ما يزال اهتمام الصحافة الغربية بالمشهد السياسي مستمراً باستمرار مراحل الانتخابات البرلمانية الثانية والثالثة ومازالت تعليقاتهم بشأن استحواذ الإسلاميين متمثلين في حزبي الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور الذي أسسته الدعوة السلفية في مصر مستمرة طالما أن مصر تعد من كبريات الدول العربية وأكثرها قرباً وعلاقةً بإسرائيل. وفي هذا الصدد قال محلل الشؤون الخارجية إدوارد تورزانسكي في مقال له على موقع "Huffingtonpost" أن هناك ثلاثة دروس رئيسية مستفادة من المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية المصرية وهي تتمثل في السبب الأول وهو أن يحذر المصريين مما يتمنون حيث أن الثوار المعتصمين في ميدان التحرير كانوا يطالبون بالإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية لتأسيس حياة ديمقراطية في مصر وإنهاء الحكم العسكري للبلاد.
ولكن أغفلوا تأسيس قاعدة تأييد شعبية في أوساط المواطنين المصريين العاديين على عكس جماعة الإخوان المسلمين الذين قضوا عقوداً في تأسيس مثل هذه القاعدة الشعبية من المؤيدين.
وكذلك عانوا كثيراً من عدم التنظيم الذي أدي بهم إلى الحصول على مثل هذا العدد الضئيل من المقاعد في البرلمان القادم على عكس الإسلاميين أيضاً الذين حصلوا على أغلبية المقاعد.
أما عن الدرس الثاني فهو أن هناك وجوهاً قبيحة للديمقراطية خاصة في الدول التي لا تملك أي خبرات سابقة معها ففي مصر وبعد سقوط نظام مبارك حوالي 300 ألف قبطي غادروا مصر وتم تدمير عدد من الكنائس على يد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وبالنظر إلى مستقبل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وطريقة تعامل حكومة الإخوان والسلفيين معها تتضح من الهجوم الذي قادوا الإسلاميين على السفارة الإسرائيلية ومحاولة التعدي على أعضائها.
كما أن الاقتصاد المصري منذ سقوط النظام السابق في هبوط مستمر ويسعي المجلس العسكري إلى تنشيطه من خلال القروض التي يقدمها للبنك المركزي المصري.
وعن السبب الثالث قال أنه لا يمكن التوقع بأن المتعصبين في مصر سيهدأون بعد انتهاء الانتخابات حيث أنهم غير متعلمين جيداً ومسيطر عليهم دينياً وسياسياً وعنيفين أكثر من النظام الفاسد الذي جاءوا بدلاً منه.
وستتغير الأمور مع مرور الوقت لأنه من الواضح أن الحكومة الإسلامية الجديدة لن تكون قادرة على تحقيق تقدم اقتصادي.
بينما قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن الصدام يشتد الآن بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري حيث أن الإخوان امتنعت مؤخراً عن تقديم المساعدة بعد انسحابها من المجلس الاستشاري بعد الخطوة التي قام بها العسكري من أجل تقليص سيطرة الجماعة على وضع الدستور الجديد بعد تأكد استحواذها علي الأغلبية في البرلمان.
وأشارت وكالة رويترز الإخبارية في تحليلها السياسي للموقف في مصر وجهتي نظر مختلفتان يراهما الأقباط في مصر فأحدهما يري أنه على الأقباط الانتظار حتي يروا مستقبل البلاد في ظل حكم الإسلاميين الذي سبب صعودهم الكبير في الانتخابات البرلمانية قلقاً كبيراً للأقباط في مصر.
بينما يري الطرف الأخر أن على الأقباط التحرك ضد السيطرة الإسلامية الجديدة التي حدثت في مصر بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك.