حالة من الحزن تخيم على الوسط الثقافي المصري بعد نبأ رحيل أستاذة النقد والمسرح الكبيرة د. نهاد صليحة، والتي صعدت روحها قبل قليل بمستشفى الصفا فى المهندسين ، إثر مضاعفات عملية جراحية أجرتها مؤخرًا أدت إلى إصابتها بمشاكل حادة بالجهاز التنفسي. حصلت الراحلة على دكتوراه في المسرح، جامعة إكستر، المملكة المتحدة، 1982 ومن قبلها ماجستير في الأدب الإنجليزي، جامعة ساسكس، المملكة المتحدة، 1969، وهي خريجة كلية الآداب بالقسم الإنجليزي، جامعة القاهرة، 1966 كتبت بالنقد المسرحي ونظرياته الحديثة، فنون الأداء ونظرياتها، الأدب الإنجليزي، الترجمة الأدبية، وشغلت وظيفة أستاذة الدراما والنقد بالمعهد العالي للنقد الفني، 1984 حتى رحيلها ، وعميدة المعهد العالي للنقد الفني،2001 – 2003، وكانت المشرفة على قسم النقد المسرحي في جريدة الأهرام «ويكلي» باللغة الإنجليزية وتقوم بتحرير هذا القسم أسبوعياً، منذ 1989. نالت الراحلة عضوية اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتلفزيون، مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولي لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط لها أكثر من ستين مؤلفا بين كتب ومقالات باللغتين العربية والإنجليزية تتنوع من النقد والنظرية إلى ترجمة بعض الأعمال النقدية والمسرحية من مؤلفاتها بالإنجليزية: المسرح المصري: مسرحيات ومسرحيون 2003 المسرح المصري: اتجاهات جديدة 2003 أمسيات مسرحية. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988، شكسبيريات . الهيئة العامة للكتاب 2005 وكانت "صليحة" أول من استخدم المنهج السيميائي في النقد المسرحي العربي استخداماً علمياً ، كما ساهمت في تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل في مصر، 1999 نالت الراحلة تكريما محليا ودوليا، وقد حازت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 2013، كرمت في الدورة الرابعة عشر لمهرجان دمشق المسرحي، 2008، وحازت جائزة الدولة للتفوق في مجال الدراسات الأدبية، 2003، كما كرمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، 1996 و العديد من المهرجانات المسرحية العربية منها مهرجان الشارقة ومهرجان مجلس التعاون الخليجي ومهرجان قرطاج ومهرجان أيام عمان المسرحية ومهرجان المسرح العربي بالدوحة 2012.ومؤخرا حازت الراحلة جائزة الكويت للتقدم العلمي. ظلت "صليحة" تدعو لتحرير المسرح من قيوده البيروقراطية المعرقلة للإبداع، وكانت جهودها لتمكين الإبداع الشبابي تملأ السمع والبصر بمصر، وقد تخرج على يديها عشرات المشاهير بعالم الصحافة الثقافية والفنية والنقاد المسرحيين الجادين . ودعت أيضا لتمويل الفنون بشكل غير حكومي أو مؤسسي يعيدنا للروتين والسلطة، على غرار ما يجري بأمريكا وأوروبا من مجالس متخصصة لدعم المشروعات الجادة بدعم الحكومات والمجتمع. ومن الناحية السياسية، ظلت صليحة في صف الثورة المصرية، سواء 25 يناير أو 30 يونيو، وكانت من المنتقدين لنظام الإخوان المسلمين والذي رأته مغايرا لطبيعة مصر الحضارية، وأن همه كان الاستيلاء على السلطة فحسب. وصرحت في غير مرة لحاجة البلاد حاليا لرؤية تحقق مطامح الثورة والتي لازالت بعيدة عن المصريين الذين يعانون التقييد والغلاء والفساد.