يتسبب نقص فيتامين "د" بضرر كبير منها هشاشة العظام وآلام العضلات، فهو عبارة عن هرمون حقيقي، ومهم أيضاً للجهاز المناعي، وعليه يجب الانتباه إلى آثار نقصه وطرق معالجته، كما يوضح الموضوع التالي. يفرز جسم الإنسان يومياً الجزء الأكبر من فيتامين D، لكنه يحتاج من أجل ذلك للتعرض لضوء الشمس، وهو ما يشبه "عملة نادرة" في هذا الوقت من السنة في الكثير من دول وسط أوروبا، حيث يمكن أن تحتجب الشمس لأيام وربما لأسابيع في بعض الأحيان، ومن حقيقة أن الجسم يستهلك هذا الفيتامين يومياً باستمرار وأن الجسم لا يخزنه سوى بحسب طاقة كل شخص، وحتى وإن أشرقت الشمس، يقضي الكثيرون يومهم بعيداً عنها في المكاتب المغلقة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى نقص فيتامين D. يعتقد الكثيرون أن التغذية المتوازنة صحياً فقط جديرة بتعويض حاجة الجسم من هذا الفيتامين المهم، لكن الأطباء يؤكدون كما ينقل موقع "مركز الصحة" الألماني أن قليلاً من المواد الغذائية تحتوي على كمية كافية من فيتامين D، ومن أهمها الأحشاء الداخلية للسمك الغنية بالدهون، وهو ما يؤمن فقط الحاجة اليومية من هذا الفيتامين، خلاف ذلك فإن تأمين حاجة الجسم من فيتامين D عبر التغذية تبقى من الأمور الصعبة، الجدير بالذكر أن الدراسات الحديثة تقدر الحاجة اليومية من هذا الفيتامين ب20 ميكروجرام، بحسب موقع "مركز الصحة" الألماني. إذا ما أراد المرء الحصول على هذه الكمية، فعليه أن يتناول يومياً: 200 جرام من السردين، كيلوين من الجبنة، 700 جرام من البيض أو 500 جرام من لحم البقر، لكنها كمية كبيرة من الطعام، قد يعجز البعض عن تكرار تناولها يومياً. تختلف أعراض نقص فيتامين D باختلاف المرحلة العمرية، حيث إن نقصه في كل مرحلة عمرية يسبب مرضاً معيناً، وبشكل عام يسبب نقصه انخفاضاً في امتصاص الكالسيوم حتى لو كانت الكميات المتناولة من الكالسيوم كافية، إذ يعمل هذا الفيتامين على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء. وقال الدكتور أندرياس بفايفر، المختص بالغدد الصماء" عندما نحصل على الكالسيوم بغياب فيتامين D، فإن جسمنا لا يقوم بامتصاصه، وبالتالي فإن نقصه يؤدي لنقص في الكالسيوم، الضروري لعمل الأعصاب، يقوم الجسم بضبط مستواه من خلال "الهرمون الدريقي باراثورمون"، ويرتفع إنتاج هذا الهرمون عند نقص الكالسيوم لتعويض النقص من خلال العظام، وهو ما يتسبب على المدى البعيد بهشاشة العظام". وينصح الموقع الألماني بإجراء فحص للدم، وهذا الفحص يصبح ضرورياً إذا ما كنت تعاني من تكرار أمراض الجهاز التنفسي، وضعف العضلات، والصدفية وأمراض الكلى المزمنة والسكري والربو والالتهابات التي تؤثر على دواعم السن، وأمراض القلب والأوعية الدموية، الشيزوفرينيا "الفصام" والأكتئاب، والسرطان. ما هي طرق الوقاية من نقص فيتامين د؟ يوضح الأخصائي الألماني أن "فيتامين D عبارة عن هرمون حقيقي، ومهم للجهاز المناعي الدفاعي، ويلعب دوراً مهماً في عمليات أخرى تتعلق بمرض السكري، والأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية"، مضيفاً أن هذا الفيتامين مهم لعمل العضلات، فمن لديهم نسبة كافية يواجهون آلاماً أقل في العضلات، وتعمل بشكل متناسق. ولكن كيف لنا أن نعالج نقص فيتامين D؟ يقول بفايفر إن أحد الوسائل هي الاستلقاء تحت أشعة الشمس، ومراجعة طبيب أمراض الجلد من أجل التشخيص، "أما الخيار الثاني فيكمن في أقراص فيتامين D لأن لا يمكن تكوينه بشكل كافي عن طريق الأكل فقط، هناك سمك الكلوبيداي الغني به، ونعتقد أننا نحتاج لذلك، والمرء في حاجة إلى ما يتراوح بين ثمانمائة وألف وحدة يومياً والسمكة الواحدة تتضمن ثمانمائة لكن من يأكل هذه السمكة بشكل يومي؟"، وهل تكون أقراص فيتامين D كافية وحدها لتوفير هذه الوحدات وتعويض النقص الحاصل جراء عدم توفر هذا النوع من الأسماك؟ لحسن الحظ يرد الدكتور الألماني ببساطة: "نعم سيكفي هذا تماماً"، كن ينبغي المداومة على ذلك خصوصاً في فصل الشتاء حيث تحتجب الشمس لأيام وأسابيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إذ تتراجع كميته في جسم الإنسان بعد فترة، ولذلك ينصح الدكتور بفايفر ب"أخذ جرعة كبيرة مرة كل أسبوعين وليس بشكل يومي".