القدس المحتلة: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه عندما كان بنيامين نتنياهو وزيرًا للمالية في حكومة أرييل شارون الثانية طالب بمهاجمة منشأة نووية إيرانية مقابل دعم شارون سياسيا في الانتخابات العامة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن صحيفة "هآرتس" الجمعة قولها إنه بعد استقالة نتنياهو من حكومة شارون في أعقاب تنفيذ خطة فك الارتباط وإخلاء المستوطنات في قطاع غزة وبعد انسحاب شارون ومعه مجموعة من قيادة "الليكود" وتشكيل حزب "كديما" نهاية العام 2005 توجه نتنياهو إلى شارون وقال له إنه في حال تنفيذ هجوم ضد منشأة نووية إيرانية قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية فإنه سيدعمه سياسيًا. وكان شارون قد أمتنع عن تنفيذ ذلك في الشهور القليلة التي تلت ذلك وحتى إصابته بجلطة دماغية في 4 يناير/ كانون الثاني 2006 وأدخلته في غيبوبة ما زال غارقا فيها حتى اليوم. وأضافت الصحيفة العبرية أنه لو نفذ شارون طلب نتنياهو وهاجم المنشأة النووية الإيرانية الوحيدة في حينه في أصفهان لما كانت إسرائيل تواجه اليوم ما تصفه ب "المشكلة الإيرانية" التي تعتبرها الخطر رقم واحد على إسرائيل وعرقلة البرنامج النووي لسنوات طويلة، إذ كانت إيران ستفقد كميات كبيرة من المواد الخام لتنفيذ عمليات تخصيب اليورانيوم. وتابعت انه بإمكان نتنياهو، الذي تعهد بمنع إيران من حيازة قدرة نووية، أن يتهم شارون بعدم إحباط البرنامج النووي الإيراني، وأنه في هذه الأثناء أصبحت المنشآت النووية منتشرة في أنحاء إيران ومن الصعب مهاجمتها وعرقلة البرنامج النووي الإيراني. ونقلت عن خبراء كبار في الأمن القومي في العالم تقديرهم أن احتمالات شن إسرائيل هجومًا ضد إيران ليست كبيرة وأن إسرائيل لن تتمكن من تنفيذ هجوم كهذا من دون الحصول على "ضوء أخضر" من البيت الأبيض. وأوضحت الصحيفة أن هجومًا عسكريًا إسرائيليًا ضد إيران من شأنه تعريض مصالح أمريكية هامة للخطر، مثل وجودها في العراق حتى نهاية العام 2011 والتزود بالنفط واستقرار الأنظمة العربية في الخليج، وكل هذا يحتم الحصول على مصادقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للهجوم على المنشآت الإيرانية. إضافة إلى ذلك، شككت الصحيفة فيما إذا كان نتنياهو بإمكانه أو يريد العمل وحده ضد إيران "وإبقاء إسرائيل مكشوفة لرد فعل إيراني شديد من دون مظلة عسكرية وسياسية أمريكية لتحميها". وخلافا لتقارير صحافية إسرائيلية تم نشرها في الماضي، افادت "هآرتس" بأن رئيس الموساد مائير داغان الذي يرأس "طاقم إحباط البرنامج النووي الإيراني السياسي"، وبدعم من رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت، يقدر أنه بالإمكان تأخير حصول إيران على قنبلة نووية لعدة سنوات بوسائل دبلوماسية ووسائل أخرى من دون الدخول في مخاطرة بالغة تتمثل بتنفيذ عمل عسكري. وأشارت الصحيفة إلى موقف وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك من هذه المسألة وإلى تصريحه المتكرر والثابت بأن "جميع الخيارات موضوعة على الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري.