، ويترك "أحمد" التدريس ويصبح مطربا كبيرا من خلال برنامج إذاعي، ثم يمرض ويعالجه خال حبيبته ويعلم أنه سيموت فيحاول منع زواجهما، لكنه يسافر للعلاج وتقف حبيبته جواره، ويشفى "أحمد" من المرض ويعود لحبيبته.
"محمد": الشاب الرومانسي الخجول في إحدى الأجزاء الثلاثة لفيلم "البنات والصيف" (1960)، يحب جارته بشده ولكنها تراه غير مناسب لها لخجله، وكونه لا يستطيع التعبير عن حبه مثل الشباب، فتقع في حب شاب لاهي يخدعها ويحاول الاعتداء عليها، لكن "محمد" حبيبها يستطيع أنقذاها فتحبه وتقتنع به .
"صلاح": الصحفي الذي يكلفه رئيس التحرير في فيلم "يوم من عمري" (1961)، مع صديقه المصور بتغطية وصول "نادية" ابنة مليونير من سويسرا بعد غياب طويل، وتهرب "نادية" لأن زوجة أبيها تود تزويجها من شقيقها، في الوقت الذي يتأخر فيه "صلاح" عن الوصول للمطار، ويقابل "نادية" ويحبها ويصطحبها لمنزله ثم يعلم أنها ابنه المليونير، ويذهب صديقه بصورها مع "صلاح" لرئيس التحرير حتى لا يطرده هو وزميله، لكن "صلاح" في النهاية يسرق الصور حتى لا يفضح والد حبيبته، الذي يوافق على زواج ابنته منه بعد إرجاع الصور له.
"حسين": طالب بكلية الهندسة يحب زميلته وجارته في فيلم "الخطايا" (1962)، ويرفض والده أن يتزوج منها، وعندما يسأله عن السبب يكتشف أنه ليست ابنه وأنه لقيط ويريد الوالد أن يزوج ابنه "أحمد" من الفتاة وهو لا يحبها، لكن والدته تكشف له أنها لم يكن لقيطا وأنه ابنها أنجبته من خطيئة، فيسامحها ابنها ولا يفضحها، وتعود له حبيبته.
"إبراهيم": ممثل مغمور في فيلم "معبودة الجماهير" (1967)، يحب النجمة المشهورة "سهير" في الخفاء، ويفاجئ أنها تلاحظ ذلك وتبادله نفس الشعور، لكن مدير الفرقة الذي يحب سهير يفرق بينهما، ويرسل امرأة إلى "سهير" في ليله زفافها على "إبراهيم" لتقول لها أنها زوجته ولديها منه أطفال، فتجرح النجمة "إبراهيم" أمام الناس؛ فيقرر أن يبتعد عن التمثيل ويمارس الغناء ويحقق نجومية كبيرة، ويخفت نجم "سهير" بسبب حالتها النفسية السيئة، وبعد أن تعلم الحقيقة تقولها لحبيبها "إبراهيم" الذي يسامحها ويعود لها.
"عادل": طالب يتشاجر مع "آمال" حبيبته وزميلته في الجامعة، فيسافر إلى الإسكندرية ويتعرف على الراقصة "فردوس"، ثم يترك عائلته ويقيم بشقتها، فيبحث عنه والده ويجده، ويقع في حب "فردوس" هو الآخر، وعندما يكتشف "عادل" يحاول أن يخلص والده من "فردوس"، ويعود لحبيبته "آمال"، وذلك في آخر فيلم قدمه الفنان القدير عبدالحليم حافظ وهو "أبي فوق الشجرة" (1969). والفنان عبدالحليم حافظ الذي ولد في 21 يونيو عام 1929، وتوفي في 30 مارس عام 1977، برأي النقاد يعد المطرب الوحيد الذي حقق نجاحاً باهراً في مجال التمثيل بجانب الغناء، ومن بعده يأتي باقي النجوم اللذين جمعوا بين التمثيل والغناء.
حواراته
أكد الفنان عبد الحليم حافظ في حوار تليفزيوني له مع الفنانة نيللي والفنان سمير صبري أنه لا يؤمن بقراءة الفنجان، كما أنه لا يؤمن بالحسد.
وأكد أن مستوى كلمات الأغنية أنخفض إلى حد ما خلال السنوات الأخيرة التي عاشها (1929 – 1977)، لكن ليس هذا هو السبب الذي يجعله يلجأ إلى الشعر في اختيار كلمات أغانية؛ حيث أنه يختار ما هو جميل سواء في الشعر أو العامية.
وقال عبدالحليم أنه بعد الانتهاء من أي حفلة غنى بها لم يذهب على الفور إلى منزله؛ وذلك بسبب خوفه من الاستماع إلى أغنيته الجديدة، لكنه يسمعها في أوقات لاحقة، ويترك الناس في البداية يقولون له رأيهم، وبعد فترة يستمع إلى الأغنية ويشعر بالحقيقة، ويعرف من كان يجامله ومن قال له الصدق.
وأكد في حوار آخر له هذا الخوف قائلاً: "كنت بترعش ولم أنام قبل حفل "قارئة الفنجان" بيومين، وكأني بغني لأول مرة، وعندي حاجات حتى الآن لم تخرج، ولم اسميها، ولحين أن تخرج أشعر أنني لم أفعل شيء".
وأشار عبد الحليم إلى أن هناك مقاطع كثيرة في أغانيه تعبر عنه، إحداهم: "دورك أن تمضي أبدا في بحر الحب بغير طلوع.. وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع".
وأوضح عبد الحليم في نفس الحوار أن فيلم "حكاية حب" به جزء من حياته الشخصية، لكنه مثلا لم يرى والده قط، فهي توفيت في ولادته".
حياته الشخصية
وحكى عبدالحليم عن حياته الشخصية وقال: "بغني وأنا صغير، وأخي إسماعيل كان يغني، ومحمد أيضا وعليه صوتهم جيد، لكن البنات في البلد مابيغنوش فيها قطع رقاب. وعندما حصلت على الإبتدائية قلت لهم أنني أريد أن أدرس موسيقى، فأتيت لمعهد الموسيقى العربية ودرست "أصوات"، وعندما انتقلت للمعهد العالي قلت أريد أن أتعلم آلات، علشان لما أوجه الفرقة أكون عارف في الموسيقى، ودرست "الأوبوا" وكنت الأول على دفعتي، وكنت سأرسل في بعثة لكن واحد تاني سفروه غيري بالواسطة وكان بعدي بخمسة أو ستة، وأشتغلت مدرس موسيقى في طنطا والمحلة والزقازيق، ووجدت أني مش قادر على الروتين، ود. نجيب هاشم كان وزير المعارف أيامها وكنت تأخرت في الوصول للمدرسة، فقال "ليه أتأخرت؟"، فقلت له مش قادر على الروتين، فقال لي "خلاص نرفدك"، فقلت له "طيب" ، وانتقلت لأوركسترا الإذاعة والتليفزيون" وبعدها للغناء".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.