كابول : دعا حلف شمال الأطلسي "الناتو" الثلاثاء مسلحي حركة طالبان الذين يسيطرون على بلدة مرجة بإقليم هلمند جنوبأفغانستان إلى الاستسلام وإلقاء السلاح ، فيما تستعد القوات الأمريكية والأفغانية حالياً لشن أول عملية عسكرية واسعة منذ وصول التعزيزات الأمريكية إلى أفغانستان مؤخرا . ونقلت وكالة الانباء السورية عن مارك سيدويل مدير الشئون المدنية في "الناتو" والسفير البريطاني السابق في أفغانستان القول خلال مؤتمر صحفى في مقر الحلف بكابول إن السلطات والهيئات المختصة أجرت استعداداتها للتعامل مع احتمال تدفق اللاجئين الذين يهربون من القتال في بلدة مرجة في مدينة لاشكار جاه عاصمة إقليم هلمند وهي أكبر البلدات تحت سيطرة طالبان. وأشار إلى أن السلطات الأفغانية أعدت برامج تلي العملية العسكرية لتحسين الخدمات العامة وإعادة سيطرة الحكومة المركزية على البلدة والمناطق التي يجري استعادة السيطرة عليها من طالبان. وأضاف سيدويل أن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان مسلحو الحركة سيقتنعون بالدعوات التي توجه إليهم لإلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية الجارية حالياً في البلاد . ومن جانبه ، قال البريجادير جيمس كوان قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند الأفغاني إن سيطرة جنود "الناتو" والقوات الأفغانية على الأراضي التي سيتم انتزاعها من حركة طالبان في عملية عسكرية كبيرة وشيكة على الإقليم ستكون إلى الأبد. وأضاف كوان من مقره في مدينة لاسكارجاه أن التغلب على المجموعات المسلحة لا يكون فقط بالطرق العسكرية القديمة بل يعني كذلك محاولة كسب تعاطف المواطنين ، مشيرا إلى أنه ومن أجل تحقيق هذه الغاية فأن المرحلة الحاسمة في هذه العملية لن تكون التمشيط وإنما استمرار السيطرة . وتستعد قوات بريطانية وأمريكية لبسط سيطرتها على بلدة مرجة آخر معقل كبير لطالبان في هلمند وذلك في واحدة من كبرى العمليات في الحرب المندلعة في أفغانستان منذ ثماني سنوات. وتزيد أعداد القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الآن على 114 ألف جندي ومن المقرر أن ترتفع إالى قرابة 150 ألفا العام الحالي بموجب قرار بإرسال قوات إضافية أصدره الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كانون الأول الماضي. وسيكون الهجوم في مرجة هو أول عملية تستفيد من هذه القوات الإضافية التي يقول قياديون إنها ستعطيهم الدفعة التي يحتاجون إليها لفرض وجود دائم لقوات الحكومة الأفغانية في المناطق التي تسيطر عليها طالبان.