قال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما لروسيا الاتحادية(المجلس الأدنى للبرلمان)، أن روسيا تحذر من أن ردها سيكون شديدا إذا ما تلت تصريحات هيلاري كلينتون(حول الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة) التي أدلت بها مؤخرا في فيلنوس خطوات أخرى. وقال "من المؤسف جدا أن تعلن كلينتون أن انتخاباتنا ليست حرة وديمقراطية".
وأضاف "أن مثل هذا الاستنتاج لم يصدر حتى من أي من البعثات الدولية لمراقبة الانتخابات، وليس معلوما إلى ماذا استندت السيدة كلينتون في تصريحاتها".
وقال "من المحتمل أن هذه المعلومات ناتجة عن التقارير الدورية التي تقدمها السفارة الأمريكية في موسكو، وهذا غير صحيح لأنه ليس من واجبات وحق البعثات الدبلوماسية تقييم الانتخابات الروسية". إضافة لذلك يمكن أن يكون هذا "مستنتج من ما نشرته وسائل الإعلام، أي أن معلومات كلينتون أحادية الجانب ومنحازة جدا لأنها تعتمد على وسائل إعلام محددة. أم أنها لا تتضمن أساسا مبدئيا، بل هي للضغط على المراقبين الدوليين وعلى تقاريرهم النهائية".
وأضاف كوساتشوف " جميع هذه الخيارات مرفوضة من جانبنا وهي ليست مكافئة للموقع الذي تشغله وزيرة الخارجية الأمريكية. أن ما يؤسفنا جدا كون هذه التصريحات جاءت من على منبر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي راقبت سير الانتخابات الروسية عن كثب. أن كل كلمة تتضمنها تقارير المنظمات الدولية مثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان وكذلك الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تكون مهمة، ولهذا فان عدم وجود أي تأكيد لما صرحت به كلينتون في تقارير ممثلي هذه المنظمات أمر مهم جدا".
وقال ردا على سؤال عن تبعات تصريحات كلينتون "ان هذه التصريحات لن تساعد على تحسين علاقاتنا. واعتقد، أو بالأحرى أتمنى ألا تخرج السلطات الأمريكية من هذه التصريحات الغريبة باستنتاجات عملية، لأنها ستكون غير واقعية".
وأضاف "لذلك نحن نشير إلى أن هذه ليست إحدى الصفحات المشرقة أن لم تكن أكثرها ظلاما في تاريخ العلاقات الروسية – الأمريكية خلال عملنا بنظام " إعادة تشغيل العلاقات". فإذا بقيت هذه كتصريحات فقط، فأتمنى أن لا تكون لها نتائج سلبية". وأردف قائلا "أما إذا تبعتها مبادرات من الجانب الأمريكي مثل مساندة أولئك الذين وصفتهم كلينتون ب " الديمقراطيين" فان ردنا سيكون شديدا. أن المرحلة التي بعد الانتخابات هي مسالة تخصنا وفقط نحن مواطني روسيا يحق لنا تحديد مؤشرات الانتخابات وتقييم نتائجها".
ومن جانبه قال مارك تونير ممثل وزارة الخارجية الأمريكية في المؤتمر الصحفي الذي عقده في واشنطن، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في روسيا مستمرة في تقديم الدعم لمواطنين روس وللمنظمات غير الحكومية في روسيا.
وحسب قوله أن واشنطن صرفت أكثر من 9 ملايين دولار كمساعدات مالية ولإعداد المنظمات غير الحكومية في روسيا للانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 4 ديسمبر/كانون الأول.
وكانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية قد انتقدت بشدة خلال لقائها في مدينة فيلنوس(عاصمة جمهورية لتوانيا) وزراء خارجية دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، الانتخابات البرلمانية التي جرت في روسيا يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، حيث قالت " يستحق المواطنون في روسيا أن يكون صوتهم مسموعا وان تدار دولتهم من قبل أناس يقدمون تقاريرهم لمحاسبتهم. ومن حق الناخبين في روسيا أن يطالبوا بإجراء تحقيقات حول عملية تزوير الانتخابات". وكانت كلينتون قد أدلت أيضا بنفس التصريحات في مؤتمر بون الدولي حول أفغانستان.