استبقت الطائرات الحربية الهدنة التي من المفترض أن تبدأ مساء الاثنين بشن غارات على مدينة إدلب السورية، بالتزامن مع تأكيد الرئيس السوري، بشار الأسد، تصميم دمشق على استعادة كل منطقة سورية. وقبل ساعات على الموعد المحدد ببدء سريان هدنة أعلنت عنها واشنطنوموسكو، قال ناشطون إن "مقاتلات حربية روسية" استهدفت مناطقا في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما أسفر عن سقوط مقتل مدنيين. وفي الريف الغربي للمدينة الواقعة شمال غربي سوريا، شن "الطيران الحربي السوري غارات على منطقة الشماط قرب بلدة أرمناز" حسب الدفاع المدني، الذي لم يشر إلى سقوط قتلى أو جرحى من جراء الضربات. وكان 58 شخصا، بينهم 13 طفلا و13 امرأة، قتلوا في غارات استهدفت "سوقا تجارية ومناطق في مدينة إدلب" السبت، وذلك بعد يوم واحد فقط على إعلان الولاياتالمتحدة وروسيا عن التوصل لاتفاق الهدنة. وطال القصف والغارات الجوية يوم الاثنين أيضا، مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة المعارضة، لاسيما في محافظات حلب وريف دمشق وحمص، حسب ما قالت مصادر في الدفاع المدني السوري ل"سكاي نيوز عربية". وينذر القصف الجوي والمدفعي الذي لم يتوقف بعد الإعلان عن الاتفاق الروسي الأميركي، بانهيار سريع للهدنة التي من المفترض أن تدحل حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الاثنين الذي يصادف أول أيام عيد الأضحى. ووسط تصعيد القصف، قال الإعلام الحكومي إن الأسد، أدى صلاة العيد في مدينة داريا في ريف دمشق، وذلك بعد أسابيع على "تهجير" أهلها بموجب اتفاق أنهى أكثر من 4 سنوات من الحصار والغارات. ومن المدينة التي باتت "منطقة أشباح" بعد تهجير أهلها حسب وصف المعارضة، قال الرئيس السوري إن "الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان وإعادة الإعمار". وأضاف الأسد، الذي تطالب المعارضة برحيله، أن قواته "مستمرة بعملها، من دون تردد ومن دون هوادة وبغض النظر عن أي ظروف داخلية أو خارجية، في إعادة الأمن والأمان إلى كل منطقة في سوريا". واعتبر الرئيس السوري، الذي يتلقى الدعم من موسكو وطهران، أن "البعض لديه أوهام وبعد خمس سنوات لم يستفيقوا من هذه الأوهام"، مضيفا "من كان يراهن على وعود في الخارج فهي لن تؤدي إلى نتيجة". والنزاع الذي بدأ عام 2011 أسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري، وأدى إلى تقسيم البلاد بين مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة والقوات الحكومية والميليشيات الموالية لها بالإضافة إلى قوى إقليمية ودولية.