دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى تعزيز التعاون العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدا أنه رغم النجاحات، والإخفاقات التي شهدها الحوار العربي الأوروبي منذ عقود عديدة وبرغم تحوله لتعاون مؤسسي بين الجانبين إلا أن نتائجه لم ترتق بعد لمستوى الطموحات المرجوة منه ولا تعكس حجم التحديات المطلوب مواجهتها. وطالب أبو الغيط، في كلمته اليوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الخامس للجنة السياسية والأمنية "العربية الأوروبية" المشتركة والتي ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي ، بإجراء تقييم لما تم انجازه في إطار التعاون العربي الأوروبي الآن. ونوه بالنتائج الإيجابية التي تحققت منذ انطلاق الحوار الاستراتيجي بين المنظمتين في نوفمبر الماضي، حيث يتم تبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية لتعزيز التعاون في مجمله والإنذار المبكر والاستجابة للمبادرات وتبني برنامج عمل مشترك تتضمن التعاون والتدريب وبناء القدرات، معتبرا أن هذه النتائج تشكل مؤشرات واعدة للتعاون المشترك بين الجانبين. وأعرب عن تطلعه إلى أن يكون الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين المقرر أن يعقد في 20 ديسمبر المقبل أحد المحطات المهمة لإعطاء نقلة نوعية للتعاون المشترك وبناء شراكة عربية أوروبية حقيقية تعود بالنفع على الجانبين المتجاورين المتداخلين أمنيا واجتماعيا . وأكد أبو الغيط أن الاجتماع اليوم يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات وأزمات تحتم تعميق آليات التشاور والتعاون من أجل إيجاد حلول سلمية لما نواجهه من أزمات استنادا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وبما يمكن من تجاوز المرحلة الحالية نحو تحقيق التنمية والاستقرار وجعل شعار " بحيرة الأبيض المتوسط بحيرة أمن وسلام ورخاء وتفاهم " حقيقة واقعة. وبشأن القضية الفلسطينية ، انتقد أبو الغيط استمرار عجز المجتمع الدولي عن رفع الظلم الواقع عن الشعب الفلسطيني جراء استمرار السياسة الإسرائيلية الهادفة للقضاء على حل الدولتين ومواصلة الاستيطان في تحد سافر للشرعية الدولية والمجتمع الدولي. ودعا إلى تكثيف الجهود لضمان الحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكدا أهمية دور التجمع الأوروبي في العالم المعاصر القائم على مبادىء العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان وأهميته في الإسهام في دعم الدولة الفلسطينية من أجل التوصل إلى تسوية عادلة لتلك القضية التي طال أمدها . وثمن أبو الغيط في الوقت ذاته قرار الاتحاد الأوروبي بتمييز منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى مقاطعة شاملة لمنتجات الإحتلال الإسرائيلي حتى ترضخ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية . وبشأن الأزمة السورية، طالب أبو الغيط الاتحاد الأوروبي بالعمل على تحمل المسؤولية المجتمعية الكاملة لوقف نزيف الدم السوري، مشددا على أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا هو الحل السياسي. وحذر من تداعيات ومخاطر الأزمة السورية وأبعادها المتمثلة في مأساة النازحين واللاجئين باعتبارها أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. كما حذر من تدفق المسلحين على سوريا ، معتبرا أنهم يشكلون "قنابل موقوته" ، لافتا في الإطار ذاته إلى الأبعاد الإنسانية الخطيرة لتدفق النازحين لدول الجوار السوري حيث تشكل عبئا كبيرا عليها ،داعيا إلى مساندة هذه الدول لمواجهة متطلبات النازحين السوريين، مؤكدا على أهمية الجهد الجماعي وتقاسم الأعباء في هذا الشأن. وأشار أبو الغيط إلى الوضع المتأزم في ليبيا ، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة ومساندة ليبيا في تحقيق الأمن والاستقرار، منوها في هذا الإطار إلى تسمية مبعوث خاص للجامعة العربية إلى ليبيا. وأعرب عن تطلعه إلى تعاون المبعوث الجديد مع ممثلي الأممالمتحدة وباقي المبعوثين الأوروبيين من أجل التوصل إلى حل للأزمة الليبية. وفيما يخص اليمن، أكد أبو الغيط دعم الجامعة العربية للتسوية السياسية في اليمن ، مشددا على أن التسوية يجب أن ترتكز على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، معتبرا أن أي خروج عن الشرعية سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والصعوبات أمام الحل التوافقي في اليمن.