مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر تفاصيل الجزء الثاني من حوار السيسي مع الصحف القومية
نشر في محيط يوم 17 - 01 - 2017

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن أولوياته خلال العام ونصف العام المتبقية من مدة الرئاسة هي مصر وشعبها ، في النهوض بالتعليم والصحة وتعميق الوعي وتعزيز الأمن والإرتقاء بالإقتصاد ومعيشة المواطنين.
وأشار الرئيس السيسي الى أنه سيتم اجراء تعديل وزاري وشيك على الحكومة الحالية ، مشيرا ، في الوقت نفسه ، الى أن المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء يتمتع بثقته ، وأن هذه الثقة نابعة من العمل ومن الآداء والمتابعة والتقدير للمهمة وأمانة المسئولية.
وقال الرئيس في الجزاء الثاني من الحوار الذي أجراه معه رؤساء تحرير صحف الأخبار والأهرام والجمهورية وتنشره بأعدادها الصادرة غدا الثلاثاء إن الناس تقيم الحكومة وفقاً للظروف والأسعار ، وهذا أمر غير منصف ، وأنا لا أقول هذا من أجل ايجاد مبرر ، وإنما لعظم المسئولية وصعوبة المهمة فى الظروف الراهنة ، وما يحتاج إلى تصويب سنصوبه ونحسن الأداء ، وهناك من يقول سنحسن أداءنا ، ومن يقول هذا أقصى ما عندنا ، وليست لدينا مشكلة أن يأتي غيره ويحسن الأداء ، وأنا أقدر من غيري بحكم الإحتكاك اليومي على التقييم ، صحيح أن النتائج على الأرض توضع في الإعتبار ، ليس بعلو الصوت ، وإنما بإدارة العمل وانتظامه ومتابعته.
وتحدث الرئيس عن آلية صنع القرار داخل رئاسة الجمهورية ، فقال إن داخل الرئاسة مجالس استشارية تعمل فى صمت دون جلبة
وبعيدا عن الأضواء وتقدم لي تقاريرها وتوصياتها ، وقريبا سينضم إليها مجلس جديد للشئون السياسية الداخلية والخارجية ، وهناك أيضا أجهزة الدولة كوزارة الخارجية ووزارة الدفاع وجهاز المخابرات ووزارة الداخلية ، وهي مؤسسات عريقة وقوية ، كذلك لدي مستشارون في مختلف التخصصات كالأمن القومي ومكافحة الإرهاب ، والشئون القانونية والمتابعة ومكافحة الفساد ، والشئون
العسكرية.
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددا وسائل الإعلام الى تحري الدقة في الكلمة ، مشيرا الى أن الكلمة أمانة لأنها اذا كانت صادقة تساهم في أمن واستقرار وتماسك المجتمع ، ومن ثم الى ارتقائه وتقدمه ، واذا كانت غير ذلك فإنها تجلب تداعيات سلبية ليست في صالح المجتمع والوطن.
ونبه الى أن صدر الدولة يضيق بالإعلام الذى ليس إعلاماً والذى يبتعد عن المهنية والموضوعية وينشر الإحباط ، وأضاف " فأنا مستعد أن أتقبل الإنتقاد إذا كان موضوعيا وعلى مستوى الحدث لأنني أريد أن أستفيد من الرأى الآخر".
وأكد الرئيس أنه ، وفي كل الأحوال ، لا يلجأ الى إجراءات استثنائية أو عقابية ، وطالب وسائل الإعلام بتنوير الشعب وبناء الوعي من أجل صالح وطننا الحبيب مصر الغالية وشعبها العظيم.
ونوه الى حرصه على مشاركة أبناء الشعب في أفراحه وأحزانه ومواساته والوقوف الى جانبه اذا مسه مكروه ، مشيرا الى زياراته الى الكاتدرائية المرقسية في عيد الميلاد المجيد لتهنئة أبناء الوطن بهذا العيد ، وما يتركه هذا من أثر طيب في نفوس المصريين وغير المصريين.
وأشار الى شعوره بالألم جراء حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالعباسية وسقوط عدد من أبناء مصر ضحايا وجرحى ، وقال " في اليوم التالي لجريمة التفجير ، تم القبض على الجناة وإحالتهم للمحاكمة ، أما أخذ الثأر فهو بالبناء والتعمير ، وعودة الناس للصلاة في الكنيسة في العيد ، مع كل الألم والأسى على الضحايا ، وإن الناس تعرف كل شيء وتميز بين الطيب والخبيث ، وهذا ينطبق على كل المصريين سواء الذين يعيشون فى مصر أو خارجها".
وأضاف إن الإنتهاء السريع من ترميم الكنائس التي أحرقت كان أقل شيء يمكن تقديمه بعد الضرر الذي حدث ، وكان لا بد من إكتمال الترميم في الموعد ، وأيضاً الكنيسة البطرسية كان لا بد - قبل الإحتفال بعيد الميلاد - أن يتم إعادتها الى حالها.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية الإستمرار في تجديد الخطاب الديني ، مشيرا الى أن ما تم في هذا الصدد يلقى درجة كبيرة من الرضا ، ولكنه يجب الوصول الى درجة عالية من هذا الخطاب.
وأضاف " دائما أكون متعشما لما هو أكثر ، وأملي أن أصل للحد الأقصى ، لكننا حركنا مياها راكدة لم يكن أحد يقترب منها ، والمهم كيف يتعامل رجال الدين والرأي العام كله مع هذه القضية ، والحقيقة هناك تغير حقيقي في قلوب وعقول الناس ، فالناس لا تأخذ الأمور على إطلاقها ، وأصبح هناك تدبر لفهم الدين أكثر من الأول ، لذا أقول إنه سيخرج من مصر نور حقيقي للمواطنة واحترام عقائد الآخرين وعدم الإساءة للديانات الأخري ، وذهاب رئيس الدولة لتهنئة أهله في احتفالهم له تأثير كبير في هذا الإتجاه".
وتابع " إن مؤسسات الدولة الدينية تعمل في قضية الخطاب الديني ، ومن يريد أن يعرف يذهب إلى شيخ الأزهر ويسأل ، ويسمع من المؤسسات الدينية ، وينقل ذلك للناس".
وانتقل الحوار الى قضية الإرهاب التي هي ظاهرة دولية تطال جميع الدول والمجتمعات ، فأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددا على ضرورة تعاون المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ، وقال إن الحرب على الإرهاب فى مصر أو في المنطقة هي حرب ضروس لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد ، فالحرب النظامية لها وسائل محددة ، لكن الإرهاب غير معروف مكانه ولا توقيته ووسائله غير محددة.
وأضاف " نحن نسجل نجاحات في الحرب على الإرهاب ، ونطور من مواجهتنا للإرهابيين ونغير منها بتغير أساليب جماعات الإرهاب ، لكن حجم ما هو موجود الآن لا يقارن بما كان موجوداً منذ عامين ونصف ، كانت أعداد الارهابيين بالآلاف ، وكانت لديهم بنية أساسية من مخازن سلاح وذخيرة وملاجئ وأشياء كثيرة لا يعرفها أحد ، وقمنا بتدميرها ، وحرصنا ألا نثير فزع المصريين أكثر مما يجب".
وأكد الرئيس السيسي أن الأمن القومي العربي في حالة انكشاف أدى إلى فراغ كبير أغرى منظمات متطرفة بالسعي لملء الفراغ ، هي وقوى إقليمية فى المنطقة ، ولذا كان لا بد أن تتلاءم جهودنا وتتوازى مع هذا التحدي لملء الفراغ وتحقيق
توازن القوي.
وقال إنه لذلك كان لابد من مواصلة تحديث تسليح الجيش المصري وتدشين مصر للأسطول الجنوبي ، وهو معني بالأمن القومي المصري بالبحر الأحمر بدءاً من باب المندب حتي شمال بورسعيد.
وأضاف أن الجيش المصري له مهام مقدسة هي حماية الوطن ضد أي عدوان وهو ليس موجها ضد أي دولة ، وتابع " أقول : إطمئنوا على قواتنا المسلحة وتجهيزنا لجيش هدفه تأمين أراضينا وحماية الأمن القومي العربي ، وأبدا ليس موجها ضد أحد ، فنحن لدينا ثوابت قوامها أننا لا نهدد أحدا ، وليست لدينا تطلعات ولا ننجرف إلى مغامرات".
وتطرق الحوار الى اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير ، فقال الرئيس السيسي إن الثورة مثلما كانت لها مكاسب كانت لها تحديات ، ولا بد أن نقبل الإثنين معا ، لقد حصلنا كشعب على مكاسب ونستفيد بها ، أقلها ، أن الرئيس لا يستطيع أن يجلس فى منصبه يوما بعد المدة التي قررها له الدستور ، وهذا تطور كبير فى حياتنا السياسية ، كما أن البرلمان يختاره الشعب بحرية دون تدخل من أحد".
وأضاف " قلت وأقول إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء ، اذا كنت أنا لا أستطيع أن أستمر يوما في الرئاسة بعد الفترة التي ينص عليها الدستور ، إن وعي الناس وفهمهم أكبر من أي تصور ، ومن يظن أنه يستطيع أن يسيطر على إرادتهم لا يعرف المصريين ، نحن دولة قانون ومؤسسات ، ولا أحد يحجر على إرادة الناس".
وكان اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصل بالشباب حاضرا بقوة في الحوار ، حيث أشار سيادته الى أن المؤتمر الشهري الثاني للشباب سيعقد في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي ، ونوه بأن ملف المحبوسين يسير بشكل جيد ، وتقوم اللجنة بعملها ، وسوف ترسل إلينا القائمة الثانية بأسماء الشباب للإفراج عنهم ، وكل ما يأتي ستتم دراسته ونفحصه جيدا للتصديق عليه وإصداره.
واستطرد الرئيس في الحديث عن الشباب ، فأكد على اهتمامه بصحة شباب مصر لأنهم عماد الوطن ، وأشار الى أنه في هذا الصدد يهتم بالرياضة وأن هذا الإهمام بدأ بمراكز الشباب ، وقمنا برفع كفاءة ما بين 2800 إلى 2900 مركز شباب تكلفت ما لا يقل عن 2 مليار جنيه ، ونحن نشجع دور وزارة الشباب لصالح شبابنا ودعم الرياضة ، وهناك برنامج لإنتقاء العناصر المؤهلة فى الألعاب الفردية والجماعية من أجل تحقيق بطولات فى وقت قصير ، ونلجأ إلى آلية انتقاء لهم بعيداً عن المجاملة والمحسوبية.
وتطرق الحوار الى ملف التعليم الذي يعد عنصرا أساسيا في بناء الإنسان المصري ، فقال الرئيس السيسي " إن التعليم يحتاج سنوات طويلة من أجل تحقيق النهضة التي نرغبها فى العملية التعليمية من حيث المعلم والبنية البشرية العلمية
والمناهج والمنشآت وغيرها ، ونحن نعمل الآن للإعداد للمؤتمر القومي للتعليم".
وعلى سياق متصل ، أكد الرئيس أنه تم الإنتهاء من وضع الترتيبات اللازمة لبرنامج رئاسي جديد لتأهيل الكوادر على
الوظائف القيادية العليا ، وسيتم الإعلان عن هذا البرنامج في فبراير القادم ، وسيلتحق به 200 من كل جهات الدولة لمدة 9 شهور
لتأهيلهم على مناصب الوزراء والمحافظين.
وقال الرئيس إن الزيادة السكانية بمعدلات مرتفعة تشكل عبئاً كبيراً جداً على الإقتصاد المصري ، ولو لم تتم السيطرة عليها لن يشعر
الناس بثمار التنمية ، وهناك جهود يبذلها المجلس القومى للسكان ومراكز الريف ، لكن لا بد من وجود مناخ مهيأ وأن يكون السياق مساعداً لاختيار توقيت حملات التوعية بمخاطر النمو السكان المرتفع ، وإلا سنهدر الموارد دون تحقيق الهدف.
وانتقل الحوار الى السياسة الخارجية المصرية وعلاقات مصر الدولية ، وعدد من أهم القضايا في المنطقة العربية والأفريقية ، فجاءت في المقدمة علاقات مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة مع اقتراب تحمل المسؤولية ادارة أمريكية جديدة برئاسة دونالد ترامب يوم الجمعة المقبل.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن علاقات مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية بصفة عامة هي علاقات قوية وستتمتع في عهد الرئيس ترامب بتفاهم أكبر واستعداد للتعاون وتنسيق أعمق".
وأضاف إن هناك بعض الملفات تحتاج إلى مزيد من التفاهم والتعاون بين مصر والولايات المتحدة مثل القضية الفلسطينية ، ومطلوب أن نوضح للإدارة الأمريكية وجهة نظرنا فيها ، وبالنسبة لمكافحة الإرهاب ، هناك إشارات إيجابية للتعاون من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وإمدادنا بمعدات ، كما توجد إشارات مهمة وتقدير لدور مصر في المنطقة ، والفترة المقبلة ستشهد تنسيقاً أكبر مع
الولايات المتحدة".
وانتقل الرئيس عبد الفتاح السيسي الى علاقات مصر مع روسيا فأكد أنها علاقات متينة تتمتع بدرجة عالية من التطور ، وأضاف " تربطنا علاقات قوية مع روسيا ، وهناك تفاهم وتشاور وتقدير متبادل مع الرئيس فلاديمير بوتين ، وإن الإعلان عن الاتفاق النهائي بين مصر وروسيا لإنشاء المحطة النووية بمنطقة الضبعة وشيك ، وقد انتهت الإجراءات الفنية والعقود ، وما قدمه الجانب الروسي لنا لم يقدمه لدولة أخري".
وأشار الرئيس الى أن مصر تربطها علاقات جيدة مع دول العالم تقوم على الإحترام المتبادل والتعاون في القضايا الدولية والمصالح المتبادلة ، ونوه في هذا الصدد بعلاقات مصر مع الدول الأوروبية ، وقال إن علاقات مصر مع أوروبا أخذت دفعة قوية خلال العامين الماضيين سواء مع ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو أسبانيا أو البرتغال ، وكذلك اليونان وقبرص اللتان يجمعنا معهما إطار للتعاون الثلاثي ، والتشاور مستمر مع قادة الدول الأوروبية سواء فى مجال مكافحة الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري.
وأضاف إن هناك قناعة أوروبية حقيقية بأهمية التعاون مع مصر والتنسيق معها خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب ، وإنه من المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر في الربع الأول من هذا العام.
وتطرق الحوار الى بعض القضايا التي تعاني منها الأمة العربية وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع في ليبيا ، فأكد الرئيس السيسي مجددا حرصه على وحدة وتماسك الدول العربية ، وقال إن جهدنا مستمر وهدفنا ما زال هو وحدة ليبيا وتحقيق إرادة
الشعب الليبي ، ونرى المسار هو دعم الجيش الوطني من أجل مكافحة الإرهاب وحماية الشعب واحترام الشرعية واتفاق الصخيرات ، ودورنا إيجابي في محاولة إيجاد توافق بين الفرقاء حتى تعود ليبيا كما كانت.
وأضاف أنه بالنسبة للأزمة السورية فإن موقفنا واضح ولم يتغير من سوريا ، ولو سيساهم وجودنا في مؤتمر أستانة في حلحلة الموضوع سنشارك فيه للخروج من المعاناة الرهيبة التى يعيشها الشعب السوري.
وانتقل الحوار الى العلاقات المصرية السعودية فأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر حريصة على علاقاتها القوية والتاريخية مع أشقائها العرب ، وأضاف " نحن حريصون على العلاقات مع أشقائنا ، ونقول إن أمننا مرتبط بتماسكنا وبوحدتنا ومرتبط بتفاهمنا مع بعضنا البعض ، وأقول : هذا هو وقت التماسك".
وردا على ما تردد مؤخرا حول تصريحات إثيوبية رسمية تتهم مصر بالضلوع في تشجيع المعارضة ، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددا أن مصر لا تتدخل في شئون الآخرين ولا تتآمر علي أحد ، وأضاف : " عندما تكون هناك ظروف داخلية نحتاج لأن نؤكد لهم أنه ما دمنا وضعنا أيدينا فى أيديكم ، فإننا حريصون على العلاقة ومسارها وأهدافها ولن نضحى بها ، وأقول للمرة المليون : ليس من سياستنا التدخل في الشأن الداخلي لأى دولة أو تأليب الرأى العام الداخلي ضد قيادته".
وتابع " أما موضوع اتفاقية سد النهضة ، فهو اتفاق دولي ، والمكتب الإستشاري مستمر في عمله وفقا للجدول الزمني".
وأكد الرئيس أن موقع مصر في النظام الدولي والإقليمي مرتبط بشعبها ، وبالمعادلة ، فإن قوة مصر تزداد يوماً بعد يوم ، والقدرة العسكرية لمصر فوق تصور الجميع ، ومصر لها دور في النظام الإقليمي يتناسب مع موقعها ومكانتها.
شارك فيس بوك تويتر البريد الإلكتروني
أكبر
أصغر
إعادة الضبط
واليكم نص الجزء الثاني من حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء تحرير صحف الأخبار والأهرام والجمهورية :
سيادة الرئيس: هذه هى المرة الثالثة التى تزور فيها الكاتدرائية
المرقسية فى عيد الميلاد المجيد.. هل توقعت هذا الاستقبال الحار؟!..
ومادلالة الانتهاء من ترميم الكنيسة البطرسية خلال 15 يوماً وإكمال
ترميم الكنائس التى أحرقها الإرهابيون أثناء ثورة يونيو، وكيف فكرت فى
مشروع إنشاء المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية؟
- الرئيس: ذهابى للكاتدرائية للتهنئة، وكلامى مع المصلين، هو تصويب
لخطاب سائد، ولا تتصور التأثيرات غير المحدودة على المصريين وغير
المصريين.
أما الانتهاء من ترميم الكنائس- التى أحرقت- فى ميعادها، فهو أقل شئ
يمكن تقديمه بعد الضرر الذى حدث، وكان لابد من اكتمال الترميم فى
الموعد.. أيضاً الكنيسة البطرسية كان لابد -قبل الاحتفال بعيد الميلاد- أن
يتم إعادتها لحالها.
فى اليوم التالى لجريمة التفجير تم القبض على الجناة وإحالتهم
للمحاكمة، أما أخذ الثأر فهو بالبناء والتعمير، وعودة الناس للصلاة فى
الكنيسة فى العيد، مع كل الألم والأسى على الضحايا.
أما عن استقبال الناس فى الكاتدرائية، فهناك كثيرون يتحدثون باسم
غيرهم، ويجب ألا يتكلم أحد باسم جموع الناس.
فالناس تعرف كل شئ وتقدر تميز بين الطيب والخبيث، وهذا ينطبق
على كل المصريين سواء الذين يعيشون فى مصر أو خارجها.
سيادة الرئيس.. طالبتم أكثر من مرة بتجديد الخطاب الديني، هل
تشعر بالرضا عما تم فى هذه القضية؟
- الرئيس: دائما أكون متعشما لما هو أكثر، وأملى أن أصل للحد الأقصي،
لكننا حركنا مياها راكدة، لم يكن أحد يقترب منها.. والمهم كيف يتعامل
رجال الدين والرأى العام كله مع هذه القضية.. والحقيقة هناك تغير
حقيقى فى قلوب وعقول الناس، فالناس لا تأخذ الأمور على إطلاقها،
وأصبح هناك تدبر لفهم الدين أكثر من الأول.. لذا أقول إنه سيخرج من
مصر نور حقيقى للمواطنة واحترام عقائد الآخرين وعدم الاساءة للديانات
الأخري.. وذهاب رئيس الدولة لتهنئة أهله فى احتفالهم له تأثير كبير فى
هذا الاتجاه.. مؤسسات الدولة الدينية تعمل فى قضية الخطاب الديني..
ومن يريد أن يعرف يذهب إلى شيخ الأزهر ويسأل، ويسمع من المؤسسات
الدينية، وينقل ذلك للناس.
سيادة الرئيس.. كيف تسير الحرب ضد الإرهاب؟.. تابعنا توجيهاتكم
فى أكثر من اجتماع أمنى عسكرى لمحاصرة الإرهاب وتصفية بؤره.. هل
هناك تغيير منتظر فى أسلوب المواجهة لسرعة تصفية هذه البؤر؟
- الرئيس: الحرب على الإرهاب فى مصر أو فى المنطقة هى حرب ضروس
لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد. فالحرب النظامية لها وسائل محددة،
لكن الإرهاب غير معروف مكانه ولا توقيته ووسائله غير محددة.
وفى هذه الحرب ضد الإرهاب التى يزيد عمرها على 3 سنوات ونصف
السنة، لم يشعر بها الشعب، على غير ما كان أثناء حرب الاستنزاف، حين
توقفت التنمية وكانت كل الموارد مكرسة للحرب.. أما فى حربنا هذه فلم
يحدث شئ من هذا، حتى بالنسبة للحشد الإعلامى الذى يصاحب الحروب.
فيكفى أن المصريين يدفعون ثمن الحرب من دماء أبنائهم، ولو كنا جعلناهم
يعيشون حالة الحرب وما يحدث فى سيناء كل يوم، لتأثرت المعنويات،
خاصة أن التغطية الإعلامية تتابع الحروب لحظيا.. أما عن نجاحنا فى
الحرب على الإرهاب فنحن ناجحون مفيش كلام.. وارجعوا إلى ما يكتبه
العالم فى هذا الشأن.. وبالنسبة للمواجهة من جانبنا فهى متطورة وتتغير
بتغير أساليب جماعات الإرهاب، لكن حجم ما هو موجود الآن، لا يقارن
بما كان موجوداً منذ عامين ونصف، كانت الأعداد بالآلاف من المسلحين،
وكانت لديهم بنية أساسية من مخازن سلاح وذخيرة وملاجئ وأشياء
كثيرة لا يعرفها أحد، وقمنا بتدميرها، وحرصنا ألا نثير فزع المصريين
أكثر مما يجب، ويكفى الثمن وهو الدماء، ففى أثناء حرب الاستنزاف، لم
يكن أحد ينكر حجم الخسائر ولم يكن يسمع أحد بالجنازات.. وإننى أسأل
هل ياترى يذهب المواطنون إلى المصابين فى المستشفيات مثلما كان يحدث
أثناء حرب 1973 .. اننى واحد من الناس أذهب وأسرتى للمصابين دون
إعلان، وهناك كثيرون يفعلون ذلك.. لكن هل نقوم بهذا الدور كما يجب
لنشعرهم بأننا معهم، ونشعر أسرهم باهتمامنا بابنهم البطل المصاب؟!..
هل طرح أحد من الإعلاميين مبادرة للتواصل مع المصابين فى المستشفيات
أو بعد خروجهم منها؟!
سيادة الرئيس.. تابعنا تدشينكم للأسطول الجنوبى ورفع علم مصر
على الحاملة "جمال عبدالناصر"، وشاهدنا وصول أسلحة حديثة للقوات
المسلحة فى الفترة الأخيرة.. لماذا الأسطول الجنوبي، وماذا عن تحديث
تسليح الجيش المصري؟
- الرئيس: الأمن القومى العربى فى حالة انكشاف' أدى إلى فراغ كبير،
أغرى منظمات متطرفة بالسعى لملء الفراغ، هى وقوى إقليمية فى المنطقة
لذا كان لابد أن تتلاءم جهودنا وتتوازى مع هذا التحدى لملء الفراغ وتحقيق
توازن القوي.
والأسطول الجنوبى معنى بالبحر الأحمر بدءاً من باب المندب حتى شمال
بورسعيد، ولابد أن يكون تحت سيطرتنا.. وبالتالى تغيرت الفكرة العملياتية
أو استخدام القوات لتأمين البحر.
وأقول: اطمئنوا على قواتنا المسلحة.. وتجهيزنا لجيش هدفه تأمين
أراضينا وحماية الأمن القومى العربي.. وأبدا ليس موجها ضد أحد، فنحن
لدينا ثوابت قوامها أننا لا نهدد أحدا، وليست لدينا تطلعات ولا ننجرف إلى
مغامرات.
سيادة الرئيس.. قضية الفساد، تحظى باهتمام غير مسبوق يلحظه
الرأى العام، خاصة فى القضايا الأخيرة.. البعض يظن أن على رأسه ريشة..
هل يقلقك الفساد؟
- الرئيس: لا يقلقنى الفساد.. لكن بالتجربة الناس تنزعج عندما تجد
فسادا لأنها جُبِلَتْ على الخير، وهناك من ينزعج عندما يتم مساءلته
وينهار لأنه يعتبر نفسه فوق المساءلة.
ولدينا تصميم على مواجهة الفساد، ولا يوجد عندى شئ اسمه "عش
دبابير" لا أضع يدى فيه، وأى واحد فاسد «سنمسكه ونحاكمه ».. لا أحد
على رأسه ريشة.. ونحن لا نتستر على فساد أحد مهما كان مركزه، ونتخذ
الإجراءات القانونية، لكننا نعمل على ايجاد سياق إصلاحى ينجينا من عمل
فردى يؤدى إلى تجاوز مثلما حللنا مشكلة الفساد فى الدواء والمستلزمات
الطبية بفكرة، ومثلما فعلنا فى الخروج بمشروع الألف مصنع من المنظومة
البيروقراطية للتغلب على التجاوزات ومن ثم الفساد.. أننا متجهون للحد
من الفساد إلى النسب المعقولة عالميا.. وكنا نعمل فى هذا الشأن بأجهزة
الرقابة وأجهزة أخري، يُضم إليها أيضا الجهاز المركزى للمحاسبات وأنا
قابلت الجهاز الأسبوع الماضي.
والمولى سبحانه وتعالى يقول: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
سيادة الرئيس.. نحتفل هذا الشهر بمرور 6 سنوات على قيام ثورة
25 يناير، كيف ترى هذه الثورة وقد تابعت دقائقها؟
- الرئيس: الثورة مثلما كانت لها مكاسب كانت لها تحديات.. ولابد أن
نقبل الاثنين معا.. لقد حصلنا كشعب على مكاسب ونستفيد بها، أقلها،
أن الرئيس لا يستطيع أن يجلس فى منصبه يوما بعد المدة التى قررها له
الدستور.. وهذا تطور كبير فى حياتنا السياسية.. كما أن البرلمان يختاره
الشعب بحرية دون تدخل من أحد.
المشكلة أننا نريد أن نأخذ من كل شئ حده الأقصى سياسيا واقتصاديا
واجتماعيا وثقافيا، ونظلم بذلك الدولة والتجربة.
سيادة الرئيس.. قلتم من قبل إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء،
لكن نلاحظ أن بعض الوجوه التى ثار عليها الشعب عندما خرج يرفض
الاستبداد والتوريث تعود لتطل من جديد.. كيف ترى ذلك؟
- الرئيس: قلت وأقول: عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
اذا كنت أنا لا استطيع أن استمر يوما فى الرئاسة بعد الفترة التى ينص
عليها الدستور.. إن وعى الناس وفهمهم أكبر من أى تصور، ومن يظن
أنه يستطيع أن يسيطر على إرادتهم لا يعرف المصريين.. نحن دولة قانون
ومؤسسات ويجب ألا نكون حساسين، فلا أحد يحجر على إرادة الناس
وكأننا أوصياء عليهم ونخشى أن يخطفهم أو يأخذ منهم أحد الحكم.. لا
يجب خلق فزاعة لأنفسنا من لا شئ.
سيادة الرئيس.. هناك من يقول إن صدر الدولة قد ضاق بالإعلام..
هل هذا صحيح؟
- الرئيس: نعم.. يضيق بالإعلام الذى ليس إعلاماً والذى يبتعد عن
المهنية والموضوعية وينشر الإحباط.. أنا مستعد أن أتقبل الانتقاد إذا كان
موضوعيا وعلى مستوى الحدث لأننى أريد أن أستفيد من الرأى الآخر.
فى كل الأحوال لا ألجأ لإجراءات استثنائية أو عقابية.. فقط نطالب
بالتنوير وبناء الوعي.. ونقول خلوا بالكم.. من أجل بلدكم.
سيادة الرئيس.. المؤتمر الوطنى للشباب حقق نجاحا كبيراً، وكان
من نتائجه تشكيل لجنة العفو عن المحبوسين.. ماذا تم فى هذا الملف؟
- الرئيس: المؤتمر الشهرى الثانى للشباب سيعقد فى الأسبوع الأخير من
الشهر الحالي.. أما ملف المحبوسين فهو يسير بشكل جيد، وتقوم اللجنة
بعملها، وسوف ترسل إلينا القائمة الثانية بأسماء الشباب للإفراج عنهم
اليوم، وكل ما يأتى ستتم دراسته ونفحصه جيدا للتصديق عليه وإصداره.
سيادة الرئيس.. تشجيع سيادتك للرياضات الفردية والجماعية
واضح، وتحرص من فترة لأخرى على توعية الشباب بأهمية ممارسة
الرياضة، ماذا أعدت الدولة للرياضيين؟
- الرئيس: اهتمامنا بدأ بمراكز الشباب، وقمنا برفع كفاءة ما بين 2800
إلى 2900 مركز شباب تكلفت مالا يقل عن 2 مليار جنيه، ونحن نشجع
دور وزارة الشباب لصالح شبابنا ودعم الرياضة.. وهناك برنامج لانتقاء
العناصر المؤهلة فى الألعاب الفردية والجماعية من أجل تحقيق بطولات
فى وقت قصير.. ونلجأ إلى آلية انتقاء لهم بعيداً عن المجاملة والمحسوبية.
سيادة الرئيس.. ملف التعليم عنصر أساسى فى بناء الإنسان
المصري، وقد أشرتم كثيراً إلى اعتبار التعليم مشروعاً قومياً، ودعوتم إلى
عقد مؤتمر قومى للتعليم.. ماذا تم فى هذا الموضوع؟
- الرئيس: التعليم يحتاج سنوات طويلة من أجل تحقيق النهضة التى
نرغبها فى العملية التعليمية من حيث المعلم والبنية البشرية العلمية
والمناهج والمنشآت وغيرها، ونحن نعمل الآن للإعداد للمؤتمر القومى
للتعليم.
سيادة الرئيس.. الزيادة السكانية، واحدة من أهم المخاطر على
التنمية، وقد أشرتم لهذا أكثر من مرة.. ألا ترى سيادتكم ان هذه القضية
تحتاج إلى حزمة إجراءات وحملة توعية؟
- الرئيس: أدعو المصريين للسيطرة على الإنجاب، للحد من النمو
السكاني، الذى يشكل عبئاً كبيراً جداً، ولو لم تتم السيطرة عليه لن يشعر
الناس بثمار التنمية، وهناك جهود يبذلها المجلس القومى للسكان ومراكز
الريف، لكن لابد من وجود مناخ مهيأ وأن يكون السياق مساعداً، لاختيار
توقيت الحملات، وإلا سنهدر الموارد دون تحقيق الهدف.
سيادة الرئيس: أعلنتم عن برنامج رئاسى جديد لتأهيل الكوادر على
الوظائف القيادية العليا.. متى يعلن عن البرنامج؟
- الرئيس: انتهينا بالفعل من وضع الترتيبات، وسيتم الإعلان عن
البرنامج فى فبراير، وسيلتحق به 200 من كل جهات الدولة، لمدة 9 شهور،
لتأهيلهم على مناصب الوزراء والمحافظين.
سيادة الرئيس: كيف تقيم أداء الحكومة؟
- الرئيس: الناس تقيم الحكومة وفقاً للظروف والأسعار، وهذا أمر غير
منصف، وأنا لا أقول هذا من أجل ايجاد مبرر وانما لعظم المسئولية وصعوبة
المهمة فى الظروف الراهنة.. وما يحتاج إلى تصويب سنصوبه ونحسن
الأداء.. وهناك من يقول سنحسن أداءنا، ومن يقول هذا أقصى ما عندنا
وليست لدينا مشكلة أن يأتى غيره ويحسن الأداء وأنا أقدر من غيرى بحكم
الاحتكاك اليومى على التقييم.. صحيح أن النتائج على الأرض توضع فى
الاعتبار، ليس بعلو الصوت، وانما بإدارة العمل وانتظامه ومتابعته.
هل مازال المهندس شريف إسماعيل يتمتع بثقتك؟
- الرئيس: بالقطع.. يتمتع بثقتي، وهذه الثقة نابعة من العمل ومن الاداء
والمتابعة والتقدير للمهمة وأمانة المسئولية.
سيادة الرئيس.. نفهم من كلامك أنه ليس هناك تغيير للحكومة..
إذن هل هناك تعديل وزارى قريب؟
- الرئيس: نعم هناك تعديل.. وقريبا جداً.
سيادة الرئيس.. ما هى آلية صنع القرار داخل رئاسة الجمهورية..
بعبارة أخرى كيف تتخذ قرارك؟
- الرئيس: داخل الرئاسة مجالس استشارية تعمل فى صمت دون جلبة
وبعيدا عن الأضواء وتقدم لى تقاريرها وتوصياتها، وقريبا سينضم إليها
مجلس جديد للشئون السياسية الداخلية والخارجية.. هناك أيضا أجهزة
الدولة كالخارجية والدفاع والمخابرات والداخلية وهى مؤسسات عريقة
وقوية.. كذلك لدى مستشارون فى مختلف التخصصات كالأمن القومى
ومكافحة الإرهاب، والشئون القانونية والمتابعة ومكافحة الفساد، والشئون
العسكرية.
سيادة الرئيس.. نأتى إلى علاقات مصر الدولية والوضع الإقليمي؟
هناك رئيس أمريكى جديد سيتولى منصبه يوم الجمعة المقبل.. ما هى
توقعاتك للعلاقات المصرية الأمريكية فى ظل الإدارة الجديدة، وكذلك
التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب ودفع عملية السلام؟
- الرئيس: سيكون هناك تفاهم أكبر واستعداد للتعاون وتنسيق أعمق،
وهناك بعض الملفات تحتاج إلى مزيد من التفاهم والتعاون مثل القضية
الفلسطينية، ومطلوب أن نوضح للإدارة الأمريكية وجهة نظرنا فيها.
وبالنسبة لمكافحة الإرهاب، هناك إشارات إيجابية للتعاون من خلال
تبادل الخبرات والمعلومات وإمدادنا بمعدات، كما توجد إشارات مهمة
وتقدير لدور مصر فى المنطقة.. والفترة المقبلة ستشهد تنسيقاً أكبر مع
الولايات المتحدة.
سيادة الرئيس.. هل كنت تتوقع فوز ترامب بالرئاسة؟
- الرئيس: كنت أتوقع أن يفوز، وكان تقديرى للموقف مبنيا على أنه لمس
بصراحته وصدقه عقل وقلب المواطن الأمريكي.
سيادة الرئيس.. نلمس تطوراً كبيراً فى العلاقات المصرية الروسية،
لكن الرأى العام يشعر بالاستغراب من الموقف الروسى تجاه مسألة
استئناف الرحلات الجوية، خاصة عندما يقارنه بموقف آخر مشابه مع
دول أخري.. كف ترى ذلك؟
- الرئيس: ليس الاستغراب، وإنما العتب، وهذا ناجم عن الشخصية
المصرية بما لها من "عشم" فى تصرفات الآخرين.. وثقافات الدول تختلف،
ولا تستطيع أن تطلب من دولة كبرى بعدما تسقط لها طائرة بها عدد كبير
من الركاب، ألا تجعل عودة الطائرات محل مراجعة.
لكن الأمور تسير بشكل جيد فى هذا الموضوع.. وهناك علاقات قوية
تربطنا بروسيا، وهناك تفاهم وتشاور وتقدير متبادل مع الرئيس بوتين.
سيادة الرئيس.. ماذا عن الاتفاق النهائى بين مصر وروسيا لإنشاء
المحطة النووية بالضبعة؟
- الرئيس: الإعلان عن هذا الاتفاق وشيك، وانتهت الإجراءات الفنية
والعقود، وما قدمه الجانب الروسى لنا لم يقدمه لدولة أخري.
سيادة الرئيس.. منذ يومين أجريت اتصالاً مع المستشارة الألمانية
ميركل بشأن قضية الإرهاب والتعاون الثنائى بين البلدين.. كيف تسير
العلاقات المصرية الأوروبية.. ومتى تقوم ميركل بزيارتها إلى مصر؟
- الرئيس: علاقاتنا مع أوروبا أخذت دفعة قوية خلال العامين الماضيين،
سواء مع ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو أسبانيا، أو البرتغال وكذلك اليونان
وقبرص اللتان يجمعنا معهما إطار للتعاون الثلاثي.. والتشاور مستمر
مع قادة الدول الأوروبية سواء فى مجال مكافحة الإرهاب أو الهجرة غير
الشرعية أو تعزيز التعاون الاقتصادى والتجاري، وهناك قناعة أوروبية
حقيقية بأهمية التعاون مع مصر والتنسيق معها خاصة فى مجال مكافحة
الإرهاب. ومن المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر فى الربع
الأول من هذا العام.
سيادة الرئيس.. ألتقيتم نهاية الأسبوع الماضى مع فايز السراج
رئيس المجلس الرئاسى الليبي.. كيف تسير الجهود المصرية لإنهاء الأزمة
الليبية؟
- الرئيس: جهدنا مستمر وهدفنا مازال هو وحدة ليبيا وتحقيق إرادة
الشعب الليبي، ونرى المسار هو دعم الجيش الوطنى من أجل مكافحة
الإرهاب وحماية الشعب واحترام الشرعية واتفاق الصخيرات.
ودورنا إيجابى فى محاولة إيجاد توافق بين الفرقاء حتى تعود ليبيا كما
كانت.
ماذا عن تطورات الأزمة السورية.. وهل ستشارك مصر فى مؤتمر
"أستانة" الخاص بهذه الأزمة؟
- الرئيس: موقفنا واضح ولم يتغير من سوريا، ولو سيساهم وجودنا فى
مؤتمر "أستانة" فى حلحلة الموضوع، سنشارك فيه للخروج من المعاناة
الرهيبة التى يعيشها الشعب السوري.
الرأى العام العربى يستشعر أن الأجواء غير مواتية بين مصر
والسعودية.. كيف تسير العلاقات، وهل هناك اتصالات تمت فى هذا الشأن؟
- الرئيس: نحن حريصون على العلاقات مع أشقائنا، ونقول إن أمننا
مرتبط بتماسكنا وبوحدتنا ومرتبط بتفاهمنا مع بعضنا البعض.. وأقول:
هذا هو وقت التماسك.
سيادة الرئيس.. سمعنا تصريحات إثيوبية رسمية تتهم مصر
بالضلوع فى تشجيع المعارضة، وقد رددتم عليها بأننا لا نتدخل فى شئون
الآخرين ولا نتآمر.. كيف تسير العلاقات مع إثيوبيا، وما انعكاس هذا على
اتفاق سد النهضة؟
- الرئيس: عندما تكون هناك ظروف داخلية نحتاج لأن نؤكد لهم أنه
ما دمنا وضعنا أيدينا فى أيديكم، فإننا حريصون على العلاقة ومسارها
وأهدافها ولن نضحى بها، وأقول للمرة المليون: ليس من سياستنا التدخل
فى الشأن الداخلى لأى دولة أو تأليب الرأى العام الداخلى ضد قيادته.
أما موضوع اتفاقية سد النهضة، فهو اتفاق دولي، والمكتب الاستشارى
مستمر فى عمله وفقا للجدول الزمني.
سيادة الرئيس.. يبدو أن هناك نظاما إقليميا جديدا يتشكل بعد حل
الأزمتين السورية والليبية، وبروز أدوار لقوى إقليمية كتركيا وإيران.. أين
موقع مصر فى هذا النظام الجديد؟
- الرئيس: موقع مصر فى النظام الدولى والإقليمى مرتبط بشعبها..
وبالمعادلة فإن قوة مصر تزداد يوماً بعد يوم، والقدرة العسكرية لمصر فوق
تصوركم.. ومصر لها دور فى النظام الإقليمى يتناسب مع موقعها ومكانتها.
أخيرا.. سيادة الرئيس.. ما هى أولوياتك فى العام ونصف العام
المتبقية من مدة الرئاسة؟
- الرئيس: أولوياتى هى مصر وشعبها.. هذا هو التحدى سواء فى النهوض
بالتعليم أو الصحة أو تعميق الوعى أو تعزيز الأمن أو الارتقاء بالاقتصاد
ومعيشة المواطنين.
سمعناك فى نهاية كلمتك أمام المصلين بالكاتدرائية المصرية تقول:
"اللهم اغننا بفضلك عمن سواك".. هل هذا الدعاء هو رسالة للشعب أم
لغيره؟
- الرئيس: هى رسالة لأنفسنا، ونبتهل إلى الله الغنى أن يرزقنا من فضله
والرزق ليس فقط أموالاً، فالفكرة رزق والإرادة رزق.
سيادة الرئيس.. ماذا تقول للشعب فى نهاية حوار العام الجديد؟
- الرئيس: أقول إن الثأر من القتل والتخريب، يؤخذ بالبناء والتعمير
والنجاح.. وأمامنا مثال كل من ألمانيا واليابان.. أقول إن من يرفع فى وجهنا
السلاح سنواجهه بالسلاح، لكن النجاح الحقيقى والانتصار الحقيقى هو
بالحفاظ على سلامة نسيج المجتمع، وبناء البيت وتعميره.
أقول للمصريين: بكره تشوفوا، فلابد أن يأتينا الخير كله، وكل الأمل فى
الله أن يعيننا ويجزى الشعب على صبره.
سيادة الرئيس.. شكرا على وقتك وسعة صدرك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.