قالت صحيفة إيرانية إن روسيا تسعى إلى العودة لاستخدام قاعدة "نوجة" في مدينة "همدان"، غربي إيران، والتي استخدمتها موسكو قبل أشهر في شن غارات بسوريا. وأوضحت صحيفة "شرق" الإيرانية، اليوم الأربعاء، في تقرير تحت عنوان "سعي الروس للعودة إلى قاعدة نوجه"، أن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة الأولى للبرلمان الروسي)، فالنتينا ماتوفينكو، أجرت خلال زيارتها إلى طهران الأحد والإثنين الماضيين، مباحثات حول "عزم الروس العودة إلى قاعدة نوجه"، دون تفاصيل. ونقلت الصحيفة الإيرانية، في تقريرها أيضا عن فيکتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن مباحثات "ماتوفينكو" في طهران "کانت حول عودة روسيا إلي قاعدة نوجه". وفي هذا الصدد ذكرت وكالة أنباء "إيسنا" الرسمية الإيرانية نقلا عن وکاله "الميادين" المقربة من النظام الايراني، وفق ذات الصحيفة، أنه "يرجح عودة روسيا إلي قاعدة نوجة"، ويطلق عليها إعلاميا أيضا قاعدة "همدان". وفي أغسطس/آب الماضي، شهدت الساحة الإيرانية الكثير من الجدل في الوسطين الرسمي والشعبي، مع الإعلان الروسي عن توجيه ضربات داخل سوريا انطلاقا من قاعدة "همدان". وآنذاك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد في سوريا، أن طائرات تابعة لها قصفت أهدافاً في مدن سورية، عقب إقلاعها من قاعدة همدان الجوية، وهي المرة الأولى التي تفتح فيها طهران قواعدها العسكرية لدولة أجنبية منذ الثورة الإسلامية التي شهدتها في 1979. وقوبلت هذه الخطوة بترحيب على مستوى بعض المسؤولين، وهو الترحيب الذي جاء على غير موقف بعض النواب في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الذين أعلنوا استنكارهم السماح للمقاتلات الروسية باستخدام قاعدة "همدان"، وعدوا ذلك "مخالفة للدستور". ورغم إشادة بعض المسؤولين آنذاك بالخطوة، إلا أن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، انتقد الإعلان الروسي عن استخدام مقاتلاتها للقاعدة الإيرانية، ووصف ذلك بأنه فعل "استعراضي" وينم عن "عدم لباقة". وقال دهقان خلال مقابلة، مع القناة الثانية في التلفزيون الإيراني: "كان ينبغي أن يبقى موضوع استخدام القاعدة سريا، لكن موسكو لم تلتزم بذلك". ونفى الوزير الإيراني قيام بلاده بتخصيص قواعد عسكرية لروسيا داخل البلاد، موضحا أن القوات الروسية ستستخدم قاعدة همدان لفترة محدودة تتشكل بتغير الأوضاع في سوريا. وبالفعل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية آنذاك، انتهاء مدة استخدام الطائرات الروسية لقاعدة همدان الجوية "في الوقت الراهن".