رحل عن عالمنا، الناقد الفني نبيل راغب، عن عمر يناهز 77 عامًا. يذكر أن راغب (1940 – 2017) له عدة مؤلفات تتنوع بين النقد الفني والإبداع من بينها "غسيل المخ"، "النقد الفني"، ومن أشهر كتاباته، التي تحولت إلى أعمال سينمائية "غرام الأفاعي"، و"جبروت امرأة". نبيل راغب هو ناقد وكاتب ومفكر وأديب مصرى من مواليد طنطا عام 1940، حصل على ليسانس الآداب من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الأدب الإنجليزى وشهادة الدكتوراه من جامعتى القاهرة ولانكستر بإنجلترا. عمل كأستاذ ورئيس لقسم النقد الفنى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون بالهرم ثم عميدا للمعهد لثلاث فترات متتالية، كما عمل كمستشار لوزير الثقافة فى مصر من عام 1969 إلى 1973، بعد ذلك عمل كمستشار للرئيس الراحل محمد أنور السادات من 1975 إلى 1981. يقول الراحل: إن معركة العرب الحقيقية ليست مع الآخر، ولكنها أولاً وقبل أي شيء آخر، مع الغيبوبة العقلية التي تجعل المنطقة العربية سفينة بلا دفة ولا بوصلة، إنها معركة مصيرية مع العدو الخبيث المراوغ القابع في أعماقنا، مع العقل الذي فقد الإتجاه والرؤية والمنطق، وقادنا إلى السراب والوهم والضياع، فأصبحنا في عيون العالم مجرد مخلوقات غريبة تسير على غير هدى، تتراوح صرخاتها بين جنون الإضطهاد وجنون العظمة. إنها معركة لابد أن نخوضها لتحرير العقل العربي من سجنه المعتم الخانق، وتؤسس لأجهزة التربية والتعليم دورها التنويري و الحضاري المنشود، و تعيد للفكر والفن و السياسة و الإقتصاد و الإجتماع و الإعلام و غيرها من مجالات الحياة المعاصرة أدواراً ومسئوليات أصبحت ضائعة، ومتميعة، ومبعثرة، وشائهة، بحيث صرفت نظر الدارسين أو المحللين العرب عن أن يبلوروا ملامحها الهلامية يأساً من صعوبة المهمة التي تبدو مستحيلة في حالات كثيرة. ومع ذلك فهي معركة لا مفر منها لأنه بدونها لن يستعيد العقل العربي منطقه الغائب المغيب. و عن مظاهر الغيبوبة العربية يقول : تتجلى الغيبوبة العقلية العربية في أن معظم الدول العربية تصر على توجيه قدرات الطالب التعليمية للداراسات والتخصصات المهنية في المدارس الثانوية والكليات الجامعية والمعاهد العليا بناء على المجموع الكلي للشهادات العامة. و هذا أسلوب متخلف و ضيق الأفق و غير تربوي إذ أثبتت الأبحاث العلمية فشله وعجزه عن تحديد مسارات التفوق التي يمكن أن تصل إلى مستوى العبقرية، وذلك بالإضافة إلى تسببه في تبديد عائد تكلفة العملية التعليمية التي تعد عملية استثمارية قومية وحضارية من الطراز الأول، وليست مجرد حشو العقول بمعارف ومعلومات قد تكون منفصلة تماماً عن الوظيفة التي يؤيدها حاملها في حياته العملية. ذلك أن المواهب والميول هي المؤشرات التي تحدد للفرد طبيعة المجالات العامة والخاصة التي يحبها والتي قد تكون خافية عليه شخصياً نتيجة للضغوط الإجتماعية التي تشوش عقله وفكره، خاصة عندما تصل الغيبوبة العقلية قيمتها بربط الشهادة العلمية أو الجامعية بالطبقة الإجتماعية التي يحلم صاحبها بالإنتماء إليها، أي أنها في حقيقتها شهادة جدارة إجتماعية أكثر منها شهادة جدارة علمية.