قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي يوم الأربعاء انه ينبغي إعطاء "فرصة كاملة" للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية لإحداث تغيير في السلطة عبر الحوار بين الحكومة والمعارضة وتجنب حرب أهلية. وكان مدلسي في باريس لإجراء محادثات مع فرنسا بشأن التطورات في العالم العربي والمعركة مع القاعدة في منطقة الساحل بإفريقيا.
وقال أمام أعضاء في البرلمان الفرنسي "تمثل سوريا قلقا بالغا للدول العربية... تجد نفسها اليوم في أجواء تشبه ما يحدث قبل الحرب الأهلية.
"نحن اليوم في وضع نمارس فيه ضغوطا على الحكومة السورية ومن ناحية أخرى نتحدث مع المعارضة لتهيئة الظروف للحوار".
وقال "خارج هذا الحوار لن يحدث الانتقال. علينا أن نعطي الفرصة كاملة لهذه المبادرة العربية".
وتعثرت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة المستمرة في سوريا منذ نحو تسعة أشهر. ويرفض الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن خطة سلام طرحتها جامعة الدول العربية في أوائل نوفمبر تشرين الثاني.
وتدعو تلك المبادرة إلى سحب القوات الحكومية وعودتها للثكنات والسماح بدخول مراقبين عرب إلى سوريا.
وقال مدلسي أن المراقبين مطلوبون لتأكيد ما يجري في سوريا نظرا لان المعلومات التي ترد منها ليست واضحة دائما.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن المجلس الوطني السوري الذي يوجد مقره في باريس هو الشريك الشرعي الذي تريد فرنسا التعامل معه.
وقال مدلسي انه لابد من بذل كل جهد لتجنب تحويل الصراع في سوريا إلى صراع دولي كما حدث في ليبيا حيث ساعدت قوات حلف شمال الأطلسي على المساهمة في الإطاحة بالزعيم معمر القذافى.
وفي الشهر الماضي امتنعت الجزائر عن التصويت على قرار في لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يدين سوريا لقمعها المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
ويقول دبلوماسيون من جامعة الدول العربية أن الجزائر التي تسيطر عليها بأحكام حكومة مدعومة من الجيش أكثر تعاطفا مع الأسد من دول أخرى في الجامعة وتشعر بتوتر من الرسالة التي يمكن أن تصل للجزائريين من خلال أي تدخل في سوريا.