رأى الكاتب الأمريكي ماكس بووت، أن الانتخابات الأمريكية المقررة الشهر المقبل تعتبر محسومة لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي لا تخرج مشكلاتها عن نطاق العاديّ، بخلاف منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وأشار بووت - في مقال نشرته صحيفة (يو إس أيه توداي) - إلى أن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" ليس لديه فكرة عما تحويه الرسائل الإلكترونية الجديدة التي ستخضع للفحص فيما يتعلق بملفّ التحقيقات في بريد كلينتون الإلكتروني، إنما المرجح هو أن ال "إف بي آي" لن يكشف عن تُهم يعاقب عليها القانون بخلاف ما تمخضت عنه تحقيقات يوليو في ذات الصدد. وأكد أنه أيا كان ما سيحدث فإن الخيار في الثامن من نوفمبر المقبل لا يزال خيارا سهلا وواضحا ، فعلى جانب، ثمة مرشحة ظلت لسنوات سيدةً أولى وسيناتور ووزيرة خارجية، هي من ديمقراطيّي الوسط وتعرف السياسة العامة جيدا، وقد ظهرت دقة إعدادها بوضوح في المناظرات الثلاث التي كسبتها جميعا. وقال بووت "إن هيلاري كلينتون، شأنها في ذلك شأن كل السياسيين، أحيانا ما تمُطّ الحقيقة، وتُعدّل بعض المواقف بناءً على توّجه مؤشر الرأي العام، لقد كانت مع الشراكة العابرة للباسيفيكي قبل أن تناهضها، كما كانت "مهملة تماما" مع بريدها الإلكتروني. ورأى الكاتب أن أمثال تلك المشكلات كانت لتكون بمثابة عقبات خطيرة لو أن كلينتون تخوض سباقا ضد جيب بوش أو جون كاسيك، لكن الأمر ليس كذلك؛ إنما هي تخوض سباقا ضد دونالد ترامب، حيث أن مشكلات كلينتون هي في نطاق العادي بينما شذّ ترامب عن المألوف. وتابع بووت قائلا " إذا ما سلمنا أن كلينتون تواجه قضايا أخلاقية، فإن ترامب على الجانب الآخر يواجه تُهمة مدنية بالاحتيال حول جامعة ترامب، كما هاجم الهجرة غير الشرعية بينما هو في الوقت ذاته يوظف مهاجرين غير شرعيين في بناء إنشاءاته.. لقد أدعى ترامب أنه تبرع بمبلغ 102 مليون دولار للأعمال الخيرية دون أن يدفع سِنتًا واحدًا من ماله الخاص.. إنه مريض بالكذب يظل يردد الأكاذيب حتى ينفضح كذبه فيما بعد، ومن ذلك إدعائه بأنه عارض الحرب على العراق.. وبحسب مجلة (بوليتيكو) فإن ترامب يقول كذبة كل ثلاث دقائق و15 ثانية". واستطرد الكاتب "إحدى المرات القلائل التي أخبر فيها ترامب بالحقيقة كانت عندما افتخر بالتحرش بالنساء على غير رغبتهن.. وقد أقدمت الكثيرات على اتهامه بالاعتداء الجنسي بينهن واحدة اتهمته باغتصابها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها؛ في محاكمة ستبدأ في 16 ديسمبر المقبل وهذا ليس سرًا".. مشددا على أن وقائع ترامب الجنائية أخطر بكثير من أي شيء في بريد كلينتون الإلكتروني. وأكد بووت أن ما يفعله ترامب بالديمقراطية الأمريكية هو أيضا اعتداء خطير؛ لقد توعّد باعتقال خصمه السياسي، كما يستبق بالطعن في نتائج الانتخابات دونما دليل، وهو لن يَعِد باحترام النتيجة حال خسارته.. هذا أمرٌ غير مسبوق على النظام السياسي واعتداءٌ نازعٌ للأهلية ممن يقوم به. وثمة نازعٌ آخر للأهلية يتمثل في كون ترامب المرشح الأول على مدى عشرات السنين الذي لم يكشف عن إقراراته الضريبية.. كما نعلم أنه لم يدفع ضريبة الدخل منذ عام 1995، عندما خسر 916 مليون دولار، بما يتناقض مع ادعاءاته بالنجاح الباهر كرجل أعمال.. لكننا لا نعلم شيئا عن الألغام الأخلاقية الأخرى المدفونة في سجلاته، ومضى الكاتب قائلا "إننا لنعلم أن ترامب غير متسامح مع معارضيه؛ لقد هدد بإقامة دعاوى قضائية ضد مُتهميه وبرفع قضايا تشهير ضد الصحُف التي نشرت أخبارها، حتى أنه يرغب في توسيع دائرة قوانين التشهير بحيث تتناسب مع نواياه.. لقد حرّض على العنف ضد منافسيه.. إنه باختصار مشروع مُستبّد لا ينبغي أن يملك السيطرة على مكتب التحقيقات الفيدرالي ومصلحة الضرائب". ورأى بووت أن ترامب يفتقر إلى المزاجية المفترَضة في الرئيس؛ لقد اهتاج في المناظرات على نحو يدعو إلى التفكير في كيفية أدائه إبان الأزمات.. كما أن ترامب جاهلٌ تماما بأمور السياسة العامة؛ فهو يقول إن القوات الأمريكيةوالعراقية مخطئة إذْ لم تشنّ هجوم مباغتا على مدينة الموصل، فيما لم يستطع توضيح كيف يمكن إخفاء 30 ألف مقاتل على أرض مُسّطحة.