إكرام الميت دفنه جملة يتم ذكرها لرغبة الناس في الإسراع في دفن الميت حتي لا يعاني بعد موته ؛ لكن تبدأ المعاناة لأهالى المتوفى بدءا من إجراءات استخراج أوراق الدفن من هنا وهناك ، والأدهى من ذلك أنه لابد من استخراج التصاريح في مواعيد عمل الموظيف. ووصف بعض أهالي المتوفى بمحافظة الإسماعيلية بأنه تصريح الدفن بداية عذاب القبر والذين يلقونه من موظفي الحكومة الذين يستهزئون بالأموات ويغلقون شباك التصاريح منذ الظهيرة. وقال الأهالي: لو توفي شخص بمحافظة الاسماعيلية بعد الظهر، فعلى الأهل الانتظار إلى صباح اليوم التالي، إما في المنزل أو في الثلاجة حسب مكان وفاته حتي يفتح شباك التصاريح في موعده في اليوم التالي. وعلق أحد الأهالي مستهزئا: "الموت في محافظة الاسماعيلية لابد أن يكون في مواعيد العمل الرسمية لموظف الحكومة". واشتكى الأهالى من عدم وجود الموظفين أو الأطباء المختصين لاستخراج الوفاة بمركز طب الشيخ زايد أو الشهداء، وكان من المفترض أن يكونوا متواجدين طوال ال24 ساعة؛ ولكن ما يحدث هو تغيبهم عن العمل بشكل دائم. وأكد لنا أهل المتوفى، احمد سلطان – 35 سنة، الذى توفى بمستشفى الاسماعيلية العام إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية أنهم واجهتهم مشكلة استخراج تصريح الدفن عندما ذهبوا لمركز طب الشيخ زايد حيث فوجئوا بعدم وجود المختصين والموظفين، فتوجهوا لمركز طب الشهداء فواجهتهم نفس المشكلة ونفس المعاناة حيث لم يعثروا على أي موظفين هناك. وهذا الإهمال آثار حفيظة أهل المتوفى، فتوجهوا الى المستشفى مرة أخرى بعد أن طفح بهم الكيل لأخذ المتوفى بالقوة؛ ولكن تدخلت قوات الأمن وقاموا بالاتصال بمدير مركز طب الشيخ زايد للاستفسار عن المشكلة داخل المركز، وعلى الفور توجه الأهل إلى المركز واستخراجوا تصريح الدفن. هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، حيث إن اقارب المتوفين يعانون الكثير داخل المراكز الطبية بسبب عدم وجود الأطباء أو الموظفين المختصين لاستخراج تصاريح للدفن، ما يثير غضبهم ويزيدهم معاناة على معاناتهم.