باريس: شهد الرئيس الفلسطينى محمود عباس " أبو مازن" مراسم رفع علم فلسطين على مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بباريس اليوم الثلاثاء بعد حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالمنظمة نهاية أكتوبر الماضى فى انتصار دبلوماسى كبير للفلسطينيين . كما حضر المراسم إيرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والدكتور محمد الذهبى مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو رئيس المجموعة العربية بالمنظمة إلى جانب سفراء الدول الأعضاء باليونسكو ولفيف من المسئولين والدبلوماسيين . وبدأت مراسم رفع العلم بعزف السلام الوطنى الفلسطينى للاحتفال برفع العلم للمرة الأولى على منظمة دولية وسط تصفيق حاد من جانب الحضور .
وبدوره ، وصف الرئيس الفلسطيني رفع العلم على مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" باللحظة التاريخية، مضيفا أنه أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز.
وقال خلال الاحتفالية إنها بشارة وفاتحة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن لا شىء يليق بفلسطين أرض الرسالات السماوية الثلاث أكثر من أن تكون اليونسكو بوابتها إلى العالم وهي تبعث من جديد.
وعبر الرئيس الفلسطينى عن شكره وتقديره لقبول دولة فلسطين كعضو دائم باليونسكو"، مشيرا إلى أن هذا اليوم "هام فى مسيرة الشعب نحو السلام الدائم". وأكد عباس التزام بلاده واحترامها لميثاق المنظمة والتعهد بالمساهمة والتعاون مع الدول الأعضاء من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لليونسكو..معربا عن أمله فى أن يحصل الشعب الفلسطينى على دولته المستقلة تعيش جنبا إلى جنب فى سلام مع اسرائيل و"نأمل ألا يطول انتظارنا".
واضاف أن فلسطين أرض السلام ومهد الحضارات تفخر بان أن تكون اليونسكو بواباتها للعالم وهى تبعث من جديد..مشيرا إلى أن فلسطين أرض محمود درويش وغيره من المبدعين تفخر بأن يكون الاعتراف الدولى الأول بها من اليونسكو.
واستطرد قائلا أنه فى السنوات الأولى للنكبة فان ابناء شعبنا أقتلعوا من أرضهم وأريد لهم أن ينسوا فلجأوا إلى التعليم والثقافة والفنون ليصونوا روح الشعب ليحموا هويته وتراثه فى المخيمات فكان دور الشعراء والكتاب والفنانين هاما لبيعث الشعب من جديد وأن يستكمل مسيرته إلى الحرية متسلحا بالعلم.
وأضاف انه فى خضم عملية بناء مؤسسات دولة فلسطين التى شهد لنا العالم بالتفوق الفائق بها أولينا التعليم أولوية قصوى وكذلك مختلف ميادين الثقافة والفنون وفى هذا المجال لعبت اليونسكو دورا بارزا..اننا نفتخر انه بالرغم من كل المصاعب والحصار فان فلسطين تبدو كورشة عمل مفتوحة فى المدراس والمعاهد والجامعات والمراكز الثقافية وترميم المواقع الاثرية يتم كل ذلك بروح الانفتاح والديمقراطية الذى يتمسك به شعبنا.
وأكد أبو مازن على أن فلسطين دولة تواصل دورها فى العطاء وتحترم التواماتها الدولية وتسعى إلى السلام وتدعم ثقافة السلام وحوار الحضارات وتنبذ التعصب.
وبدورها أكدت المديرة العامة لليونسكو أيرينا بوكوفا على أن انضمام فلسطين لليونسكو يمثل فرصة للسلام والأمن "فكل طفل يولد يمثل فرصة للسلام.
وأعربت بوكوفا عن ترحيبها بالعضوية الجديدة لليونسكو..مشيرا إلى أن العضوية فى اليونسكو لا تنحصر فى رفع العلم..فانها تتضمن حقوقا ومسئوليات..نتقاسم القيم..الحرية تسمح للبلد..ثراء ثقافته..".
وقالت ان الشعب الفلسطينى يجب ان يتسنى له أن يحافظ على ثقافيته وتراثه..التعليم من أجل السلام..ثقافة حية تحترم ثقافة الاخرين.
وعبرت عن أملها فى حماية مشتركة للتراث العالمى من قبل فلسطين واسرائيل و"بكتب مشتركة لتاريخ مشترك بين الفلسطينيين واسرائيل".
وقالت أن التغيير يجوب المنطقة "فالشباب المصريون يطالبون بالكرامة والشباب الفلسطينى يطلب العدالة.
واشارت إلى أن اليونسكو تكافح لحماية حرية الصحافة فى مصر وتونس والدفاع عن حقوق المرأة فى افريقيا وخاصة فى الكونغو "فالكرامة الانسانية هى هدفنا..تعددية الأطراف مهمة..العضوية الجديدة يجب أن تمثل فرصة للجميع للسلام".
كما أكدت كاثرين بورجى رئيسة الدورة الحالية للمؤتمر العام لليونسكو أن كل انسان فى العالم لدية الحق فى الوصول للتعليم والثقافة والعلوم..واليونسكو تهدف إلى تعزيز التعاون فى هذه المجالات وتعزيز رخاء الشعوب عبر العالم.
وأشارت إلى أن قبول فلسطين يمثل ثمرة احترامنا لميثاقنا..أؤمن بقوة بالدبلوماسية الثقافية وشهدت القدرة الهائلة التحويلية بين الثقافات عبر مسيرتى.وأعربت عن تهنئتها لفلسطين..وقالت أن عباس رجل شجاع يتمتع برغبة للسلام ومكافحة العنف وهذه الرؤية يجب أن تنعكس على عمل اليونسكو.. ناشدت الأعضاء ال195 بالمنظمة لمواصلة المسيرة لبناء السلام فى عقول الرجال والنساء عبر العالم.
وقررت اليونيسكو قبول فلسطين كعضو كامل العضوية بتأييد 107 دول ومعارضة 14 وامتناع 52 عن التصويت .
وكانت الولاياتالمتحدة، اكبر المانحين لليونسكو، أعلنت في 31 أكتوبر الماضى تعليق مساهماتها فى المنظمة بعد قرار قبول عضوية فلسطين فيها.
ومن المقرر ان يلتقى عباس الذى قد وصل أمس الاثنين إلى باريس فى وقت لاحق اليوم مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.