أكد أستاذ العلوم السياسية معتز عبدالفتاح أن زيارة المستشار الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر تأتي في إطار سلسلة الزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين إلى القاهرة خلال الآونة الأخيرة. ووصف عبدالفتاح في حوار مع برنامج "هنا العاصمة" المذاع على شاشة "سي بي سي" زيارات كبار الشخصيات إلى مصر ب"الهجمة الدبلوماسية" على مصر التي تحاول أن تحول العلاقات إلى مرحلة "الحلفاء" معتبراً إلى أن هذا الحراك يوجه ضربات قاتلة لمنتقدي نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي والداعين إلى عودة محمد مرسي للحكم. وشدد أستاذ العلوم السياسية على أهمية دولة ألمانيا باعتبارها قاطرة "الاتحاد الأوروبي" معرباً عن استغرابه من تصريحات أنجيلا ميركل الداعمة لمصر بعد أزمة "أقباط العريش" على الرغم من أنهم كانوا يستخدمون قضية المسيحيين دائماً لاستهداف القاهرة. وأشار معتز عبدالفتاح إلى أن علاقة مصر الجيدة بفرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا هي التي دفعت ألمانيا لتغيير مواقفها المتشددة تجاه مصر حتى لا تصبح هي الوحيدة التي تغرد خارج السرب. وأضاف عبدالفتاح: "أعتقد أن اقتراب الإرهاب من ألمانيا هو ما جعل ميركل تفهم سبب الإجراءات التي تتخذها حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه المتشددين". وأعرب عن اعتقاده بأن اجتماع السيسي مع ميركل سوف يتطرق لجميع الملفات دون أن يكون هناك وصاية خارجية والتي كانت تحدث بشكل مستمر في المرحلة الانتقالية ما بعد ثورة 25 يناير حيث كان هناك اتصالات رسمية يومية للمسؤولين لحثهم على اتخاذ قرارات معينة. وتابع عبدالفتاح أن مشروع طالجمعيات الأهلية" التي اعترضت عليه ألمانيا سوف يتصدر مباحثات السيسي وميركل معتقداً أن هذا الأمر طبيعي لأن الدول الأوروبية والأجنبية يهتمون بالعمل المدني بجانب العمل السياسي. وكشف عبدالفتاح عن أن 5 ملايين لاجئ يتواجدون في مصر وبالتالي من غير المنطقي أن تقوم ألمانيا أو أي دولة أخرى أن تدعو القاهرة لاستقبال لاجئين إضافيين داعياً الرئيس السيسي بالطلب من ميركل مساعدات مادية حتى يتم دعم هؤلاء اللاجئين. وعن محطات الكهرباء الألمانية في مصر والذي سوف يتم افتتاحها خلال زيارة ميركل أكد أستاذ العلوم السياسية أن برلين تقدم عديد من التسهيلات المالية للقاهرة بالإضافة إلى مساعدتها في التدريب والتشغيل. وناشد معتز عبدالفتاح النظام المصري بالشراكة الكاملة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي قائلاً: "هذا الاتحاد أفيد لنا بكثير من العلاقة مع الولاياتالمتحدة المتقلبة والتي تمثل دولة واحدة حتى لو كانت القوى العظمى". وبخصوص الملف السوري لفت عبدالفتاح إلى أن مصر وألمانيا لا يملكان التحكم في اللعبة بل الولاياتالمتحدة وروسيا وإذا ما قررا إنهاءها سوف تنتهي".