وهي المساجد التي يسيطر عليها أعضاء جماعة الإخوان ويمارسون الدعوة من خلالها وطرح أدبياتهم .فإلى ماذا يدعو الإخوان ؟ يدعون إلى شمولية الإسلام فالإسلام أصول دين وأصول فقه وفقه مقارن ثم استقراء للواقع ثم تنزيل للأحكام الفقهية على الواقع من خلال خبراء ومتخصصين. وإذا أردت أن تعرف ما هي اختيارات الإخوان في أصول الدين فمؤسسهم الشيخ حسن البنا أشعري إلا أن الإخوان لا يلزمون أحدا بمذهب معين في الأصول فيمكنك أن تكون متمذهبا بالمذهب الماتريدي أو مذهب أهل الحديث. فإذا أردت أن تعرف ما مذهب الجماعة في الفقه فهم يقبلون الفقه على المذاهب الأربعة ولا بأس بالمذهب الظاهري لابن حزم ومذهب أهل الحديث والاختيار الملزم للجماعة في العمل يرجع إلى مكتب إرشاد الجماعة فالمكتب صاحب الاختيار بين المذاهب والقائم بالترجيح الفقهي المقارن . فإذا وصلنا إلى قراءة الواقع فالجماعة تستقرء الواقع من خلال مكتبها الإداري المنتشر في المحافظات وهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المصعدين من خلال الإلتزام بالسمع والطاعة وتلقي الثقافة المعتمدة التي تدرس لهم من خلال الأسر عبر اختيارات فقهية قد قامت بها القيادة الإخوانية من خلال مكتب الإرشاد. ومما عرضناه يتبين لك على الفور أن الإخوان جماعة من المسلمين قد ارتضت لنفسها قيادة تخصهم وتلزمهم بالاختيارات السياسية التي تعتمد في تقديرهم على اختيارات فقهية وقراءة للواقع تخالف غيرهم من المسلمين الذين لم يذهبوا مذهبهم في الترجيحات الفقهية وقراءة الواقع وبالتالي إلى الأراء السياسية المبنية على اجتهادات فقهية واستقراء للواقع . وشمولية الإسلام لا جدال فيها إنما التكلم على شمولية الإخوان وهنا الخلاف . فقد تصور أعضاء الإخوان أن شمولية الإسلام هي شمولية الإخوان فأرادوا أن يكونوا دعاة ويكونوا ساسة يعبرون عن الإسلام بالمعنى الشمولي وليس أنهم فريق من المسلمين ولقد تلبس على أتباعهم حتى أنهم تصوروا أن الخصومة مع الإخوان هي خصومة مع الإسلام والإخوان في الحقيقة لا يحملون فهما جديدا في الأصول أو الفروع أو السياسة إنما يقدمون لنا مصلحة جماعة من المسلمين تنافس على الحكم والإدارة من خلال السيطرة على أفرادها عبر التزام بالسمع والطاعة لاختيارات مكتب الإرشاد للفقه والسياسة . إن أخطر ما يقدمه لنا الإخوان هو اختزال الإسلام في جماعتهم واحتكار الحق والحقيقة من خلال إقناع أعضائهم أن تطبيق الإسلام يمر حتما من سيطرة جماعة الإخوان على البلاد والعباد. والإخوان إما أن يكونوا حاكمين أو محكومين فإن كانوا حاكمين فانظروا إلى حماس وماذا فعلت بعد الفوز بأغلبية مجلس الشعب فقد تحاكمت إلى القوة واحتجت بالآية الكريمة (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية الكريمة احتكارا للحق والحقيقة . وإذا كانوا محكومين فالسعي إلى السيطرة لا يتوقف ولم يعطوا حق السمع والطاعة إلى رئيس أو زعيم أبدا إنما حق السمع والطاعة وحق الولاية لجماعتهم ولجماعتهم فقط هؤلاء هم الإخوان وهل تسألني هل الإخوان إقصائيون أم لا ؟ وأترك لكم الإجابة والسلام عليكم .