طهران : أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن بلاده لا تحتاج إلى مشاركة فرنسا في المحادثات الجارية في فيينا والتي تستأنف الجولة الثانية منها اليوم الثلاثاء ، أملا في التوصل إلى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم في الخارج لأغراض سلمية، وهي مرحلة تعتبر اختباراً حاسماً في سبيل انهاء الأزمة. وقال متكي في مؤتمر صحفي: " إيران لن تتخلى أبدا عن حقها المشروع في امتلاك التكنولوجيا النووية ، وقد أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أننا بحاجة للوقود من اجل مفاعل الأبحاث في طهران". وقال متكي "الوكالة اتصلت ببعض الدول ووافقت الولاياتالمتحدةوروسيا على المشاركة في المباحثات لتأمين الوقود ، وستتم المباحثات معهما بحضور الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع: " إيران بحاجة إلى كمية صغيرة من الوقود، "وبالتالي لسنا بحاجة لمشاركة العديد من الدول. ولا داعي لحضور فرنسا" . إلا أن قناة "العالم" الإيرانية قد نقلت عن مصدر مطلع قريب من فريق المفاوضات الإيراني في فيينا قوله إن فرنسا لم تنفذ التزاماتها السابقة حول التعاون النووي مع إيران. وقال المصدر إن فرنسا عرقلت المفاوضات بين إيران والوكالة في الماضي، مضيفا أن طهران لن تجري مفاوضات مباشرة مع باريس. يشار إلى أن فرنسا شاركت مع روسياوالولاياتالمتحدة في المباحثات التي بدأت أمس الاثنين في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وانطلقت المفاوضات في جلسات مغلقة أمس بين سفراء الدول الأربع في الوكالة التابعة للأمم المتحدة بحضور خبراء ، وسط توقعات بأن تستمر يومين. وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات "لقد كان لنا اجتماع بناء إلى حد ما وشهدنا بداية جيدة، حيث تمت مناقشة غالبية المسائل التقنية". ومن جانبه ، وصف اين كيلي المتحدث باسم الخارجية الامريكية اجتماع الاثنين في فيينا بشأن اتفاق تخصيب اليورانيوم الايراني بأنه "بداية جيدة" ، مضيفًا "لكن لايزال يلزمنا كثير من العمل حول تفاصيل تطبيق الاتفاق". وبموجب الاتفاق تستلم إيران شحنات اليورانيوم المخصب بنسبة 75،19% الى ايران في غضون عام، لاستخدامها في مفاعل الابحاث في طهران الذي أوشك وقوده على النفاد. في المقابل، تريد باريس وموسكو وواشنطن أن تسلم ايران قبل انقضاء العام الجاري 1200 من اصل 1500 كلج من اليورانيوم الذي خصبته بنسبة اقل من 5% في موقع نطنز على الرغم من عقوبات مجلس الامن الدولي. ويعالج هذا اليورانيوم في روسيا لانتاج اليورانيوم المعاد تخصيبه الذي تطلبه طهران ، بعدئذ يعاد تصنيع اليورانيوم تقنيا في فرنسا لانتاج اربع وحدات وقود تسلم الى طهران. ويؤكد خبراء انه عندما تقوم إيران بتسليم 1200 كلج من اليورانيوم ضعيف التخصيب، لن يبقى لديها مخزون كاف لتصنيع قنبلة نووية. فتلك المرحلة تتطلب تخصيبا بنسبة 90%، وهي تكنولوجيا لا تملكها طهران . وتشكل كمية اليورانيوم، والاطار القانوني، وتمويل العملية صلب المفاوضات التي تفتتح اليوم في فيينا وقد تستغرق يومين او ثلاثة ايام بحسب مقربين من الملف. وكان علي شيرزاديان، الناطق باسم مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية قال أمس الاثنين إن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم في حال فشلت المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولاياتالمتحدةوفرنساوروسيا في فيينا يوم الاثنين. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية عن شيرزاديان قوله: "اذا لم تتمخض المفاوضات عن النتيجة التي ترغب بها ايران، سنواصل عمليات تخصيب اليورانيوم بأنفسنا".