العشوائية تهدد صناعة الدواجن المصرية مشروع قومي للتسمين للوصول إلى 10 جنيهات لكيلو الدجاج ضرورة زراعة الأعلاف بدلًا من الاستيراد للحد من نار الأسعار رئيس شعبة الدواجن: اتحاد المنتجين فشل في دعم الصناعة رئيس قطاع الثروة الحيوانية: نتوسع في زراعة الأعلاف لمواجهة المعوقات 11 كيلو استهلاك المواطن من الدجاج سنويًا الطب الوقائي: إجراءات صحية مشددة لمنع دخول أمراض الدواجن واجهت صناعة الدواجن العديد من العقبات بعد موجة انفلونزا الطيور الثانية، وأدى النظام العشوائي في التربية إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف واستيرادها من الخارج إلى نفوق بعض الدواجن. وتستدعي تربية الدواجن مشروع قومي للسيطرة على الصناعة بالشكل الأمثل إلى جانب تثبيت الأسعار وزيادة نصيب الفرد في السنة من الثروة الداجنة. وحول المشاكل المتنوعة التي تواجه الصناعة والتي لابد من التصدي لها كان لنا هذا التحقيق: يقول الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة صناعة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن 70% من مشاكل تربية الدواجن تتمثل في الصناعة العشوائية أو النظام المفتوح، ولا يمكن السيطرة على الأمراض الوبائية ولا فرض عوامل أمن وآمان حيوي بدقة رغم المجهود الذي يتم بذله من الجهات المعنية، ولابد من تغيير النظام المفتوح إلى النظام المغلق أو الأوتوماتيكي للاستفادة من الطاقة الإنتاجية، والسيطرة على الأمراض الوبائية مع الاتجاه لإعداد عمل مزارع جديدة للاستفادة من الكيانات المتواجدة. وأضاف، رئيس شعبة صناعة الدواجن، أن الأعلاف تمثل 70 % من مدخلات الصناعة وللأسف نستوردها وننتج كميات ضئيلة تصل إلى 1.5 مليون طن ذرة صفرا وحوالي 36 ألف طن صويا، في حين نحتاج ل 2 مليون طن صويا و9 مليون طن درة. ولحل هذه المشكلة لابد أن تستورد الحكومة حتى نلغي حلقة (المستورد هو تاجر الجملة)، فالدولة حين تستورد تلغي استغلال الفرص بشكل سيئ من خلال توزيع الحصص على مصانع الأعلاف، ولابد من استزراع واستنتاج سلالات موجودة تزود الطاقة الإنتاجية، فمثلا لابد من تهجين سلالات من الذرة الصفراء، معتبرًا تنفيذ هذه الآليات في فترة زمنية محدودة يرتقي بالمجال ويتجاوز ال 2 مليار ونصف في خلال 3 سنوات. أراضي مجانًا أما عن دور الدولة، قال رئيس شعبة صناعة الدواجن ل"محيط": لدينا أراض كثيرة ولابد من توفيرها مجانًا بالإضافة لطرق ومياه وكهرباء، وتأخذهم الدولة من حق المنتفع على فترات زمنية محددة، وبالتالي سيحدث تنمية مستدامة وتوفير فرص عمل وتزويد طاقة إنتاجية وإنتاج سلالات جيدة يمكن تصديرها للخارج". ولفت "السيد" إلى أن اتحاد منتجي الدواجن لم يقدم أي شيء لصالح الصناعة، قائلًا: "الاتحاد لديه إمكانيات كبيرة جدًا ويجب أن يعي تمامًا أنهم بدون صغار المربين ملهموش قيمة". بدوره قال الدكتور خالد توفيق رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن مشكلة مصر في تربية الثروة الحيوانية هي التغذية "الأعلاف" والأمراض، بالإضافة إلى أنه مؤخرًا أصدر البنك المركزي ضوابط خفضت عدد من يعملوا في استيراد الذرة أو الصويا أو الحيوانات المستوردة للدبح الفوري، وهؤلاء خرجوا من النشاط, وتراجع المعروض أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة الصفراء والفول الصويا ودفع المنتجين للعزوف عن الصناعة. وأوضح "توفيق" ل"محيط" أن الوزارة تبذل جهود قوية للتوسع في المساحة المزروعة من الذرة الصفراء، قائلاً: "استوردنا العام الماضي منها 7.2 مليون طن، والكمية المتاحة منها تقل عن هذا ووفقًا لخطة الوزارة حتى عام 2018 سيتم تحقيق درجة معقولة من الاكتفاء الذاتي، علاوة على أن التوسع بالتوازي في الذرة الشامية أو البيضاء سيزيل العبء من على الذرة الصفراء، أيضًا يوجد تصريحات من اتحاد منتجي الدواجن في إنهم سيساهمون في هذه التوسعات من المساحة المزروعة أو إنهم سيقومون بشراء الذرة بسعر مجزي أو أفضل من المربين وهذا سيساهم بدوره في حل مشكلة الأعلاف. وتابع توفيق، نحن مكتفون ذاتيًا من الدواجن بنسبة 90%، وكنا نصدرها حتى عام 2006، إلى أن أتت أنفلونزا الطيور، وقريبًا سنعاود قدرتنا على التصدير مرة أخرى، كما أن نصيب الفرد من استهلاك الدواجن في العام 11 كيلو، ونصيبه من سلة البروتين الحيواني في حدود 20 جرام يوميًا ومنظمات الأممالمتحدة قالت إن الحد الأدنى لا يجب أن يقل عن 33 جراما. تدوير المخلفات واعتبر الدكتور خالد توفيق، أن تدوير المخلفات الزراعية السبيل الأمثل كمشروع قومي، لأن عدة جهات تشارك فيه، وحاليًا هناك مشروع قومي يُقدم للوزير بمشاركة عدة قطاعات لتوفير معدات لخدمة هذا الأمر ووزارة الشباب، لأن من أحد مزاياها المهمة توفير فرص عمل للشباب، والاستفادة من المشروع كبير جدًا وسيخدم قطاع أكبر من المزارعين وصغارهم ممن يمتلكوا أكثر من 85 % من تعداد قطعانا. من جانبه قال الدكتور محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بهيئة الخدمات البيطرية: "نقوم بتطبيق مجموعة من الإجراءات نسميها أمن حيوي لمنع دخول المرض للكائن الحي الذي يربيه الأفراد، وهذا معناه أن تقل الإصابة بالأمراض بما يخفض معدل العلاجات التي نقدمها ومن ثم تقليل التكلفة والحد من تقليل إنتاجه". وأضاف "عطية"، في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن أي اختلاف في معدلات النفوق ونمو الطيور من المفترض أن يكشفها صاحب القطيع حتى نعرف توصيف الحالات، وهذا بمثابة كشف مبكر عن المشكلة، بمعنى أن المزارع منتشرة في أماكن عديدة ومن الممكن أن طيور المزرعة تتنقل من مكان لآخر والعمال يتنقلوا من مكان للأخر وهذا يساعد في انتشار المرض. وأوضح "عطية" أن مرض أنفلونزا الطيور "وبائي" ينتقل أفقيًا من طيور مصابة لحيوانات أخرى لكن موجة سرطان الطيور الأخيرة تنتقل رأسيًا من الأم للكتكوت، بما يقارب 95% أو أكثر لكنه غير وبائي، وبالتالي لا خطورة منه، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الحالة الصحية للطيور يستطيع صاحب المزرعة أن يتجنب الخسارة. أسعار الدواجن ويرى الدكتور عبد الرحمن السيد المدير العام لأحدى شركات الأدوية البيطرية، أن سعر الفراخ (الدجاج) متأرجح بين يوم وآخر والمزرعة إذا باعت الكيلو ب 12 جنيه أمس، فمن الممكن أن تبيعه اليوم بزيادة 5 جنيه، مؤكداً أنه حال وصول كيلو الدجاج ل 10 جنيهات (يبقى عال العال)، وفكرة إن في مصر نوصل الكيلو لجنيه مثلما فعلت دول أخرى هي فكرة صعبة، لأن العملة المصرية سعرها قليل وغير ثابت.