أعلنت مصادر قضائية إيرانية اليوم الاثنين، عن بدء محاكمة متهمين بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران مطلع كانون الثاني/يناير الماضي، وسط غموض يكتنف سير التحقيق والمحاكمة، بالرغم من أن الرئيس الإيراني حسن روحاني كان قد طالب بمحاكمة علنية وشفافة لهؤلاء المتهمين. ونقلت وكالة "فارس" عن مسؤولين في السلطة القضائية إعلانهم أن أول جلسة لمحاكمة 21 متهما في ملف الهجوم على السفارة السعودية في إيران ستعقد اليوم الاثنين في طهران. وكان المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجئي قد صرح أن ملف محاكمة المتهمين بالهجوم على السفارة السعودية سيتم البت به في المحكمة الجزائية الثانية بطهران. وبحسب ايجئي، فقد قد تم إصدار اتهامات ل48 شخصا بهذا الملف، لافتاً إلى أنه سيتم البت في ملفات 3 أو 4 أشخاص في المحكمة الخاصة بعلماء الدين. وكان روحاني قد طالب السلطة القضائية في بلاده ب"الشفافية" في قضية محاكمة المعتدين على السفارة السعودية، وذلك بعد ما شهدت القضية مماطلة وتسويفا وتأجيلا متعمدا من قبل السلطات، بحيث انعكست سلباً على الموقف الإيراني في ظل تزايد الإدانات الدولية ضد طهران بسبب انتهاكها للقوانين الدولية حيث أثبتت عدم التزامها بحماية المقرات والبعثات الدبلوماسية ومن ثم عدم محاسبة المعتدين. وكان القضاء الإيراني أعلن في 15 حزيران/يونيو الماضي نية بلاده محاكمة المعتدين على السفارة السعودية، وذلك في مسلسل متكرر من التسويف والمماطلة، حيث مرت حوالي 6 أشهر على وقوع الحادثة التي تمت بإشراف عناصر متنفذة في النظام الإيراني مقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي ، كما أفادت مصادر مقربة من الإصلاحيين . وتناقضت التصريحات الإيرانية حول هوية مقتحمي السفارة مرات عديدة، فبينما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية عدم وجود أي معتقل بهذه القضية، صرح مسؤولون آخرون أن المعتدين على السفارة في السجن، بينما قال مسؤولون آخرون إن المتورطين يخضعون للتحقيق. وتتستر السلطات الإيرانية على هوية مقتحمي السفارة من خلال نشر معلومات تضليلية ومتضاربة حول المتورطين، بسبب صلة هؤلاء الأفراد بجماعات الضغط المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حسبما كشفت مصادر إيرانية مطلعة. وكانت مصادر إيرانية مطلعة كشفت لموقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي مهدي #كروبي هوية مقتحمين آخرين للسفارة وأكدت أنهم ميليشيات تنتمي إلى ما يعرف في إيران بتيار #حزب_الله الإيراني ، ومنسوبوها أعضاء في مقرات الباسيج أي "التعبئة الشعبية" التابعة ل الحرس الثوري الإيراني.