شر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، شريطاً مصوراً يظهر جنوداً من الجيش العراقي وهم يعذبون طفلاً قرب الموصل، بعد هروبه من حصار تنظيم الدولة. وبعد وقت من التعذيب والشتم الذي تعرض له الطفل الموصلي، أعدمت قوات ترتدي زي الجيش العراقي الرسمي الطفل بالرصاص، ثم وضعته تحت "جنزير" (عجلة) دبابة ومرت من فوقه، وتعالت أصوات الجنود فرحاً بعملية الإعدام البشعة. وقال حساب "شمرية العراق"، في تغريدة عبر "تويتر": "الحشد الشيعي الإرهابي يسحل طفل عراقي سني ويضعه تحت الدبابه ويقتله. عار على من يسكت على هذا الإرهاب". ودخلت عملية الموصل أسبوعها الرابع، لكنها لم تحرز تقدماً كبيراً في المدينة. ويشارك في العملية تحالف قوامه 100 ألف فرد من جنود الجيش وقوات الأمن، وقوات البيشمركة الكردية، ومليشيات شيعية، بدعم من ضربات جوية تقودها واشنطن. والخميس الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، في تقارير مطوّلة، القوات الأمنية العراقية بانتهاكات لحقوق الإنسان؛ شملت عمليات قتل وتعذيب مدنيين قرب مدينة الموصل. وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها إن "ما يصل إلى 6" أشخاص عثر على جثثهم الشهر الماضي في منطقتي الشورة والقيارة، زعمت قوات الأمن أن لهم صلات مع تنظيم الدولة. وأكدت نائبة مدير البحوث في مكتب المنظمة في بيروت، لين معلوف، تنفيذ أفراد من الشرطة الاتحادية عدة عمليات قتل غير قانونية؛ بعد إلقاء القبض على سكان في قرى جنوب الموصل، وقتلهم عمداً بدم بارد، كما نقلت "رويترز". وأكد تقرير منظمة العفو حدوث عدة وقائع في 21 أكتوبر/تشرين الأول، تم خلالها ضرب مجموعات منفصلة من الرجال بالأسلاك وكعوب البنادق، قبل قتلهم بالرصاص. وأضاف التقرير: "في إحدى الوقائع تم فصل رأس رجل عن جسده". من جهتها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: إن "القوات العراقية والكردية اعتقلت 37 رجلاً على الأقل عند نقاط تفتيش ومخيمات للنازحين في محيط الموصل والحويجة جنوباً؛ تحت مزاعم صلاتهم بتنظيم الدولة"، ولم تتمكن عائلاتهم من التعرف حتى الآن على الجهة التي اعتقلتهم، في حين نفى متحدث باسم حكومة إقليم كردستان وجود معتقلين لديها في أماكن غير معلومة، بحسب ديندار زيباري. وحذّرت المنظمة الدولية من سلوك القوات الأمنية الذي وصفته بأنه "يزيد بشكل كبير خطر وقوع مزيد من الانتهاكات"، من بينها التعذيب. وحذرت العفو الدولية من أنه في ظل غياب المحاسبة فإن هناك خطراً يتمثل في تكرار الانتهاكات ببلدات وقرى أخرى، مع استمرار حملة استعادة الموصل.