بغداد : كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية الأحد عن وجود ضغوط تمارسها عدة دول عربية على رأسها العراق لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة من الجامعة العربية والمجتمع الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت هذه المصادر إن العراقيين يضغطون من أجل مزيد من الوقت وكذا الابتعاد عن فكرة تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر طلبت عدم تعريفها إن مواقف غير حاسمة لبعض الدول تعرقل الحل وتعقد الموقف، مضيفا أن دخول العراق على الخط يأتي في محاولة أخيرة من جانب النظام السوري وحليفته إيران للإفلات من العقوبات العربية والدولية وللحيلولة دون تدويل ملف الأزمة السورية، أو تحويله إلى مجلس الأمن، خاصة بعد أن التقت أطراف من المعارضة السورية مع مسؤولين بالولايات المتحدة وأوروبا في الأسبوعين الأخيرين، تمهيدا لعرض الملف السوري على الأممالمتحدة.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التقى أمس وفدا عراقيا برئاسة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، حيث أطلعه الوفد على نتائج الوساطة التي يقوم بها عبر المبادرة العراقية مع الحكومة السورية وأطراف من المعارضة لحل الأزمة السورية.
وأوضح فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي ل"الشرق الأوسط" بشأن نتائج مباحثاته في دمشق والجامعة العربية، أن سوريا أبدت موافقتها على الحل العربي والتوقيع على البروتوكول وتوقع أن يقوم بتوقيعه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر جامعة الدول العربية اليوم الاثنين.
وقال: "لقد ناقشت مع الدكتور العربي تفاصيل المبادرة العراقية وهو ما طرحته على الإخوة في دمشق". وأضاف أن "العراق قدم المبادرة إلى الجامعة كي يقوم بتبنيها كجزء من الحل العربي". وأضاف أن "مبادرة الجامعة تتحدث أكثر عن حماية المدنيين، أما المبادرة العراقية فهي تتضمن تفاصيل للحل الدائم، والذي يؤدي إلى تجنب سوريا التدخل الخارجي والاقتتال الطائفي."
وحول مضمون المبادرة العراقية قال الفياض إنها تتحدث عن حوار بين الحكومة والمعارضة والدخول في مرحلة انتقالية تؤدي إلى الإصلاحات المطلوبة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وأن تكون كل الحلول من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع ومن ثم شراكة حقيقية بين كل القوى السورية.
وأضاف: "لقد اتفقنا على زيارة سيقوم بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى سوريا ثم الجامعة العربية لنقل تفاصيل المبادرة العراقية التي تستهدف الحل الدائم للأزمة السورية وتحقيق الاستقرار".
وردا على سؤال عما إذا كان الوزير هوشيار سوف يعرض الطرح العراقي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأربعاء المقبل، قال: "إذا قامت سوريا بالتوقيع الاثنين اليوم سوف يتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب ويحل مكانه انتقال وفد الجامعة إلى سوريا تمهيدا لتنفيذ إجراءات البروتوكول، وبعد ذلك ننتقل إلى تنفيذ تفاصيل المبادرة العراقية التي ستكون جزءا من الحل العربي ومبادرة عربية كذلك لأن العراق يقدمه للجامعة العربية لأننا نرغب بألا يكون الحل خارج الخيمة العربية".