مازالت الصحافة الغربية تولي اهتماما شديدا لنتائج المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن نجاح حزب "النور" الذي يمثل التيار السلفي في مصر في الحصول على ثاني نسبة أصوات بعد حزب "الحرية والعدالة" التابع لحركة "الإخوان المسلمين" وضع الجماعة في مأزق حيث أن هذا الوضع قد يؤدي إلى صراع إسلامي إسلامي في المرحلة المقبلة. حيث أن السلفيين يرغبون في الدخول في نقاشات مع الإخوان المسلمين حول تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون حاكم للبلاد والعديد من الأمور المشابه لذلك الآن في حين أن الإخوان يرون أن هناك أولويات أهم من التحدث حول هذه الأمور ولكن السلفيين سوف يضعون الدين أولاً على طاولة النقاش وهو الأمر الذي لا يمكن لجماعة الإخوان المسلمين تجاهله.
بينما قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال أن نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر مزعجة للغاية، وأنه يأمل أن يحترم البرلمان الأول بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك الاتفاقيات الدولية وأهمها اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979.
وتقول الصحيفة أن مخاوف إسرائيل تتركز في جماعة "الإخوان المسلمين" والتي تربطها علاقات وثيقة بحركة "حماس" المسلحة التي تحكم قطاع غزة.
أما صحيفة "صنداي زمان" التركية فقد كتب فيها المحلل السياسي جوست لاجينديجك قائلاً أنه بعد تأكد استحواذ حزب الحرية والعدالة على الأغلبية في البرلمان المصري القادم فإن جماعة الإخوان المسلمين أمامها ثلاثة تحديات رئيسية وهي الجيش الذي شهدت علاقته بالجماعة الكثير من الصدامات في الماضي، أما التحدي الثاني يتركز حول الطرف الأخر الذي ينوي الحرية والعدالة اتخاذه كحليف داخل البرلمان فهل سيكون هذا الطرف هم السلفيون أم الليبراليون.
ويضيف المحلل السياسي في مقاله أن التحدي الثالث هو كيفية تعامل الإخوان المسلمين مع حقوق المرأة وأصحاب الأديان الأخرى بخلاف الإسلام في الدستور الجديد.
وفي نفس السياق، قالت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أن التنظيم الشديد الذي تعمل من خلاله جماعة الإخوان المسلمين ورغبتها الشديدة في الوصول إلى الحكم منذ تأسيسها من 80 عاما كان وراء فوزها في الحصول على الأغلبية في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر وهو ما يجعلها الأقرب إلى حكم مصر في الفترة المقبلة، وأضافت الصحيفة أن فوز حزب "الحرية والعدالة" الإخواني وحزب "النور" السلفي بالمركز الأول والثاني بالانتخابات وضع التيارات الليبرالية في مصر في عزلة تامة عما كانوا يأملون بعدما قامت هذه التيارات بالثورة الشعبية في 25 يناير من هذا العام ونجحت في إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك المستبد.
وعلقت صحيفة "جارديان" البريطانية على فوز الإسلاميين في الكثير من الدول العربية في الفترة الأخيرة مثل تونس والمغرب ومصر قائلة أنها بداية حقيقية لعصر "الإسلام السياسي" الذي استحوذ على المشاهد السياسية في معظم الدول العربية الآن بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وأضافت الصحيفة أن جماعة "الإخوان المسلمين" لو كانت تنوي إتباع خطوات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فإنه سيكون أمامها الكثير من التحديات من أهمها حقوق الإنسان والمرأة والأقباط.
بينما قالت صحيفة "ذا صنداي مورنينج هيرالد" أن جماعة الإخوان المسلمين التي اعتلت المشهد السياسي في مصر لديها نوايا مسبقة بتطبيق الشريعة الإسلامية كقانون مدني في البلاد وتقليص الحريات الشخصية للأفراد داخل مصر.